قناة عشتار الفضائية
 

الولايات المتحدة ترسل المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط

 

عشتارتيفي كوم - سبوتنيك/

 

تعتزم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، استجابة لطلب من قيادة التحالف الدولي ضد "داعش" في بغداد.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الإدارة الأمريكية لم تضع بعد خطة جديدة لمواجهة تنظيم "داعش".

وقال مدير وحدة البحوث السياسية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية لوكالة "سبوتنيك" الدكتور عزيز جبر شيال، "أعتقد أن السيد العبادي بتصريحه حول عدم وجود استراتيجية أمريكية لحد الآن في محاربة داعش، هو يشير بذلك إلى المؤتمر الذي عقد في الولايات المتحدة للدول التي تقاوم الإرهاب، والذي حضرته 68 دولة، حيث أن الإدارة الأمريكية تنتظر هذا المؤتمر والذي من خلاله ستتضح استراتيجيتها، خصوصا وأن السيد ترامب يأخذ بنظر الاعتبار الكلف العالية التي سوف تتحملها الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب وكيفية إعادتها، كما أن الرئيس ترامب أخبر العبادي بأنه لم يضع استراتيجية لحد الآن بسبب الكلف المادية التي سوف تتحملها الولايات المتحدة، ويبدو أن السيد ترامب يريد أن يطبق ما وعد به في حملته الانتخابية، فهو يحسب بالمقام الأول قضية الكلف المادية، فهو رجل بعيد عن عالم السياسية، وإنما هو رجل اقتصاد وأعمال، ولذلك هو يسعى بجميع الاتجاهات من أجل إنعاش الاقتصاد الأمريكي".

وأضاف شيال "أعتقد أن موضوع القواعد العسكرية الأمريكية في العراق لم يحسم لحد الآن، وربما هذا من ضمن الاستراتيجيات التي لم تقدمها الولايات المتحدة، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن المزاج العراقي ضد إقامة القواعد، فربما الاتجاه السياسي الفاعل اليوم في العراق يدفع الحكومة العراقية للقبول بهذا الأمر، وتبقى مسألة من سيمول هذه القواعد، إذا رأت الحكومة العراقية في أن إقامة مثل هذه القواعد فيه منفعة للشعب العراقي، ربما ستقبل بأن تدفع جزءا من كلف هذه القواعد، وأعتقد أن الاقتصاد العراقي لا يتحمل مثل تلك الكلف، كما لدى العراق من القوات المسلحة الكافية للقيام بحماية أمن البلاد، إلا أن الإدارة الأمريكية ذاهبة باتجاه إقامة القواعد ليس من أجل العراق وإنما من أجل إدامة هيمنتها وإقامة ضغط على الشريك الروسي الكبير في المنطقة".

من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي مؤيد الجحيشي لوكالة "سبوتنيك" "سبق وأن صرح رئيس الولايات المتحدة ترامب بأنه سيعيد القوات الأمريكية وقواعدها في الشرق الأوسط ومنها العراق وسوريا، حيث يقول الأمريكان بأنهم سيضعون 12 قاعدة أمريكية في العراق ثابتة و4 قواعد في سوريا، وأكثر هذه القواعد سوف يضعوها في المنطقة الغربية من العراق، أي أنها ستكون محاذية للأردن والسعودية وسوريا".

وأضاف الجحيشي "استراتيجية  ترامب وخططه في إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق تجابه بالرفض، ولكن القوات الأمريكية الموضوعة الآن في العراق الغرض منها مستقبلي ولا ينحصر بمحاربة "داعش"، فالسيد العبادي يقول إن باستطاعة القوات العراقية مقاتلة وإنهاء "داعش" في العراق، وواقعا فإن القوات العراقية استطاعت كسر شوكة "داعش"، ولكن كانت هناك خسائر في صفوف القوات العراقية والمدنيين وكذلك تدمير البنى التحتية، والقوة الوحيدة التي أثبتت جدارتها في العراق هو جهاز مكافحة الإرهاب، أما باقي صنوف الجيش فليس لها القدرة في مقاتلة مثل هذا التنظيم الإرهابي. كما أن الولايات المتحدة عند دخولها العراق عام 2003 أعلنت أن العراق بلد ديمقراطي، وهي لا تستطيع أن تنشئ قواعد أو ترسل جنود إلا بموافقة البرلمان العراقي، وأتوقع أنه ستحدث جلسة برلمانية يصوت فيها بنعم أو لا على تواجد القوات الأمريكية في العراق، والأمر لن يتم بإكراه العراق على قبول تلك القواعد".