عشتارتيفي كوم- رووداو/

أكد رئيس وزراء إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، اليوم الأربعاء، 06 حزيران، 2018، أن حكومة إقليم كوردستان مستمرة في العمل على مشروع الحكومة الإلكترونية وهدفها هو التمكن من إنجاز أغلب معاملات المواطنين، أسوة ببلدان العالم المتقدم، عبر الإنترنيت من البيت، مشيراً إلى أن "هدفنا الرئيس، التخلص من الروتين وسير الأعمال بسهولة وبساطة خالية من المشاكل وإنجاز المعاملات في وقت أقصر وبتكاليف أقل وبجودة أعلى لكل المواطنين".

تصريحات نيجيرفان البارزاني جاءت خلال مشاركته في مراسم منح شهادة "آيزو" الدولية لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان.

وفيما يلي نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان: 

أيها الحضور الكريم،

طاب نهاركم،

مرحباً بكم جميعاً في مراسم منح شهادة "آيزو" الدولية لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كوردستان. هذه الشهادة تمنح للجهات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تدير أعمالها وفقاً للمعايير الدولية للإدارة النوعية، والمواطن هو المستفيد الأول من هذا النظام حيث تُنجَز معاملاته في الدوائر بسلاسة أكبر وفي وقت أقل.

إن منح هذه الشهادة لوزارة الداخلية، من دواعي سرور حكومة إقليم كوردستان، ويظهر أن هذه الحكومة عازمة، بالرغم من جميع الأزمات والصعوبات، ولديها إرادة جدية للإصلاح ومواصلة المضي فيه، وأنها متمسكة بالإصلاح الإداري وتطوير نظام إدارة الأعمال وتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها وبأسهل الطرق، بجودة عالية المستوى وفي وقت أقصر وبتكاليف أقل.

نهنئ وزارة الداخلية ونبارك لها تمكنها من اتباع هذا النظام بنجاح، وبعدما اتبعت مديرية مرور دهوك هذا النظام في وقت سابق، وحصلت على شهادة "آيزو"، فإن ديوان وزارة الداخلية يخطو الآن نفس الخطوة الناجحة، ويحصل اليوم على هذه الشهادة، ومن المؤمل أيضاً أن تتخذ مديريتا مرور أربيل والسليمانية هذه الخطوة في المستقبل القريب وبنجاح.

هذا النجاح الذي تحقق في مؤسسات وزارة الداخلية، والذي هو أنموذج جيد جداً يستحق أن يُتّبع، سيمهد السبيل وسيكون حافزاً كبيراً لاتباع نفس النظام، خطوة فخطوة، في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في إقليم كوردستان.

إن الحكومة تبذل جهوداً مستمرة لتأسيس بنية تحتية إلكترونية قوية ثابتة، وأن تضع أحدث التكنولوجيا المعاصرة في خدمة الإنجاز الأسهل والأفضل لمهامها وفي تقديم الخدمات للمواطنين.

نعم، إن التخلص من الروتين وسير الأعمال بسهولة وبساطة خالية من المشاكل، وإنجاز المعاملات في وقت أقصر وبتكاليف أقل وبجودة أعلى لكل المواطنين أينما كانوا في إقليم كوردستان هو هدفنا الرئيس. فنحن نريد أن تسير شؤون جميع الدوائر، من أبعد وحدة إدارية على الحدود وصولاً إلى مراكز الأقضية والمحافظات، وفي كل وزارات ودوائر حكومة إقليم كوردستان على هذا النحو. ونعمل على هذا بجدية كبرى وسنستمر حتى تحقيق ذلك الهدف.

إننا عازمون ولدينا إرادة جادة للإصلاح في كافة المجالات، وخاصة في النظام الإداري، وقد كانت البداية الأولى لهذا المشروع في هيئة السياحة في العام 2014، ثم في مديرية مرور دهوك في العام 2015، عندما كان إقليم كوردستان يخوض غمار حرب ضروس ضد داعش ويمر بأزمة مالية صعبة، وهذا دليل حي على الإرادة الجادة من جانب الحكومة لبناء نظام حديث لتقديم الخدمات بما يرضي المواطنين، وإنجاز جميع أعمال ومعاملات المواطن بدون إزعاج  أو إرهاق له وبأقصر فترة زمنية وأقل التكاليف وأدنى متابعة من جانبهم.

المواطن أولاً، نعم، المواطن أولاً وقبل كل شيء، فأول ما يهمنا هو إرضاء المواطن. عندما يراجع المواطن دائرة حكومية، يجب أن تسير أموره بسلاسة بدون مشاكل ويُقابَل بكل احترام. يجب أن يشعر المواطن بأنه في مكان متطور. يجب أن يجري التعامل معه بوجه بشوش، وبثقافة تعامل عالية المستوى من جانب الموظفين. يجب أن يكون تعامل الدوائر والموظفين الحكوميين مع المواطنين مما يسر المواطن، ويجعله يحب وطنه وليس العكس.

نحن نشعر جيداً بصعوبة وتعقيدات إنجاز معاملات المواطنين. ونعلم كم يتعب المواطن وكيف أنه يتردد على غرف ودوائر مختلفة كي ينجز معاملته، نعلم أن هناك روتيناً مزعجاً لا ينبغي أن يكون موجوداً. نعلم كم يعاني المواطن لدى إنجاز معاملة له، وكيف أن عليه أن يحمل أوراقاً وملفات معه جيئة وذهاباً، فيتردد على الدوائر ويتنقل من هذه إلى تلك لعدة أيام وأحياناً لعدة أسابيع. يجب أن تنتهي هذه الطريقة وهذا النهج في تسيير المعاملات ولا يبقى له أثر.

أيها السادة،

نحن نعلم أن الروتين وتعقيدات تسيير الأعمال والمعاملات، ليس كله مرتبطاً بالنظام الإداري وبطريقة تعامل الموظفين والدوائر، فالقوانين والتوجيهات هي التي تصنع الروتين في بعض الأحيان، ويجب العثور على حلول لهذا أيضاً، وتعمل الحكومة على مراجعة القوانين والتعليمات الخاصة بأعمال وواجبات الدوائر والمؤسسات الحكومية وإنجاز معاملات المواطنين، وسنعمل مع برلمان كوردستان على مراجعة القوانين والتعليمات وعلى تسخير التطور التكنولوجي والإلكتروني لخدمة تنفيذ القوانين وتطبيق التعليمات.

التكنولوجيا جاءت لخدمة الإنسان وتسهيل أموره. وهي في عالم الإدارة عامل مساعد ومعين جيد جداً على تنفيذ الأعمال وإجرائها بأعلى مستوى وفي أقصر وقت وبأقل التكاليف. إن حكومة إقليم كوردستان مستمرة في العمل على مشروع الحكومة الإلكترونية وهدفها هو التمكن من إنجاز أغلب معاملات المواطنين، أسوة ببلدان العالم المتقدم، عبر الإنترنيت من البيت ومن خلال كومبيوتر محمول، أو لوح إلكتروني، بدون الحاجة إلى قيام كل دائرة بإجبار المواطن على شراء وحمل كل تلك الأوراق والملفات والوثائق معه إليها.

يجب أن تكون الحكومة الإلكترونية ذات بنية تحتية إلكترونية راسخة لتتمكن من نيل ثقة مؤسسة مثل المنظمة الدولية للتقييم "آيزو"، وتكون موضع رضا وسرور المواطن عندما تنجز معاملاته بيسر وبعيداً عن الروتين، كالذي يجري الآن في مديرية مرور دهوك، حيث يستطيع المواطن الحصول على سنوية سيارة والوثائق الأخرى اللازمة لقيادة سيارة خلال دقائق فقط، بدون أن يضطر إلى الانشغال بها عدة أيام.

تعمل حكومة إقليم كوردستان، وستستمر في السعي للوصول بأعمال جميع المؤسسات والدوائر إلى مستوى يمكنها من نيل هذه الشهادة. وهذا المسعى هو جزء من الإصلاح الشامل الذي بدأت به حكومة إقليم كوردستان وتعمل عليه في جميع المجالات، فكما فعلنا من قبل في مجال الطاقة، وجئنا بشركة ديلويت الدولية إلى كوردستان، وبدأنا إصلاحات مع البنك الدولي، في مجالات الإدارة المالية والأعمال المصرفية، كذلك سنستمر في العمل بنفس الطريقة وفي جميع المجالات.

أبارك للسيد الوزير ولكادر الوزارة جهودهم، وأرجو لهم التوفيق، مرحباً بكم من جديد.

شكراً لكم