قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو يختتم الرياضة الروحية السنوية لراهبات بنات مريم

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/

إختتم غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى الرياضة الروحية السنوية لراهبات بنات مريم الكلدانيات بقداس إحتفالي، صباح الاحد 17 حزيران 2018 في الدير العام للرهبانية ببغداد، بعد أن رافقهنّ سيادة المطران مار أنطوان اودو بالارشاد طيلة الأسبوع الماضي.

وفي الموعظة قال غبطته: عندما نؤمن، يعني اننا نحب، وعندما نحب يمنحنا الحبُّ  القدرة على فهم مَن نحب وما يحيط به. نحن كمكرّسين، الحب يحيينا لأننا نثق بمن نحب ونعطيه ذاتنا. هذا هو البعد الصوفي والنسكي لدعوتنا، أي أن نذهب الى النهاية مع المسيح ومن اجله نضحي بكل شيء.

وهذا هو معنى قول يسوع لمن دعاهم: “اترك كل شيء واتبعني” (لوقا 18: 22)، أن نذهب الى النهاية حتى نبرهن بصدق عن ثقتنا بمن نحب، أي بالله. من يحب  ويكرّس نفسه للمسيح، لا يضع نفسه في الوسط – المركز، بل يضع المسيح، كما فعل يوحنا المعمدان الذي أعطى للمسيح الأولوية “له ينبغي ان ينمو ولي أن انقص” (يوحنا 3: 30).

علينا أن نتباهى بيسوع بين الجموع وألا يُثنينا شيء ابداً، كما فعل الرسل، إذ كان حبهم له بمثابة الهواء! وهذا ما يقوله بولس الرسول في رسالته الى أهل رومية (8: 30 -39): “فمَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟ أَشِدَّةٌ أَم ضِيقٌ أَمِ اضْطِهادٌ أَم جُوعٌ أَم عُرْيٌ أَم خَطَرٌ أَم سَيْف؟ وإِنِّي واثِقٌ بِأَنَّه لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ، ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا”. إذن من يحب لا يعرف الانكسار والتراجع والهزيمة، سنبقى نحبه. فليسمع من يسمع، هذه الثقة تعطينا المقدرة على أن نسبق حركة التاريخ، وتفتح امامنا الباب لنرى، حيث هناك آخرون لا يرون… والفقير الحقيقي هو من تقتصر حياته على مجموعة ممارسات تعود ان يمارسها برتابة، بما في ذلك الصلاة، ولا يعبّر عما في داخله، بينما كل رموز تكريسنا تشير الى التكريس الوجداني: غطاء الرأس والاسكيم والروب والحزام والمسبحة والخاتم…

 المسيح بحياته وموته أحبَّ بلا حدود، ودعوتنا هي أن نحب مثله بلا حدود. وعندما نحب لا يقدر أحد أن يطفيء الفرح فينا. “هذا النصيب لن يُنزع منك”، قال يسوع لمريم اخت مرتا (لوقا 10-42). علينا أن نحفر ينابيع الحب والفرح فينا ونعكسهما حوالينا. وإلاّ فإنها كارثة أن نرى راهباً او راهبة أو كاهنأً أو اسقفاً او بطريركاً معبسا وكئيباً وبائساً.

مهما بلغ ظلام الغيمة، أي الصعوبات والاوجاع، تبفى غيمة ولا بد ان تشرق الشمس–النور من جديد، فنتخطى العوائق بايماننا وصلاتنا وصبرنا. وبثقتنا المطلقة بالمسيح نصبح قمحة في الأرض، تولد من جديد.

هذه هي الحقيقة، التي ينبغي ان يعيها من يؤمن ويدرك ويرى ويحب.

رياضة مثمرة لجميعكم.