قناة عشتار الفضائية
 

استياء من عودة السرقات الى دور المواطنين في برطلة

 

عشتار تيفي كوم - برطلي . نت /

بهنام شابا شمني

أثارت حوادث السرقة التي طالت الدور في برطلة مؤخرا موجة من الاستياء وجدلا شعبيا واسعا بين نشطاء ومدوني مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حوادث لسرقات تم رصدها في دورهم التي يتفقدونها بين فترة واخرى وهم يقومون بعملية اعمارها تهيئة للعودة اليها.

واستغرب الناشطون في قصصهم المدونة على صفحاتهم الخاصة والعامة من عمليات السرقة التي تحدث في ظل وجود قوات أمنية في البلدة المسيحية.

يقول "جميل عكولة" لم تسلم داري من يد الدواعش فقد تم حرق أجزاء كبيرة منها بعد سرقة ما كان فيها من آثاث، دار كساها الدخان وآثار الحرق بادية في كل اجزائها لم يسلم منها غير مكيف الهواء (سبلت) في احدى الغرف الداخلية، ولكن عدت اليوم لاجد آثار السرقة واضحة في البيت الذي كنت قد أقفلت ابوابه الداخلية والخارجية التي كسرت بل ان بعضا من ادوات الجريمة باقية في المكان ومكيف الهواء غير موجود.

كانت قوات من جهاز مكافحة الارهاب قد قامت بتحرير برطلة في العشرين من تشرين الاول الماضي بعد معركة وصفت بالنوعية والمباغتة بل انها كانت نقطة انطلاق لهذه القوات نحو تحرير الموصل.

بعد تقدم هذه القوات نحو هدفها الاكبر وهو تحرير الموصل استلمت مهمة مسك الارض وحماية البلدة المسيحية قوات من الشرطة المحلية (يتواجد الان مركز شرطة في البلدة) وقوات مسيحية هي وحدات حماية سهل نينوى NPU بالاضافة الى قوات من الحشد الشعبي فضلا عن عدد من المقرات الامنية التي لازالت تشغل دورا عدة في البلدة.

ليس السيد جميل وحده من سُرقت آثاثه بعد التحرير ويبدو انه هناك حملة لسرقة مكيفات الهواء فدار أخرى ليست بعيدة عن دار السيد جميل تعود للسيدة (فائزة كوركيس) قد سُرقت منها ثلاثة مكيفات بينما قد لعب التخريب في دار مجاورة.

الشماس صباح زكو كتب على صفحته يقول لقد تفاجأت بكتابات جديدة لم يُفصح عن فحواها على جدران الدار المحترقة أجزاء منه، ويواصل منشوره ذكر سرقة تمت خلال هذه الايام لما تبقى من الاثاث الذي كان قد أقفل عليها.
ويبدو من روايات قصص السرقة انها ترتكز في منطقة واحدة وهي (حي المعلمين) الواقع شمال البلدة.

لم يكتف السيد جميل بمشاهدة آثار السرقة فقط بل حاول معرفة الفاعل واتضح له بحسب قوله من احد الاشخاص المتواجدين في الحي أن مجاميع تدخل البلدة من جهتها الشمالية بعد انسحاب أصحاب الدور عصرا منها.

يذكر أن حملة إعمار يقوم بها أصحاب الدور خلال هذه الفترة بترميمها وتهيئتها للعودة. ينسحب هؤلاء عصرا عائدين الى مناطق نزوحهم في اربيل ليأتوها في اليوم الثاني أو الثالث.

يتساءل السيد جميل أين هم الشرطة؟ وأين هم قوات الحشد الشعبي؟ وأين هم قوات وحدات سهل نينوى؟ وأين هي دورياتهم؟

بينما يتساءل آخر المشكلة في أننا نتعرض للسرقة من أناس شاركونا في مصيبتنا وتعرضنا للتهجير كلانا الذي يسميهم آخر بالبعض من ضعاف النفوس.

يتحاجج بعض المنتسبين للقوات الامنية المتواجدة في المنطقة بقلة عدد أفرادها التي لا تكفي لتأمين الحماية للبلدة المترامية الاطراف والمفتوحة من جهات عدة.

بينما أشار آخرون في نصوصهم التي دونوها الى ضرورة قيام هذه القوات بدوريات مكثفة داخل البلدة ليلا ونهارا كي تفوت الفرصة على من تسول نفسه القيام بعمليات السرقة. في حين ذهب بعضهم الى المطالبة بعودة (الحراسات) التي كانت تؤمن الحماية الداخلية للبلدة المسيحية قبل سقوطها بيد داعش الى المنطقة عن طريق الضغط على الحكومة في بغداد.

والحراسات قوات مسيحية من أبناء المنطقة تتلقى رواتبها من أقليم كوردستان لم يُسمح لها بالمشاركة في مسك الارض في سهل نينوى وفقا للاتفاق العسكري الذي حصل بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان قبل الشروع بعمليات تحرير الموصل, ووضع هذا الاتفاق مناطق برطلة وبغديدا ـ قره قوش وكرمليس المسيحية أمنيا ضمن مسؤولية الحكومة المركزية في بغداد.

وبرطلة بلدة سريانية مسيحية تقع الى الجنوب الشرقي من الموصل وعلى بعد 20 كم عنها تركها أهلها الى اقليم كوردستان وخاصة اربيل القريبة منها بعد سيطرة داعش عليها في صيف 2014 ولم يعودوا اليها حتى بعد مرور ثمانية أشهر على تحريرها بسب مخاوف أمنية.