قد لا أكون بمستوى نضج وثقافة الكثير منكم يا أحبتي لأسمح لنفسي بأن أنصحكم أو أوجهكم. لكني هنا أبدي وجهة نظري الشخصية، ولكم كل الحق في تجاهلها أو العمل بها. خلال هذا الإسبوع إلتقيت بالعديد من أبناء شعبي داخل الوطن، وموضوع الحوار أو الساعة كان إنتخابات مجلس النواب العراقي المزمع إجرائها في 30 من نيسان الجاري. مع شديد الأسف توضح لي بأن الكثير منهم لايرغبون بالمشاركة في هذه العملية المهمة وممارسة حقهم الشرعي الذي يعتبر من أساسيات حقوق الإنسان، وفي ذات الوقت واجباً قومياً ووطنياً. وحجج عدم المشاركة كثيرة، وبرأيي الشخصي غير مبررة، مثلاً هناك من يقول: بأني لاأجد بين المرشحين الشخصية المستحقة لأمنحها ثقتي، والأخر يتهمهم بالعمالة والفساد والضحك على الذقون، وهذا يعلق عليهم قائلاً: ماذا فعل لنا من سبقوهم لننتخب غيرهم؟!. وووو والكلام يطول. لكني هنا أقول: بالرغم من كون المشاركة أو عدمها حق شخصي، لكن ستترتب عليه نتائج غير محبذة، كما حدث مثلاً قبل عدة أشهر وتحديداً بعد نهاية إنتخابات برلمان إقليم كوردستان العراق وفرز الأصوات، يوم ظهرت النتائج وكانت نسبة تصويت شعبنا لقوائمه ضئيلة جداً، قياساً بعدده، وهذا مادفع بالعديد من الأحزاب الكوردية للإعلان علناً عن ضرورة إعادة النظر بالمقاعد الخمسة الممنوحة لشعبنا، كون عددهم لايتناسب مع إستحقاقهم، إعتماداً على نتائج الإنتخابات.
فهل سيرتاح ضميرك أيها الغيور على مصلحة أمتك ومستقبل شعبك، أن تقاطع هذه الإنتخابات وتكون جزءاً من الحملة المغرضة التي يقودها البعض ضدك أولاً وضد وشعبك؟. ألا تستحق الأجيال القادمة أن تأخذ فرصتها لعلها تكون قادرة على إنصافك وإنصافي وإنصاف كل مغبون؟. أنا أتفق معك أيها الشاب والشابة، بأن أحزابنا القومية وقياداتها قد أخفقوا في العديد من المحطات التأريخية المهمة، لكن مع هذا يجب أن لانتراجع ونترك صفوف مسيرة شعبنا التي ضحى في سبيل ديمومتها أباءنا وأجدادنا بالكثير. فبحكمتكم ورؤيتكم وروحكم القومية التي ليس لها مثيل، ستبقى شمعة أمل شعبنا متقدة. والأمة التي أنجبت أشور وسنحاريب وسركون وشميرام وأشوربان ومار بنيامين شمعون، وأغا بطرس، وتوما توماس وهرمز ملك جكو وبولص بيدار وفرنسو حريري وغيرهم، قادرة بلا شك على إنجاب قادة أبطال نمشي وهاماتنا مرفوعة بهم.