متى تمتد أعمال لجنة المتابعة والتحقيق لبقية الأبرشيات ؟
كشفت بطريركية بابل الكلدانية في تقرير نشر عبر وسائل الاعلام عن وجود ( اختلاسات ) في المبالغ والعقارات التابعة للبطريركية في ( بغداد والبصرة) ، وأكدت البطريركية في بيان وقعه عضوي لجنة التحقيق والمتابعة الخاصة التي شكلها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، كل من المطران مار بشار وردة ومار اميل نونا بأن البطريركية تعتزم استرجاع حقوق الكنيسة (المالية) من خلال متابعة المقصرين أياً كانت مسمياتهم حتى وإن تطلب الأمر إقامة دعاوى قضائية، وذلك على خلفية كشفها "تهاوناً وتقصيراً متعمداً في إدارة الأوقاف في أبرشيتي بغداد والبصرة، فضلاً عن وجود عمليات اختلاس لأموال على نحو مدروس ومخطط له بدقة" في عهد البطريرك الأسبق... وأكدت البطريركية بانها ستشكل لجنة جديدة لإدارة الأوقاف المسيحية تعمل وفق معايير النزاهة والشفافية وبأساليب إدارة مالية حديثة لتكون في أياد أمينة وغيورة وتستثمر للقيام بنشاطاتها وخدمتها للناس".
كنا سابقا وخلال السنوات الماضية وحين نكشف بعض الحقائق الملموسة عن عمل الكنائس والأبرشيات ، تقوم الحرب علينا فيخوننا البعض ويزعل علينا البعض الآخر ، ويقوم البعض من المغرضين بمحاولة لقطع ارزاقنا ( كما فعل أحد شمامسة الكنيسة الكلدانية في تورونتو قبل سنوات ، حين حذر وهدد عددا من الأسواق والمكاتب بمقاطعة التسوق منهم ان هم أدخلوا جريدتنا نينوى في اسواقهم أو مكاتبهم ..لأنها تناولت مسألة تأخر الانتهاء من بناء الكنيسة لثلاثة عشر عاما !) لكن غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ( صفع) أمثال هؤلاء الذين يفتعلون الحرص والخوف على كنيستهم ، وهم يساهمون في هدم جدرانها .. وأكد بهذا البيان الجريء ، بأن لا أحد محصن من المتابعة ، وكشف أخطائه (أياً كانت مسمياتهم) اي مهما كانت درجته المؤسساتية والدينية .. لهذا فمن يتكيء على القول القديم ( لا يجوز التكلم علنا على فلان الفلاني لأنه يحمل الدرجة الكهنوتية ) قد سقط ببيان غبطة البطريرك ، مع الإحتفاظ جميعا باحترام واجلال الدرجة الكهنوتية لكل كهنتنا واساقفتنا الأجلاء .. لكن الحق يجب أن يقال ويكشف ..
نعود للبيان الذي كشف التزوير والتلاعب في اموال البطريركية ..وبعيدا عن التفاصيل المنشورة فيه ، فإننا نؤكد بأن ما وصلت اليه الكنيسة الكلدانية ( والذي كنا قد عرجنا عليه في مقالات سابقة) آتٍ من فساد اداري ومالي لبعض المسؤولين المؤتمنين على اموال الكنيسة ، واننا في الوقت الذي نأسف لما كشف عنه بيان البطريركية من نتائج والذي لا يعكس الأخلاق المسيحية خاصة للذين وثقت بهم الكنيسة واعتمدت عليهم في حماية أموالها .. نطالب البطريركية بالتوسع في عمل لجنة المتابعة والتحقيق لتشمل جميع أبرشيات الكنيسة الكلدانية ، وخاصة التي في خارج العراق ، فهي الأبعد عن عيون الرقيب ، وحيث يتحدث العديد من أبناء تلك الأبرشيات عن خروقات وتجاوزات وأعمال مالية يشوبها الغموض ، كيما تنكشف جميع الحقائق .. فعهد غبطة البطريرك ( ساكو) هو عهد النزاهة والشفافية .. والادارة المالية والكنسية الحديثة .. ولكل حادث حديث !