قناة عشتار الفضائية
 

المطران ميشال قصارجي: تعيين البطريرك ساكو كردينالاً هو علامة فارقة لمن أراد أن يقضي على الوجود المسيحي في العراق!

 

عشتار تيفي كوم - TeleLumiere/Noursat/

تعليقا على تعيين البطريرك مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان كاردينالا بعد ان انعقد مجلس الكرادلة في العشرين من شهر ايار العام 2018. علق رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي مؤكدا ان" تعيين البطريرك ساكو كردينالا هو نتيجة ثقة الأب الأقدس البابا فرنسيس بالبطريرك ساكو ومحبة منه لمواقفه الجريئة التي نادى بها ان كان في العراق او في المحافل الدولية."

وبحسب المطران ميشال قصارجي يرتدي هذا التعيين أهمية خاصة لا سيما أنه يعبر عن قرب ومحبة البابا فرنسيس لأرض العراق التي ارتوت بدماء الشهداء وتعرض فيها المسيحيون للتهجير القسري، له أهمية  خاصة لأن البابا فرنسيس  لطالما كان يفكر بالذهاب الى الدول المشرقية الرازحة تحت وطأة العنف وطبول الارهاب، وبالتالي اراد أن ينصف العراق وشعبه لا بل الكنيسة الكلدانية بتعيين البطريرك ساكو كاردينالا كي يعي الآخرون ان المسيحيين هم اصلاء وليسوا غرباء، هم اصلاء ولا يريدون امتيازات هم اصحاب حق واصالة.

المطران قصارجي اوضح، ان الرسالة المقصودة من تعيين البطريرك ساكو كردينالا هي رسالة لنبذ العنف والارهاب والدعوة للمصالحة واحلال السلام. بحيث ترافق هذا التعيين مع عودة المسيحيين الى ديارهم بعد تحريرها من تنظيم" داعش".

وعلى خط مواز، نوه المطران قصارجي بمواقف الكردينال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو ولا سيما مواقفه التي ابدع بطرحها ورفع خلالها الصوت عاليا من اجل كشف المؤامرة التي تحاك وتقام ضد المسيحيين المشرقيين حيث لم يتجرأ البعض على طرحها. نعم انه الكردينال البطريرك الذي اعطى للاحداث موقعها ووقعها في النفوس وتناولته وسائل الاعلام لانه الأسقف الذي لم يترك ارض العراق بل كان يردد دائما" أنا أسقف ومن واجبي أن أشهد اليوم وغدا وفي كل حين ودمائي هي فداء من هم استشهدوا في ارضنا وكنيستنا". وهذه علامة الراعي الصالح الذي يرعى خرافه.

ولفت المطران قصارجي الى أن الكنيسة الكلدانية لطالما وصفت ب"كنيسة الشهداء" بحيث ازدانت بكردينالين الأول البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الذي كان قد اصبح كردينالا على يد البابا بنديكتوس السادس عشر في الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول العام 2007، واليوم تعود الكنيسة مجددا ليصبح لديها كردينالا جديدا وهذا الأمر له دلالة واضحة تقضي بأن الكنيسة الكلدانية قادرة على قيادة كنيستها وشعبها الى ميناء الخلاص رغم التحديات والصعوبات. ومن هنا نؤكد ان تحرير اراضي قرى نينوى والموصل وبدء عودة المسيحيين المهجرين الى قراهم وارضهم وممتلكاتهم اتى نتيجة الثمار التي جناها الكردينال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، أتت العودة بفعل ما جاهر به البطريرك ساكو ودافع عن حقوق المسيحيين المشرقيين ونقلها الى المجتمع الدولي، نقلها الى اوروبا وسائر بلدان الانتشار وهذا ما يدل أنه كردينالا ليس فقط للعراق  انما هو كردينال لكل الكنيسة في بلدان الوطن والانتشار.

مقابل ذلك، تطرق المطران قصارجي الى الديانات الأخرى التي كانت تثني على بيانات البطريرك ساكو ومواقفه الجريئة وما شهدته مدينة الموصل في زمن الميلاد خير دليل من أن الأخ المسلم لا زال على علاقة ود وطيبة مع جاره المسيحي وما قامت به الشبيبة المسلمة في كنيسة مار بولس الكلدانية من رفع الأنقاض والتهيئة للاحتفالات  الميلادية العام 2018 سوى تشجيعا لعودة المسيحيين الموصليين الى مدينتهم التي نشأت فيها طقوسهم ونمت فيها فضائل التسامح والعيش المشترك.

وأوضح المطران قصارجي ان اللباس الأحمر الذي سيرتديه الكردينال البطريرك ساكو لهو علامة للشهادة والتكريم، الشهادة من اجل الكنيسة وشعبها المؤمن، الشهادة من اجل قول الحقيقة بجرأة بعيدا عن الهروب، الشهادة من اجل ان يعيش الحق ويموت الباطل.

وفي المقلب الآخر، كانت للمطران قصارجي كلمة عربون شكر ومحبة وتقدير لقناة تيلي لوميار ولبعثتها الإعلامية التي نقلت معاناة المسيحيين وواكبت عودتهم الى ديارهم في شمال العراق" نينوى_ الموصل" رغم خطورة الوضع ومشقات الطرقات حتى وصلت الى اعداد كتاب يسطر تاريخ التهجير الأليم الذي قابله نور العودة والسلام بعنوان" تراب الغربة"، ما يدل ان تيلي لوميار قد لعبت دورا رئيسا في تسليط الضوء على معاناة المسيحيين العراقيين من خلال الكلمة التي تبني الانسان وتجمع بين أخيه الإنسان الآخر بعيدا عن  التمييز والمصالح الدولية المتبعة التي أسهمت في تدمير العراق واودت بحياة شعبه الى الهلاك لكن فجر القيامة آت.