قناة عشتار الفضائية
 

إن الله معنا ولن يتركنا….راهبات الموصل في طريقهن للعودة إلى الأرض التي طُردن منها بوحشيّة!

 

عشتار تيفي كوم - اليتيا/

بعد أن طردهن تنظيم داعش من الموصل ها هنّ راهبات الدومينيكان يعملن على العودة إلى أرضهن التي حوّلها الإرهاب إلى كومة من ركام تفوح منها رائحة الموت.

“الموصل تحرّرت إلّا أن حجم الدّمار فيها هائل.” تقول رسالة غير موقعة على موقع الراهبات القدّيسة كاترين من سيينا بتاريخ السّادس من أغسطس / آب الذي يصادف الذكرى الثالثة لنزوحهن من الموصل وعدة مدن مسيحية من سهل نينوى وصولًا إلى أربيل في كردستان العراق.

“سيستغرق الأمر سنوات كي تعود الأمور إلى مجراها ولكن لا شيء مستحيل مع الله”.

وفي الرّسالة تذكر الرّاهبات:”من الصّعب اتخاذ قرار العودة إلى الموصل . يحاول الجميع معرفة إرادة الله. إن هزيمة داعش لا تعني ان سهل نينوى بات نظيفًا بالكامل من هذا الفكر.”

في السّياق عينه كان الأب إيمانويل يوخانا وهو كاهن آشوري مقيم في كردستان  قد قال لأليتيا إن فكر وايديولوجية وثقافة داعش لا تزال موجودة في الموصل وستظلّ موجودة لفترة من الزّمن.

برغم ما تقدّم فقد أعلنت الرّاهبات أنّهن كجماعة قرّرن العودة إلى أرضهن آملين أن يتحلّى الجميع بهذه الشّجاعة ويعودوا إلى الموصل للبدء من جديد.

“إن الله معنا ولن يتركنا.” كتبت الرّاهبات.

وعن زيارتهن لسهّل نينوى عقب تحرير من إرهابيي داعش على يد القوات العراقية كتبت الرّاهبات:

عندما زرنا بلداتنا المسيحية صعقن لرؤية كل هذا الدّمار. المشهد كان مؤلمًا جدًّا. سرعان ما أدركنا أن هذا كله لم يكن ناتجًا عن قوات عسكرية أو أسلحة ذكيّة بل إن هذا الدّمار سببّه الكره. الكره يترك القامع والمقموع في جرح بليغ والله وحده يعرف كمية الحب التي نحتاجها لشفاء كل هذه الجروح العميقة.

تقول الرّاهبات إن عمليات إعادة البناء قد بدأت وبرغم بطء العملية فقد قام عدد من المواطنين بالعودة إلى ديارهم:

لقد بدأ عدد من سكان قرقوش وتل اسقف بالعودة إلى مناطقهم المسيحية حيث يوجد اليوم نحو 600 عائلة في قرقوش ونحو 450 عائلة في تل اسقف التي شهدت دمارًا كبيرًا مقارنة بالمناطق الأخرى. آلاف المنازل أحرقت ودمّرت إلّا ان الأمل بإعادة إعمار كل شيء دائمًا موجود.

راهبات تل اسقف عدن  إلى أرضهن وها هن يعملن على انشاء دار حضانة. أخواتهن في قرقوش سيعدن قريبًا أيضًا.

“إن الدّير في قرقوش مدمّر جزئيًّا وقد رممنا منزلًا عائليًا لنعيش فيه إلى حيت ترميم الدّير. حتى أن الميتم أحرق بالكامل إلّا أننا وجدنا مكانًا يأوي الراهبات والفتيات في قرقوش.

“يخاف المسيحيون من العودة إلى ديارهم إلّا ان هذا الخوف لا يوقفهم. هذا وقد لاحظنا أن الأطفال يعانون من التشويش عند عودتهم. من المهم جدًّا إيجاد مكان مناسب للأطفال يشعرون فيها بالأمان والرّاحة فيما تتم إعادة إعمار منازلهم وترتيب حياتهم.” تقول ماريا لورا كونتي وهي مديرة الاتصالات في مؤسسة AVSI الإيطالية التي تعمل في العراق وسوريا ولبنان واللأردن وعدد من الدّول الأخرى.