قناة عشتار الفضائية
 

الكورد يحيون مذابح "الأنفال" ويشحذون هممهم بمراسم مهيبة قبل الاستفتاء

 

عشتارتيفي كوم- K24/

 

أحيا الآلاف من سكان إقليم كوردستان ذكرى حملات الأنفال التي أزهقت أرواح آلاف من أبناء جلدتهم على يد النظام السابق العراقي في ثمانينات القرن الماضي، وقال كثير من المشاركين إن الذكرى تعطيهم دفعة قوية وتشحذ هممهم نحو الاستقلال.

وتذكّر حملات الأنفال، التي نفذت على مراحل عديدة، وغيرها من الحملات، الشعب الكوردي بالقمع والقتل والتشريد الذي تعرضوا له على يد الحكومات العراقية المتعاقبة، لدرجة أن الغالبية الساحقة منهم باتت لا تفكر بأقل من أن يكون لهم دولة تحقن دمائهم.

ويريد القادة الكورد إجراء استفتاء على استقلال كوردستان عن العراق في وقت لاحق من العام الجاري لمعرفة رأي الشعب بشكل رسمي.

وبثت كوردستان24 الهواء مراسم أقيمت في بلدة كلار التابعة لمنطقة كرميان قرب السليمانية، احياءً لذكرى حملات الأنفال التي قضى فيها آلاف الأبرياء.

وقال نوشيروان عبد الكريم، وهو مواطن مشارك في الحفل، لكوردستان24 "حضورنا ومشاركتنا تعني بوضوح إننا لم ننس أولئك الذين استشهدوا (على يد النظام السابق).. تجمعنا هذا يعني لنا الكثير.. واننا سنسير في نفس الطريق الذي سار فيه شهداؤنا".

وفي احتفال مهيب حمل المشاركون نعوشا رمزية ملفوفة بإعلام كوردية، ونظم آخرون مراسم تظهر جانبا من الحزن على فقدان أبناء جلدتهم.

وحضر في المراسم ممثلون ونواب عن جميع الأحزاب الكوردية، والقوا كلمات أعربوا فيها عن تأييدهم لإجراء استفتاء حق تقرير المصير بشأن استقلال إقليم كوردستان.

وقال مراسل كوردستان24 في كلار إن الحشود لا تزال تتوافد للمكان للمشاركة في المراسم التي يحييها الكورد بانتظام في كل عام.

وعلى أصوات الموسيقى الحزينة، جلس الكثير من ذوي الضحايا على مقاعد وقد بدا على وجوههم التجهم. واتشح كثيرون بالسواد وخصوصا ذوي الضحايا.

وقال آزاد معروف وهو احد المشاركين متحدثا لكوردستان24 إنه يتعين على السلطات أن تراعي ذوي الضحايا وان تعوضهم ماديا ومعنويا.

وقال مشارك آخر إن على القوى السياسية في كوردستان ان تنحي خلافاتها جانبا، وان تركز على الشعب وعلى مصيرهم ومستقبلهم.

وقال هوراز بينما كان يضع شارة سوداء على جبهته إن هذه المراسم والاحتفالات الحزينة تعطي دفعة قوية للكورد من اجل أن يضعوا حدا لهذه المجازر وان يشكلوا كيانا يحفظهم من "الأعداء".

وتابع "هذه المراسم تشحذ هممنا وتقوي عزيمتنا كي نقرر الصواب" في الاستفتاء المرتقب.

وفي مثل هذا اليوم عام 2010، دُفن رفات أكثر من مئة طفل مجهول راحوا ضحية الجوع والمرض خلال حملات الأنفال التي نفذها نظام صدام حسين بحق الكورد.

وأزهقت أرواح عشرات الآلاف من الكورد بينهم نساء وأطفال ومسنون، ودمرت قرى بأكملها كما اعتقل كثير من المدنيين قبل نقلهم إلى معسكرات في جنوب العراق خلال حملات الأنفال التي بين عام 1987 و1988، وتم تصفيتهم لاحقا في مقابر جماعية.

وتقول منظمة هيومان رايتس واتش إن حوالي ألفي قرية تعرضت للتدمير، إضافة إلى عشرات البلدات والمراكز الإدارية، بما في ذلك قلعة دزه التي كان عدد سكانها حوالي 70 ألفا.

ومنذ أن اسقط النظام السابق عام 2003 عثرت السلطات على عشرات المقابر الجماعية للكورد في مناطق مختلفة وخصوصا في مناطق صحراوية نائية جنوبي العراق.

وكان المتهم الرئيسي في المجازر التي طالت الكورد، وزير الدفاع الأسبق علي حسين المجيد والذي لقُب بفعل ذلك بـ"علي كيماوي".

وفي عام 2010 حكمت المحكمة الجنائية العليا على المجيد، بالإعدام اثر إدانته في مجزرة حلبجة  قبل 29 عاما، ثم نفذ الحكم بعد أسبوع من صدور الحكم.