قناة عشتار الفضائية
 

رغم الهجمات الإرهابية.. المسيحيون في مصر سيخرجون للاحتفال بعيد الميلاد: اعتدنا الوضع وبدأنا نطلق النكات

 

عشتار تيفي كوم - مصريات/

يتطلع ملايين المسيحيين في مصر للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح في السابع من يناير المقبل عقب عام من الهجمات الإرهابية التي استهدفتهم بغرض زعزعة استقرار البلاد بأكملها.

ورغم مخاوف من تعرض كنائس لهجمات إرهابية على غرار هجمات سابقة، لا يخشى المسيحيون في مصر من الذهاب إلى كنائسهم. فعلى سبيل المثال يخطط أندرو عبسود للذهاب ليلة عيد الميلاد مع أسرته إلى الكنيسة لحضور قداس منتصف الليل، وتناول وجبة شهية بعد ذلك في المنزل عقب صيام دام أكثر من 40 يوما.

وقبل عام، وبالتحديد في 11 ديسمبر 2016، وقع انفجار ضخم في قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية في القاهرة، الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في مصر، ما أدى إلى استشهاد نحو 30 شخصا. وأعلن مسؤوليته عن هذا الهجوم تنظيم داعش الإرهابي، الذي توعد المسيحيين في مصر بمزيد من الهجمات.

واضطر مئات المسيحيين في شمال سيناء، التي تنشط فيها جماعات تابعة لداعش، للفرار من منازلهم عقب استهداف مسيحيين في سلسلة من الاغتيالات.

وفي الدلتا لقي عشرات المسيحيين حتفهم في هجوم مزدوج استهدف كنيستين في أبريل الماضي، بينما قُتل عشرات آخرون في هجوم شنه إرهابيون على حافلة تقل مسيحيين في صعيد مصر في مايو الماضي، لتصل حصيلة ضحايا الهجمات التي استهدفت أقباطا في غضون عام واحد لأكثر من مئة قتيل.

يقول المصور أندرو عبسود: "اعتدنا الوضع عقب التعرض لكثير من القنابل والكثير من العنف، بل ونطلق النكات عليه"، مضيفا أنه يمزح هو وأصدقاؤه داخل الكنيسة بأنه ربما يكون هذا هو القداس الأخير لهم إذا قرر تنظيم داعش شن هجوم على كنيستهم الآن.

ورغم أنهم يعيشون في سلام مع المسلمين ويستطيعون ممارسة شعائر دينهم بحرية إلى حد كبير، يستشعر الأقباط في مصر، التي يلعب فيها الدين دورا كبيرا، بالقلق من هذه التوترات.

تقول الصيدلانية سارة، شقيقة عبسود:"العنف له بالتأكيد تأثير على الأجواء يستشعره الأقباط"، موضحة أن الأقباط يشعرون بأنهم ضحية.

ويرى أندرو عبسود أن "هناك دائما فارقا بين المسلمين والمسيحيين في مصر"، مشيرا على سبيل المثال إلى العبارة التي يرددها الكثير من المسلمين على مسمعه: "أنت حلو، لكنك مسيحي"، موضحا أنه يعلم أنها تقال على سبيل المزاح، لكنها تنطوي على مقصد حقيقي.

ويُقدر عدد الأقباط الذين هاجروا من مصر خلال الفترة من عام 2011 حتى عام 2014 بنحو 93 ألف قبطي. وبحسب بيانات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عاد الكثير من هؤلاء المهاجرين إلى مصر مجددا.

وعادت سارة عبسود إلى عائلتها في مصر لقضاء الاحتفالات بعيد الميلاد معهم، وهي تقيم حاليا في باريس، لتحقق بذلك ما يطمح إليه الكثير من أصدقائها، على حد قولها.

وتوضح سارة أنه ليس المسيحيون فقط، بل أيضا الكثير من الشباب المصريين بوجه عام، يحلمون بالعثور على وظيفة خارج البلاد للهروب من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في بلدهم.

ورغم كل شيء، يتطلع أندرو إلى تناول كل ما لذ وطاب في عيد الميلاد بعد صيام دام عشرات الأيام