قناة عشتار الفضائية
 

ما يحصل في الشّرق إبادة مسيحية ومن يقل خلاف ذلك إمّا جاهل أو مضلِل أو حالم

 

عشتار تيفي كوم - اليتيا/

حياة مسيحيي الشرق ليست وردية ولم تكن يومًا كذلك إلّا أن الدّراسات والأرقام باتت تنذر بما هو أخطر من التهجير والقمع والقتل… فهل يتحّول الشّرق الأوسط من مهد للمسيحية إلى مقبرتها؟ وهل سيسمح مسيحيو العالم بذلك؟

تراجع عدد المسيحيين في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من دول الشّرق على مرّ السنوات وخصوصًا الأخيرة منها بات مقلقًا ولعل المخيف هو تجاهل العالم لهذا الأمر.

 “يشعر المسيحيون في الشرق بأن العالم قد تخلّى عنهم لا بل قد خانهم إذ إننا كنّا نأمل أن يدافع المجتمع الدولي عن حقوقنا ويمنحنا فرصة للعيش قي أرضنا إلّا أن ذلك لم يحدث.”قال بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان لإحدى الوسائل الإعلامية.

 لا يريد مسيحيو الشّرق التخلي عن أرضهم إلّا أن ظروفًا قاسية عديدة دفعت بهم إلى الاختيار بين مرارة الموت والخطف والاعتداء من جهة والتهجير من جهة أخرى.

بحسب دراسة أجراها مركز بيو خلال عام 2015  فقد تراجعت نسبة المسيحيين في الشّرق إلى 4% فيما كانت نسبتهم منذ قرن نحو 20%.

دراسة نشرها موقع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA خلال عام 2014 كشفت عن وجود نحو 15 مليون مسيحي في الشرق الأوسط يعيش معظمهم في مصر حيث يشكّلون نحو 10% من نسبة سكان هذا البلد. نسبة المسيحيين هذه هي عينها في سوريا لتبقى نسبة المسيحيين في لبنان الأعلى من بين دول الشرق الأوسط حيث يشكّلون نحو 40% من السكان.

كثيرة هي مصادر السهام التي تغرز قلب الكنيسة في الشّرق ومتفاوتة هي درجة السم التي تحمله… فالتغيرات الهائلة في النظام السياسي في الشرق الأوسط منذ عام 2003 وصعود الإيديولوجيات المتطرفة العنيفة  أثرت سلبًا على العلاقات الإسلامية المسيحية وعلى حماية الأقليات المسيحية.

فالمسيحيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط يتعرّضون لأشكال مختلفة من الاضطهاد والتمييز بما في ذلك: العنف والمضايقات والترحيل وتدمير الممتلكات الدينية والتراث الثقافي والسرقة وغياب الحماية القانونية والدستورية بالإضافة إلى وضع القيود وقمع ممارسة الدين والاعتقال التعسفي  واستهداف القيادات الدينية والإقصاء التربوي.