بعد ان انتشر الأرهاب في سوريا بعد الثورة السورية على اثر استمرار القتال وتلاعب النظام السوري بأمن المنطقة ومحاولته اعادة تصدير الأرهاب الى دول الجوار في محاولة خبيثة لجعل المنطقة كلها على صفيح ساخن ليطبق المثل القائل علي وعلى اعدائي ،حيث كانت المعارضة تقارع النظام وفجأة يظهر تنظيم داعش ويهاجم المناطق الكردية في سوريا ثم يستولي على الرقة ومن ثم يتمدد داخل سوريا ويقاتل جيش الحر. وبالتنسيق مع الخونة ومع المتضريين من سقوط نظام صدام وايتام النظام وفي ليلة وضحاها تدخل داعش الى العراق وتصبح الآمر الناهي في الموصل وفي المناطق التي تسيطر عليها .وهي تقود كل الزمر الأرهابية في محاولة للسيطرة على كل العراق .في الوقت الذي نشاهد الرد العسكري بطيئا من قبل القوات الأمنية .مما شجع داعش على فرض قوانينها الظلامية على الأقليات بالقوة وأخرها ولن تكون الأخيرة هي الأستيلاء على ممتلكات المسيحيين واجبارهم على مغادرة الموصل او اعتناق الأسلام .ان الخيانة وغياب
الضميروالحس الوطني والخلل الفكري هم من الأسباب الكبيرة التي ادت الى هذه الكارثة الأنسانية والوطنية بكل المقاييس .ان الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وساعدوا الأرهابيين في دخول الموصل والمناطق الأخرى قد ارتكبوا جرائم كبيرة في حق الوطن والشعب ويجب ان يكون حسابهم عسيرا وقاسيا لأن نتيجة هذا الفعل الأجرامي تسبب وسوف يتسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات اضافة الى معانات انسانية مؤلمة للشعب العراقي وللانسانية .ان غياب الحس الوطني سبب اللا مبالات من قبل الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية الوطن والمواطن مما تسبب خسائر مدن كاملة بكل المعدات العسكرية والمالية، ان العسكري يجب ان يقاتل بشرف بغض النظر من هو الحاكم لأن دفاعه هو عن الوطن والمواطنين وليس عن الحاكم . ان ما خسره الجيش دون مقاومة سوف لا يسترجع الى باثمان باهظة وتضحيات كبيرة كان العراق في غنى عنها .اما الخلل الفكري الذي يستند اليه الأرهابيون في ايدولوجيتهم في محاربة من لا يؤمن بأفكارهم يأتي من الدين الأسلامي وتأريخ الفتوحات الأسلامية الذي يؤكد اجبار الأخرين على اعتناق الأسلام او القتال او دفع الجزية وفي الحملات العسكرية التي شنها الصحابة على العراق وعلى بلاد الشام وعلى مصر وعلى بلاد فارس وبقية البلدان التي دخلها الأسلام ، ومن يريد التأكد من ذلك عليه قراءة تأريخ الفتوحات الأسلامية ان ما قاله سابقا قداسة االبابا السابق
بندكت من ان انتشار الأسلام كان بالسيف وكانت هي الحقيقة بعينها حيث ان معظم الفتوحات الأسلامية تمت بالقتال وبالجيوش الجرارة او بالتهديد وقداسة البابا بندكت استشهد بتأريخ انتشار الأسلام ،وفي حينها اقامت بعض الجماعات الأسلامية الدنيا ولم يقعدوها في مظاهرات وتصريحات وطالبت من قداسة البابا الأعتذار وهو في الحقيقة استشهد بما هو مكتوب في التأريخ الذي دونه المسلمون .. وداعش وأخواتها تريد اعادة التأريخ من جديد وتؤكد ذلك من خلال تهجير الأقليات وفرض الجزية وأجبار المسيحيين عى اعتناق الأسلام وهذا كان مطبق ايام الفتوحات الأسلامية وهذا الخلل يجب ان يعالج من خلال رجال الدين الأسلامي . وان الصمت من قبل بعض المراجع الدينية وعدم استنكار منهج داعش يدل انها غير قادرة على انكار ما موجود في الكتب الأسلامية من مبدأ الجهاد وفرض منهج الشريعة على الأخرين بالقوة .ان هذه الأشكالية سوف تستمر اذا لم تعالج من قبل المراجع الدينية الأسلامية .اما المحافظات التي سهلت دخول داعش للسيطرة عليها فهي ستكون الخاسر الأكبر لأن الأيام القادمة ستكون حبلى بالأحداث الكبيرة عندما يبدأ التحرك الدولي لمساندة العراق في مواجهة داعش لتحرير المدن العراقية من تنظيم داعش ومن والاها لأن العالم بأسره مهدد من قبل هذه التنظيمات الأرهابية ولن يقبل ابدا افكارها المتخلفة والبدائية وأن غدا لناظره لقريب .