قناة عشتار الفضائية
 

معرض فوتوغرافي في كاتدرائية الرباط عن صلوات المسلمين والمسيحيين واليهود

 

عشتارتيفي كوم- جريدة الشرق الاوسط/

 

أيادٍ متشابكة وأبصار خاشعة وأكف ممدودة ووجوه متضرعة إلى الله

في تجربة فنية بنكهة خاصة، واحتفاء بالزيارة الأخيرة لبابا الفاتيكان للمغرب، افتتح مساء الثلاثاء، في كاتدرائية سان بيير في مدينة الرباط، معرض فوتوغرافي من إنجاز الفنان المغربي التهامي الناظر، تحت عنوان «صلوات الرجال»، بحضور أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي.
أيادٍ متشابكة، وأبصار خاشعة، وأكف ممدودة، ووجوه متضرعة إلى الله، وأجساد منغمسة في أداء صلواتها، في أجواء نورانية وروحية، تشعّ بالضياء والأمن والاطمئنان، في مناجاة مع خالق الكون، سبحانه وتعالى.
كل هذه الصّور الملتقطة بالأبيض والأسود من زوايا مختلفة، وفي أماكن متنوعة لدور العبادة عبر العالم، يجمعها خيط ناظم واحد، وهو تصوير الصلوات، التي يؤديها المسلمون في المساجد، والمسيحيون في الكنائس، واليهود في المعابد.
وعلى الرّغم من أنّ عنوان المعرض هو «صلوات الرجال»، فإنّ هناك حضوراً نسائياً في المعرض، من بينها لقطة تمثل امرأة مغربية في حالة سجود بجامع القرويين بفاس، العاصمة العلمية والروحية للمملكة.
وقال الفنان الفوتوغرافي الناظر، إنّ هذه الصّور ذات الأحجام الكبيرة، وعددها 20، هي مقتطفات من أعماله الفنية التي التقطها على مدى مساره الفني منذ أربعين سنة، عاش خلالها «جوالاً متنقلاً عبر الأنحاء الأربعة للعالم»، على حد تعبيره.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، في جواب له عن سؤال حول أسلوبه الفني وتعاطيه للتّصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود، أنّ الرّسام التشكيلي يمنح اللون للوحة، أمّا هو كمصور فوتوغرافي فإنّ ما يهمه أساساً هو الضوء المنبعث من الداخل في تفاعل مع اللقطة.
وفي تصريح للصّحافة بعين المكان، أشاد أزولاي بموهبة الناظر الفنية، وبقدرته الفائقة على التعبير بعدسته الفوتوغرافية، وباستعماله للونين الأبيض والأسود في التقاط الصور من خلال رؤيته الفنية. وتحدث أزولاي أيضاً عن المغرب كبلد للحضارة والتاريخ، وأرض للتلاقي والحوار والتعايش والتسامح، مشيراً إلى أنّ ذلك كله يشكّل مصدراً غنياً للمملكة بكل الروافد التي تزخر بها.
والنّاظر فنان عصامي، ولد في المدينة القديمة بالدّار البيضاء، وهو دائم الحنين إليها، يحملها معه بين جوانحه في أسفاره حول العالم، كما يردّد دائماً، وفي رصيده كثير من الجوائز.
وبالمناسبة، أوضح في كلمة صغيرة منشورة في المطبوع الفني، أنّ هذا المعرض جعله يسترجع ذكريات طفولته، مشيراً إلى أنّها اتّسمت بالتعايش بين ممارسي الأديان الثلاثة؛ حيث كان الصّغار المسلمون والمسيحيون واليهود يتقاسمون الاحتفال بكل المناسبات ويتبادلون الزيارات، ويتلقون الهدايا في جو مفعم بالتفاهم والتسامح.
وتبعاً لذلك، تساءل الناظر: «هل يتمتع أطفال اليوم بهذا الحظ؟»، معبّراً عن الأمل في أن تكرس زيارة بابا الفاتيكان للمغرب هذه الروح، وهو التطلع نفسه الذي يخالج كريستوبال لوبيز، رئيس أساقفة الرباط، وفق ما جاء في كلمته، من دون أن يفوته استحضار الأصداء الإيجابية التي خلفتها زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب، متوقفاً عند دلالاتها وأبعادها، وما تحمله في طياتها من معانٍ نبيلة بشأن الحوار بين الأديان.