قناة عشتار الفضائية
 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: 15 شباط عيدًا لكل الشهداء المعاصرين

 

عشتار تيفي كوم - ابونا/

قال المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيان عقب جلسته السنوية: "يأتي اجتماعنا لهذه الدورة متزامنًا مع مرور بلادنا وكنيستنا بظروف أليمة خلفتها الهجمات الإرهابية التي توالت على كنائسنا وعلى أبناء الكنيسة في أنحاء مصر، حيث تعرضت الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وكنيسة الشهيد مار جرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتفجيرات إرهابية أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد كبير من أبناء الكنيسة إلى جانب عدد من رجال الشرطة".

وأضاف "كما استشهد عدد من أبنائنا في شمال سيناء بيد الإرهاب الأسود، ما اضطر عدد من الأسر المسيحية إلى النزوح خارج المحافظة للابتعاد عن خطر الإرهاب الداهم. ومنذ أيام قلائل تعرضت مجموعة أخرى من أبنائنا للقتل برصاص الإرهاب الغادر بعد استيقافهم على طريق دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون بمحافظة المنيا. وإذ فشل الإرهابيون في إجبارهم على التخلي عن إيمانهم، أعملوا فيهم القتل فتركوهم بين شهداء شاهدين ومصابين معترفين".

وتابع البيان: "والمجمع المقدس بجميع أعضائه وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثاني إذ يفخرون بأبنائهم، ولاسيما الأطفال منهم، الذين تمسكوا بمسيحهم القدوس مقتدين به في حمل الصليب يعربون عن كامل مساندتهم لأسر الشهداء والمصابين ومشاركتهم لهم في آلامهم وأحزانهم، متطلعين بكل الثقة إلى الله ضابط الكل ليجزل العزاء في القلوب الجريحة ويلمس المصابين بلمسة شافية ويحفظ كنيسته المقدسة وشعبها المبارك ويحفظ سلام مصر وأمنها".

وأكد المجمع أن "كل هذه الآلام والضيقات لن تزيد الكنيسة القبطية إلا تمسكًا بمسيحها القدوس وإيمانها الأقدس، كما ستظل الكنيسة أيضًا متمسكة بثوابتها التاريخية بالحفاظ على سلام المجتمع، فلن تدفعنا هذه الأحداث إلا في طريق المحبة المسيحية لكل شركاء الوطن، فلا فضل ولا نفع لنا إن لم نحب الكل دون تفرقة، وها هي دعوة السيد المسيح تذكرنا: ’بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبًا بعضًا لبعض".

وتابع البيان "وفي هذا السياق، يثمن المجمع المقدس الموقف النبيل الذي قدمته أسر الشهداء والمصابين في كل الأحداث السابقة، وهو نموذج حي على المحبة والغفران للمسيئين والمعتدين، ’أحبوا أعدائكم، باركوا لاعينيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم‘. ولكننا في المقابل نود أن نؤكد أن المسيحي الحقيقي يحب الحياة ولا يهاب الموت، ولا ينكر الإيمان، ولا يتخلى عن المحبة، ويطالب بتحقيق العدل والمواطنة الكاملة وفقًا للدستور والقوانين أما الاستشهاد فحين يأتي ثمنًا للتمسك بالإيمان فهو شهوه محببة".

وقد قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية عمل توثيق تاريخي شامل لهذه الأحداث لتخليد ذكرى الشهداء والمصابين، كما قرر اعتبار يوم 15 شباط من كل عام (وهو عيد دخول المسيح الهيكل وذكرى شهداء الكنيسة في ليبيا) ليكون عيدًا لكل الشهداء المعاصرين.