قناة عشتار الفضائية
 

الرئيس اللبناني ميشيل عون يلتقي كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني في ايتشميادزين ويزور النصب التذكاري للإبادة الأرمنية (دزيدزيرناكابيرت)

 

عشتار تيفي كوم - ازتاك بالعربي/

بدأ الرئيس اللبناني ميشيل عون زيارته الرسمية الى جمهورية أرمينيا اليوم، واستهل الزيارة بلقاء كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني في مقر الكاثوليكوسية في ايتشميادزين.

وذكر الموقع الرئاسي اللبناني أنه لدى وصول الرئيس عون الى مقر الكاثوليكوسية، كان في استقباله عند المدخل الخارجي مدير قسم العلاقات الخارجية والمراسم رئيس الأساقفة الأب ناتان هوفهانيسيان، الذي اصطحبه الى الداخل حيث كان في انتظاره كاثوليكوس عموم الأرمن البطريرك كاريكين الثاني.

وعلى الفور، عقد لقاء موسع حضره عن الجانب اللبناني الى الرئيس عون، وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، السياحة اواديس كدنيان، النائب أغوب بقرادونيان، سفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا. فيما حضر إلى جانب الكاثوليكوس كاريكين الثاني، نائب وزير الخارجية أرمين بابكيان، وسفير أرمينيا في لبنان صامويل مكردجيان.

في بداية اللقاء، رحب الكاثوليكوس بالرئيس عون والوفد المرافق في مقر ايتشميادزين المقدسة، ” في الصرح الديني الكبير لشعبنا المنتشر في كل العالم والذي بُني في العام 301″ واضاف: “نصلي ونبارككم كما نبارك لبنان وسلطته والشعب اللبناني الشقيق والصديق، ونحن واثقون من ان هذه الزيارة ستشكل حافزا جديدا لتوثيق العلاقات بين البلدين التي تسودها الصداقة والاخوّة، والمبنية بقوة على اساس الثقة المتبادلة، وذلك نتيجة لجهود ابنائنا المستقرين في لبنان، فهم جسر الصداقة القوي للتعاون بين بلدينا”.

وأعرب عن الامتنان والتقدير والمحبة للشعب اللبناني الذي “أتاح خلال محنة المجزرة الكبرى الفرصة لشعبنا للعيش في لبنان والمساهمة في حياته الاقتصادية والثقافية”.

وأضاف:” نرفع الدعاء لكي يزدهر لبنان ويعيش في سلام وهدوء، وبهذه الامنية نرفع الصلاة كي تكون العلاقات بين بلدينا مثمرة وقوية”.

واعرب الكاثوليكوس، بصفته رئيسا روحياً للشعب الارمني، عن تقديره للجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية لتوفير فرص العيش الكريم للشعب الأرمني الموجود في لبنان لكي يشارك ويندمج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والروحية اللبنانية، وقال:”نحن مسرورون ايضا لوجود ممثلين عن الارمن في ادارة الدولة الذين يرافقونكم خلال زيارتكم لارمينيا. ونصلي من اجل ان تكون العلاقات بين شعبينا وبلدينا مثمرة “.

وردّ الرئيس عون معرباً عن سعادته بالزيارة التي يقوم بها لأرمينيا، وشكره للكاثوليكوس على حفاوة الاستقبال، وقال: “ان البذور التي زرعت في علاقاتنا الثنائية اعطت ثمارها. ونحن نعرف الكثير عن ارمينيا ولاسيما عن تاريخ المسيحية فيها، فهي اول دولة اعلنت نفسها مسيحية بالرغم من الاضطهاد الروماني في ذلك الحين. وهذا التحدي يدل على شجاعة الشعب الارميني وعلى معتقداته الصلبة”. وتابع: “نحن في لبنان نعيش مع لبنانيين من اصل ارمني ويرافقنا اليوم في هذه الرحلة عدد من الشخصيات من بينهم، وهم منسجمون مع الحياة اللبنانية ويتبادلون مع اللبنانيين الاحزان والافراح، وهناك شبه كبير بين اللبنانيين والارمن”.

واشار الرئيس عون الى أننا كمسيحيين، نؤمن بأنه “بالمحبة نكسر الحواجز وبالايمان تتعاظم قوتنا، وبالرجاء يعيش الانسان بتفاؤل، على امل ان نبني السلام في مختلف ارجاء العالم.”

وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا بين الرئيس عون والكاثوليكوس كاريكين الثاني، وقال الكاثوليكوس كاريكين الثاني قال أثناء تبادل الهدايا: “سعيدون جداً لاستقبالكم في مقر ايتشميادزين المقدسة، في المركز المقدس للايمان للشعب الأرمني، الذي شيد عام 301 ميلادي. أنا متأكد من أن زيارتكم ستكون دافعاً لتعزيز العلاقات بين بلدينا وتوسيع التعاون بينهما”.

 ودّع على اثرها رئيس الجمهورية مضيفه، وتوجه الى الصحافيين مؤكداً ان زيارته الى ارمينيا ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين اللبناني والارميني، وخصوصا ان بين اللبنانيين من هم من اصل أرمني.

ثم انتقل سيراً برفقة الأب ناتان لزيارة كنيسة سيدة اتشميادزين ومتحفها الديني، حيث عاين قطعة خشبية تعود لسفينة نوح، ورمحا رومانيا أثريا يعتقد أنه الرمح الذي طُعن به السيد المسيح وهو على الصليب، إضافة إلى قطع اثرية أخرى.

وابدى الرئيس عون إعجابه بالمحتويات الأثرية الموجودة في متحف الكنيسة والتي تعكس التجذر الروحي للشعب الأرميني، وعراقة الايمان المسيحي في هذا البلد.

كما استهل الرئيس اللبناني ميشيل عون زيارته الرسمية الى جمهورية أرمينيا بزيارة الى النصب التذكاري للإبادة الأرمنية في يريفان (دزيدزيرناكابيرت)، بعد أن التقى كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني.

وكان في استقباله عند الوصول وزير الادارة المناطقية والتنمية دافيد لوكيان، ورئيس بلدية يريفان السيد دارون ماكاريان، ونائب مدير متحف الابادة السيد كيفورك فارتانيان.

وتقدم الرئيس عون بين ثلة من حرس الشرف وعلى وقع الموسيقى الكلاسيكية، باتجاه النصب حيث وضع إكليلاً من الزهر، وحيا ذكرى شهداء الإبادة بانحناءة من رأسه، فيما بدأت فرقة موسيقية عزف النشيد الوطني اللبناني.

وتابع بعدها الرئيس والوفد المرافق باتجاه الشعلة التي تخلّد الضحايا، ووضعوا لورود بقربها، كما وقفوا دقيقة صمت اجلالاً لأرواح الشهداء الأرمن.

ثم قام الرئيس بزرع شجرة أرز تحمل اسمه في قديقة الصداقة، رمزاً للصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأرميني. ثم زار المتحف التابع للنصب والخاص بالإبادة الأرمينية، الذي يضم مجموعة من الصور والوثائق والمقتنيات التي توثق الإبادة وفظاعتها. وقدم له مدير المتحف ميدالية خاصة.

كما ذكر الموقع الرئاسي اللبناني أن الرئيس عون دون الكلمة التالية في السجل الذهبي للمتحف:

“ما شاهدته في هذا المتحف من صور مروعة ودلائل حسية تروي المرحلة الدموية التي طبعت تاريخ الشعب الارميني، عبر مجزرة وحشية قلَّ حدوثها على مر العصور، تدفعني الى التأكيد بأن العدالة يجب أن تتحقق في هذه القضية، لتنقية الذاكرة، واعادة الثقة بانتصار الحق على الباطل.

تحية لعظمة الشعب الأرميني الذي استطاع برغم المحن، والصعوبات، والتنكيل، أن يبني وطناً يفتخر به، ويحمل آثار حضارته العريقة، وينهض صوب مستقبل أفضل”.

ويضم الوفد وزير الصناعة حسين الحاج حسن، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير السياحة اواديس كدنيان، والأمين العام لحزب الطاشناك في لبنان والنائب هاكوب بقرادونيان، وسفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر، ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا.