قناة عشتار الفضائية
 

المسيح المصرى.. اكتشاف جدارية أثرية تكشف الملامح الشرقية لـ السيد المسيح بالشعر المجعد

 

عشتارتيفي كوم- الحق والضلال/

 

صورة شرقية جديدة للمسيح، عثر عليها الباحثون مُخفاة بفعل العوامل الجوية، التى أكلت بهاء الرسم الذى يعود إلى ١٥٠٠ عام مضت تقريبًا.
وعثرت الباحثة إيما مايان فنار، من جامعة حيفا، على الرسم الجدارى لوجه المسيح، والذى يعود إلى القرن السادس الميلادى، على قبة كنيسة فى صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة.

تسببت عوامل الطقس والزمن، فى إزالة معظم طبقات الطلاء الأصلية للرسم، ما عدا بعض الخطوط الحمراء التى يصعب تمييزها عما يحيط بها، بفعل التآكل والأكسدة والغبار المتراكم، والترسبات الطبيعية.
قرية شبطا أو «خربة المشيرفة» التى تقع بداخلها الكنيسة، كانت يومًا ما من القرى الكبيرة فى الحقبة البيزنطية، وضمت فى القرنين الخامس والسادس ٣ كنائس، لكن الموقع فقد أهميته فى الفترة الإسلامية، وتحول إلى أطلال إلى أن أُعيد اكتشافه فى القرن التاسع عشر.
وحسب تقارير نشرتها عدة صحف عالمية، من بينها «هآرتس» و«الديلى ميل»، ذكرت إيما فى بحثها أن آثار الرسم على قبة الكنيسة، تشير إلى وجه شاب «له شعر مجعد ووجه طولى، وعينان كبيرتان وأنف طويل، ويمكن تمييز الرقبة والجزء العلوى من الرأس، وعلى يسار الشكل يظهر وجه آخر أكبر بكثير وتحيط به هالة».
وتعتقد الباحثة أن الوجهين هما جزء من جدارية كبيرة تصور مشهد معمودية المسيح، وتغطى كامل القبة، وأن الوجه الذى يتوسط القبة هو وجه المسيح الشاب، بينما يمثل الرسم الموجود على اليسار وجه يوحنا المعمدان.
واكتشفت الباحثة الجدارية بمساعدة زوجها المصور المحترف درور مايان، الذى التقط صورًا عالية الدقة، لتوضح الرسم الذى يعود لأكثر من ١٥٠٠ عام المسيح بشكله الشرقى، حيث يظهر فيها بعينين بنيتين وشعر مجعد قصير، وهى الصورة التى رسمها له المسيحيون الأقباط المصريون فى كنائسهم القديمة.
ويعكف حاليًا فريق بحث تقوده الدكتورة إيما، إلى جانب الدكتور رافيت لين، والدكتور يوتام تيبر، والبروفيسور جاى بار أوز، من معهد زينمان للآثار فى جامعة حيفا، على دراسة الرسم.
وبحسب التقارير الصحفية التى نشرت حول الحدث، فإن الأناجيل لا تصف أبدًا مظهر ملامح أو شكل المسيح، وأن جميع صوره هى انطباعات رسمها الفنانون فيما بعد.
ويقدم الكشف الأثرى الأخير، صورة مغايرة للصورة الأوروبية للمسيح، كشخص صاحب شعر طويل، وأحيانًا لحية، وبعينين ملونتين، حيث يظهر المسيح فى هذا الرسم بملامح شرقية.
وقرية شبطا أو خربة المشيرفة، موقع أثرى أضافته اليونسكو عام ٢٠٠٥، إلى قائمة التراث العالمى، وهى المدينة الرابعة على طريق البخور، وتقع على بعد حوالى ٤٠ كيلومترًا جنوب غرب بئر سبع.
وحسب الباحث الأثرى تيبر، لا تشير الحفريات التى تم العثور عليها فى المكان إلى أى وجود يهودى فى تلك المنطقة، على الرغم من وجود بقايا مسجد يعود للحقبة الإسلامية المبكرة، وقد تم بناء المسجد بجانب الكنائس الثلاث.
وقال تيبر إنه عثر على كتابات عربية على الكنيسة، كما عثر على كتابات عربية فى الكنائس القديمة الأخرى فى النقب.
ويرى الخبراء أنه من المحتمل أن الفنانين المسيحيين الأوائل، لم يسعوا إلى تصوير المسيح فى رسومات أو جداريات لأسباب دينية أو أن اللوحات لم تنجُ من عوامل الزمن.
وجرى اكتشاف المنطقة الأثرية التى تضم الكنيسة والجدارية، لأول مرة فى عام ١٨٧١ من قبل العالم اللغوى والمستكشف إدوارد هنرى بالمر، وحظيت باهتمام أثرى كبير منذ ذلك الحين، لكن علماء الآثار لم يلاحظوا الجداريات أو اللوحات المحفورة على جدران الكنائس هناك.
وقالت الدكتورة إيما، إن الجدارية تعرضت لأضرار بالغة، وتراكمت عليها الأتربة والرواسب لقرون، مضيفة أن تقارير علماء الآثار الذين كانوا يستكشفون الموقع فى العشرينيات من القرن الماضى، ظنوا أنهم لاحظوا شيئًا ما فى الكنيسة، لكن لم تحظَ هذه الملاحظة باهتمام كبير.
وأضافت الدكتورة إيما: «زُرت الموقع عدة مرات قبل أن أتمكن من ملاحظة الرسم، لكن فى إحدى المرات، كنت هناك فى الوقت المناسب، فى المكان المناسب، مع زاوية الضوء المناسبة، وفجأة رأيت عينى المسيح وتعرفت عليه».