قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو يفتتح الرياضة السنوية لراهبات بنات مريم الكلدانيات

 

عشتار تيفي كوم - إعلام البطريركية/

 
افتتح مساء الأحد 11/6/2017 غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الرياضة الروحية السنوية لراهبات بنات مريم الكلدانيات في الدير الأم في المسبح ببغداد.

وفي عظته للأخوات الراهبات، قال غبطته:

الرياضة الروحية وبخاصة الرياضة السنوية للمكرسين والمكرسات، اختبار روحي متميز عبر "وقفات" غير معتادة، للخروج من التزامات الحياة اليومية العادية، لمواجهة الذات وتقييم المسيرة ومراجعة عيش مبادئ تكريسهم وأسسها والممارسات الروحية كالصلاة، والتأمل وقراءة كلمة الله وتجسيدها في واقع الحياة اليومية، والتوبة والتصحيح.
الرياضة ليست وقتا للراحة واللقاءات الجانبية والسوالف. بل ينبغي التزام "الخلوة – السكينة والصمت، وترك وسائل التواصل الاجتماعي – التلفون!" للدخول إلى أعماق كياننا لمعرفة المسافة التي نقفها مع أنفسنا ومع الله ومع الأخرين – العلاقات، ونقر بضعفنا من دون أقنعه وتبريرات ونحدد وضعنا!!

الرياضة الروحية فرصة لتحرير ذاتنا من كل ما يعوق تقدمها في مسيرتنا الروحية والجماعية كتأثيرات طبعنا ومشاعرنا وغرائزنا (دوافعنا) ومجتمعنا ليعود إلينا النور والسلام وبركة الله لنتمكن من اتباع نمط حياة المسيح خطوة خطوة فنندمج فيه.
أتمنى أن تبقوا راسخين في الإيمان بالرغم من الظروف القاسية التي نعيشها، ومنفتحين على المحبة، وأسخياء في أعمال الرحمة التي ينتظرها إخوتنا المحتاجون – المهجرون!! ومواظبين على الصلاة، كما تقول الرسالة إلى رومية: "اعملوا لِلرَّبِّ بِهِمَّةٍ لا تَفتر ورُوحٍ مُتَّقد. كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين وإلى ضِيافةِ الغُرَباءِ مُبادِرين (رومية 12: 12-13)".

أدعوكن إلى القيام بفحص ضمير جديّ وشامل في هذه الأيام المباركة وان تفكروا ما هي إرادة الله فيكن وماذا ينتظر منكن من قبل الكنيسة وإخوتكن وأخواتكن.
أدعوكن الى قراءة هذا النص لإبراهيم النثفري من القرن السادس، أحد روحانييّ كنيستنا المشرقيّة:

"ليس على الأرض ما هو اعز عند الله من راهب جاث على الأرض يصلي دائما، فالصلاة مرساة التوبة، حيث تهدأ كل أنواع الأفكار مهما كانت كثيره، والندامة التي ترافقها الدموع هي كنز الرحمة، وغسل القلب، وسبيل التطهير، وطريق التجليات، وسلم العقل.
الصلاة الدائمة تجعل من العقل صورة الله، وتؤمن له موهبة إدراك الأمور الصغيرة. وبوقت قليل تكفر عن ديون الإهمال الطويل، هذه الصلاة تحوي كل أنواع الزهد وأنماطه"
"اباؤنا السريان" ص 253 .