قناة عشتار الفضائية
 

ناديا مراد.. كيف استطاعت الإيزيدية العراقية الهرب من جحيم الجهاديين؟

 

عشتارتيفي كوم- فرانس24/

 

رغم الكابوس التي عاشته الشابة الإيزيدية في جحيم الجهاديين، أصرت ناديا مراد على مواصلة نضالها من أجل الدفاع عن ضحايا الاتجار بالبشر بعد أن وقعت بين أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" في قريتها كوجو شمال غرب العراق، حيث تعرضت للتعذيب والاغتصاب الجماعي قبل أن يتم بيعها مرارا بهدف الاستعباد الجنسي، لكنها تمكنت من الهرب لتواصل دفاعها عن حقوق الضحايا الإيزيديين.

استطاعت ناديا مراد رغم سنها الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين التغلب على أسوأ الحقبات التي مر بها إيزيديو العراق، لتصبح بعدها متحدثة بارزة في الدفاع عن تلك الأقلية وحازت جائزة نوبل للسلام الجمعة.

كانت مراد، صاحبة الوجه الشاحب والشعر البني الطويل، تعيش حياة هادئة في قريتها كوجو على أطراف قضاء سنجار معقل الإيزيديين في منطقة جبلية في شمال غرب العراق على الحدود مع سوريا.

إلا أن حياة مراد انقلبت رأسا على عقب، بعد اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" لبلدتها في آب/أغسطس 2014، حين تعرض أبناء ديانتها من رجال ونساء، كانت هي من بينهن، وتحولن إلى ضحايا الرق الجنسي من قبل الجهاديين.

استولى الجهاديون آنذاك على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه، إثر هجوم كاسح انهار على إثره الجيش العراقي، وارتكبوا مجازر طالت غالبية الأقليات.

وكان عدد الإيزيديين في العراق يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول تنظيم "الدولة الإسلامية"، هاجر نحو مئة ألف منهم، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان العراق الشمالي.

لم تتوقف مراد حتى يومنا هذا، كما هي حال صديقتها لمياء حاجي بشار، التي حصلت معها على جائزة "ساخاروف" لحرية التعبير من البرلمان الأوروبي في العام 2016، عن التذكير بوجود أكثر من ثلاثة آلاف أيزيدي مفقود، ربما لا يزالون أسرى لدى تنظيم "الدولة الإسلامية".

في منتصف أيلول/سبتمبر 2016، عينت مراد سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن كرامة ضحايا الإتجار بالبشر، وخصوصا ما تعرض له الإيزيديون.

والجمعة، حازت ناديا مراد على جائزة نوبل للسلام واعتبرت منظمة "يزدا" المدافعة عن حقوق الضحايا الإيزيديين أن "اليوم يعتبر مميزا للإيزيديين والأقليات الأخرى وجميع ضحايا الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية التي ارتكبها ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) وغيره في العراق وسوريا وحول العالم".