قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو في قداس السعانين: نحن مدعوون لنكون شهودًا لإيماننا، وأمامنا نماذج معاصرة

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/

 احتفل مساء الاحد 14 آذار 2019، غبطة ابينا البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو بقداس أحد السعانين كمدخل لأسبوع الآلام وذلك في كاتدرائية مار يوسف، خربنده، بغداد. وشارك معه في القداس سيادة المعاون البطريركي مار روبرت سعيد جرجيس، والأبوان نوئيل فرمان السكرتير وآرام صباح القادم بإجازة العيد من الدراسة في إيطاليا للتعايش مع ابرشيته في البصرة. وحضر القداس سيادة القاضي ميخائيل شمشون عضو المحكمة الاتحادية العليا، وجمع من الراهبات والمؤمنين. وأكد غبطته في غبطته على أننا مدعون لنكون في بلدنا شهود إيمان، وان كنيستنا كانت كنيسة شهداء في التاريخ، إلا انها كذلك ايضا أم الشهداء في العصر الحديث، كما أننا أما شهود إيمان كرسوا حياتهم لخدمة الآخرين، آخرهم الحان التي رحلت أمس، بعد أن قدمت حياتها قربانا لخدمة الأكثر حاجة الى الخدمة.

وجاء أيضا في موعظته:

كان البابا بندكتس السادس عشر قد طلب ان يكون يوم السعانين من الآن وصاعدا يوما للشباب الكاثوليكي، لأن  الشباب رجاء الكنيسة ومستقبلها، وكذلك مستقبل المجتمع. فالكنيسة تزدهر وتنمو بفيض قوّة الحياة فيهم وباندفاعهم العالي، وبإيمانهم وحبهم وحريتهم،  من دونهم انكفاء فموت.

وإن أحدى أولويات الكنيسة هي الاهتمام بالشباب (البابا وأيام الشبيبة العالمي)، أي بتنشئتهم انسانيًا وثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا ومتابعتهم  وافساح المجال امامهم  لاستثمار مواهبهم وتقديم خدماتهم  المتعددة والمتنوعة  لبناء الجماعة، وتشجيعهم ودعمهم معنويا وماديا.

الروح القدس يمنح مواهبه للرجال والنساء على حد سواء . فمن الشباب من اختارهم الرب بدعوة خاصة للقيام برسالة مثمرة ثمرا وفيراً في الكنيسة والمجتمع. اذكر على سبيل المثال لا الحصر:  المرحومة الحان نهاب (بيت عنيا) وعماد حسيب  (محبة وفرح). الشباب عاملون على ازدهار الكنيسة بشهادة سيرتهم وما يشع فيها من ايمان ومحبة ورجاء. ومن خلالهم  يتوجه العالم نحو المسيح.

 وقد طلب البابا من الشباب ان يحبوا كلمة الله وان يفهموا كنوز القيم التي تحتويها وان يتعرفوا من خلالها  على تعليم  على المسيح. وهذه هي اسس التربية المسيحية:

1- الوعي والمعرفة حتى لا يدوروا في حلقة مفرغة… فهم يحتاجون  الى التربية على الحقيقة: ” تعرفون الحق والحق يحرركم ( يو 8/32)  إنه بحث متواصل عن الحقيقة بكل وجوهها والتطابق معها: (النفاق والكذب، فهو انفصام الشخصية في شخصيتان: إنه الموت). 

يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني : ” انشدوا الحقيقة، كونوا احرارا، اي استعملوا حريتكم بحسب الحقيقة، بحسب ما هو خير لكم، وخير الآخرين، واعتمدوا مبدأ عدم الاكتفاء لان الاكتفاء هو التوقف عن الاقدام والتوقف إنه علامة الموت.. ذلك أن التجدد سنة الحياة.

2-التربية على الايمان. ان يغدو المسيحي اشد وعيا ومعرفة بايمانه وان  يتثقف حتى يقدر ان يكون شاهدا للمسيح . اني مسرور بوجود هذا العدد من الأطفال في الكنيسة، آمل ان يحضروا معكم كل احد القداس. فنحن في الكنيسة منذ طفولتنا نتعلم الايمان ونتربى عليه.

3- التربية على الرجاء. في الحياة انفاق ولكنها ليست مسدودة مهما بدت لنا كذلك، يوجد في عمقها نور.. والمسيحي علامة  الرجاء لذاته  وللآخرين: “على الشباب ان يشهدوا للرجاء الذي فيهم وهم مسؤولون عن كل ما يهدد الرجاء” .

 4-التربية على الحرية وعزة النفس والكرامة،  الحرية جوهر الوجود لكنها غير مطلقة لا في انطلاقتها ولا في مراحل نموها.. الحرية ملزمة. انها طاقة نتربى عليها  وتتوطد وتتناسق مع العلاقات والاختيارات.

 5-التربية على الصلاة ومراجعة الذات لتربية الضمير

هذا قد وصلنا الى نهاية تأملنا ولم يبق امامنا سوى طرح بعض اسئلة: ما معنى الرجاء في ظروفك الحالية الخانقة؟ ما معنى انك خلقت على صورة الله ومثاله؟  اية قيم كبيرة (ما هو الجانب البطولي) الاكثر اهتماما في حياتك؟ بمعنى آخر  عمّا تبحث: عن اي مستقبل – مصير؟  كيف تكوّن تاريخك، ما هوي قصة حياتك؟ هل هي قيم الانفتاح والسلام والفرح والجمال، أم هي قيم البحث عن المادة  الصنم  الذي من  اجله كل شيء مباح… أسئلة نطرحها وتتطلب منها التفكير الاختيار على ضوء دعوة يسوع لنا.