قناة عشتار الفضائية
 

مركز بحوث الإبادة الجماعية الآشورية: توثيق ورقمنة الشهادات الحية لآشوريين ناجين من المذابح

 

عشتارتيفي كوم-  AINA/  

صبري أتمان

ترجمة: عشتارتيفي كوم

بعض المصادر الأكثر موثوقية للإبادة الجماعية التركية ضد الآشوريين هي الروايات المباشرة للناجين من الإبادة الجماعية، ومعظمهم من كبار السن، وكذلك أحفادهم الذين سمعوا القصص من أحبائهم.

تم استهداف الآشوريين خلال عمليات الإبادة الجماعية عام 1915 بتركيا، وعام 1933 في العراق ومؤخرا عام 2014 في سوريا والعراق من قبل داعش.

بين عامي 1915 و 1918، قام الأتراك العثمانيون بقتل 750,000 من الآشوريين أي 75% منهم في ذلك الوقت، ومليون من اليونانيين النبطيين و 1.5 مليون من الأرمن.

عندما شَرَعتُ في توثيق قصصهم، كان هناك عدد قليل للغاية من الناجين من الإبادة الجماعية لعام 1915، مما أدى إلى أن تكون كمية القصص الموثَّقة للأحداث محدودة.

وكان الناجون، الذين تعرضوا لصدمة شديدة، مترددون في مشاركة قصصهم. ولحسن الحظ، بعد اكتساب ثقتهم، تمكنت من إجراء المقابلة مع العديد منهم قبل عقدين من الزمن، قبل وفاتهم، واختفاء شهاداتهم معهم.

بالنسبة للعديد من هؤلاء الناجين، كانت المقابلات التي أجريتها معهم هي المرة الأولى التي يتحدثون فيها عن ما حدث لهم، مع عوائلهم. بالنسبة لمعظمهم كانت التجربة صعبة. وكانوا غالبا ما يبكون دون حسيب ولا رقيب، مما جعلني أؤجل المقابلة الى وقت آخر.

يعتبر العديد من العلماء المعاصرين الشهادة الشفهية مصدراً مهماً، وليس أقل موثوقية من الوثائق المكتوبة المعاصرة. الجريمة التي مر بها هؤلاء الناجون كانت جريمة ضد الإنسانية، ونحن مضطرون لسماع قصصهم الآن، لخدمة الإنسانية.

إن هذه المجموعة من الشهادات الشفوية لآشوريين ناجين من الإبادة، مهمة ليس فقط لمواصلة البحث في الإبادة الجماعية الآشورية والأرمنية، ولكن أيضا لدراسة جرائم الإبادة الجماعية الأخرى التي لا يمكن التحقيق فيها من خلال دراسة الشهادات المؤرشفة فقط.

أعتقد أن هذه الشهادات لها أهمية بالنسبة للمؤرخين والكتاب وصانعي الأفلام الوثائقية. جميع الناجين الذين أشير إليهم لم يعودوا معنا (أي توفوا). لكن مركز أبحاث الابادة الجماعية الآشورية يمتلك شهاداتهم.  ومعظمها باللغة الآشورية.

وهناك شهادات أخرى باللغة التركية والكوردية والعربية والعبرية. أنا متأكد من أن هناك العديد من الأفراد والمؤسسات الاخرى التي تمتلك شهادات من هؤلاء الناجين.

أنا و (كارلا غارابيديان)، والتي هي من منتجي فيلم (The Promise)، نحاول أن نبذل قصارى جهدنا بجعل هذه الشهادات الشفهية الآشورية متاحة للعالم.  نحن نهدف إلى جمعها ورقمنتها (تدوينها رقميا) لتكون متاحة للمؤسسات المختصة في جميع أنحاء العالم.

بصفتي مديراً لمركز بحوث الإبادة الجماعية الآشورية، أحثكم جميعاً على إرسال نسخة من أي شهادة لديكم في مجموعتكم، للمحافظة عليها من أجل الأجيال القادمة.