قناة عشتار الفضائية
 

موقف الخارجية الأمريكية من قبول الاجئين العراقيين المسيحيين

 

عشتارتيفي كوم - وول ستريت جورنال/

* لمى سيمس ، 23 أيلول / سبتمبر 2018

ترجمة: هشتارتيفي كوم

 

اللاجئون العراقيون يستحقون معاملة خاصة

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الفائت أن إدارة ترامب ستقلل نسبة قبول اللاجئين من 45000 في عام 2018 إلى 30000 في عام 2019. قدم السيد بومبيو بعض الأسباب لهذا القرار: لدى وزارة الخارجية ملفات لـ 800000 قضية، مصالح الأمن القومي، اعطاء الأولوية لطالبي اللجوء الذين هم بالفعل داخل البلاد، ومساعدة اللاجئين على العودة إلى أوطانهم.

هذه كلها مخاوف معقولة، والنقطة الأخيرة موضع ترحيب خاص. إن الإدارة الأمريكية محقة في إعطاء الأولوية لاستقرار المناطق التي يفرون اللاجئون منها حتى تتاح الفرصة لهم للعودة إلى أرض أجدادهم. كمهاجرة عراقية نشأت في الجالية المسيحية العراقية هنا في أمريكا، فأنا أعلم جيدًا توق العديد من اللاجئين الى العيش بسلام في أوطانهم. إن شعوب العالم، بغض النظر عن دينهم، يستحقون خيار البقاء في ذلك المكان الذي يطلقون عليه "وطن".

لكن أي إعادة توجيه للسياسات يجب أن يُأخذ في الحسبان مسألتين هامتين:

- أولاً، يجب علينا إعطاء الأولوية لحماية طالبي اللجوء الذين خاطروا بحياتهم لمساعدة القوات الأمريكية. وفقا لتقرير وكالة رويترز في 20 آب/أغسطس، لم يتم قبول سوى 48 عراقيا ممن عملوا سابقا لصالح حكومة الولايات المتحدة أو أي كيان أمريكي آخر في العراق كلاجئين حتى الآن هذا العام. وهذا أقل بنسبة 98.4٪ من العدد الذي تم قبوله في عام 2017، و 99.05٪ أقل من العدد الذي تم قبوله في عام 2016. لقد خاطر هؤلاء اللاجئون بحياتهم لمساعدة أمريكا، ويجب على أميركا أن تسدد ديونها من خلال الدفاع عنهم.

- ثانياً، يعكس بعض اللاجئين الوافدين تداعيات قرارات السياسة الخارجية الأمريكية. إن أمريكا ليست مسؤولة عن كل أوجاع العالم. لكنها مسؤولة بشكل مباشر عن بعض مناطق الاضطراب المحددة. إذا كانت الولايات المتحدة تزيح الحكام الديكتاتوريين بشكل مباشر أو بالوكالة، أو إذا كان التدخل الأمريكي يزعزع استقرار المنطقة ويضع شعوبها في مأزق مع بعضهم البعض، فيجب أن نتوقع نزوح الملايين من الناس، مع قيام الكثيرين منهم بطرق الابواب طلبا لملاذ آمن. عندما يتعلق الأمر بالعراق تحديدا - وليس فقط العراقيين الذين ساعدوا بشكل مباشر في الجهود العسكرية الأمريكية - فإن الولايات المتحدة لديها التزامات أخلاقية خاصة تجاههم.

يميل الأمريكيون إلى رفض الطرق التي تجذب بها قوانيننا وسياساتنا الهجرة وتوجهها إلى بلادنا، مما يؤدي إلى تدفق اللاجئين. على سبيل المثال، إن تصفية المسيحيين العراقيين، هي النتيجة المباشرة للحرب في العراق. المواطنون العراقيون الذين ساعدوا القوات الأمريكية - بغض النظر عن دينهم - هم في أماكن محفوفة بالمخاطر بسبب أمريكا.

يقول وزيرالخارجية بومبيو حقيقة بأن: "قسمه يتأخر في معالجة عدد هائل من قضايا اللاجئين. لكن هذا لا يعني أن الحكومة لا تستطيع التمييز". هناك 100000 متقدم في برنامج اللجوء هذا، اعتبارا من شهر تموز/ يوليو 2018. إن معالجة قضايا هؤلاء العراقيين الذين ساندوا الجهود العسكرية الأمريكية - الذين هم في موقف حساس وخطير وفي سباق مع الزمن ومع اجتياح البلاد موجة أخرى من العنف - يجب أن تكون الأولوية لهم.


* السيدة لمى سيمس زميلة في مركز الأخلاقيات والسياسة العامة.