عشتارتيفي كوم- K24/
جدد رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني تأكيده على أن استقلال كوردستان سيجعلها "جارة عظيمة" لدول الجوار لاسيما العراق، داعيا في الوقت نفسه واشنطن والأسرة الدولية إلى احترام ما يريده الكورد منذ عقود.
وقرر الكورد إجراء استفتاء شعبي على استقلال كوردستان في 25 أيلول سبتمبر المقبل وهو أولى الخطوات نحو تشكيل دولة مستقلة طار انتظارها.
وقال بارزاني في مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن الاستفتاء سيبت في نزاع تاريخي مع الدولة العراقية التي كانت تنظر إلى الكورد على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، مشيرا الى أن هذا الاستفتاء لن يهدد أحدا.
وأضاف في المقال الذي نُشر اليوم أن استقلال كوردستان قد يجعل المنطقة أكثر استقرارا ولن يغير حدود أي دولة مجاورة سوى العراق، لافتا إلى أن قيام دولة كوردستان سيعزز العلاقات بشكل اكبر بين الكورد وعرب العراق.
وبعدما أكد أن الاندماج القسري للكورد في العراق لم يعد يعمل بالنسبة لكوردستان او العراق، قال بارزاني "نريد من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي احترام القرار الديمقراطي لشعبنا، حيث سيكون العراق وكوردستان أفضل حالا على المدى البعيد".
ويقول الكورد إنهم سئموا من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم.
وذّكر بارزاني ما تعرض له الكورد من قمع وقتل واضطهاد وتشريد وترحيل على يد الحكومات العراقية المتعاقبة.
وقال إن الكورد بعد سقوط النظام العراقي السابق، الذي كان يقوده صدام حسين، بذلوا جهدا لبناء عراق جديد غير أن بغداد أخفقت في تنفيذ بنود الدستور بما فيها تلك المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها.
ويرى بارزاني في مقاله أن الكورد باتت لديهم قناعة من أن بغداد لن توفي بوعودها على الإطلاق وهو ما أسفر عن فشل في النظام السياسي الذي بدوره أجج التوترات بين السنة والشيعة وأدى إلى ظهور داعش وما تبع ذلك من تداعيات ألقت بظلالها على الكورد انفسهم.
وأوضح انه وبصرف النظر عن نتائج الاستفتاء فان الكورد سيواصلون تعاونهم الوثيق مع بغداد والغرب حتى النصر النهائي على داعش.
واستطرد بارزاني أن كوردستان المستقلة ستقيم علاقات متينة مع بغداد وستكون جارة عظيمة وتتعاون ضد الإرهاب وستتقاسم الموارد معها ومنها المياه والنفط بالطريقة التي تعود بالنفع على البلدين.
ويؤكد اقليم كوردستان أن استقلاله عن العراق سيعزز دعائم الاستقرار ويجنب المنطقة حروبا دموية قد تنشب بسبب الخلافات المحتدمة منذ سنوات طوال.
وقال بارزاني إن الكورد "سيجرون مفاوضات مستفيضة مع بغداد والجوار والأسرة الدولية. نحن نتفهم المخاوف التي قد يسببها استفتاء كوردستان مع جيراننا.. سوف نفعل ما بوسعنا لنؤكد لهم أن كوردستان ديمقراطية ومستقرة هي أفضل شريك ممكن".
ويرى محللون أن الاستفتاء سيساعد الشعب الكوردي في الضغط على العالم لأجل تقرير مصيرهم بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق. |