الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1222 | مشاركات: 0 | 2014-07-25 17:09:25 |

هواية الفشل – القسم التاسع

وسام كاكو

  سياسة تكميم الأفواه وإستبدال المُبصرين بالعميان والأحرار بالعبيد

وسام كاكو

"ويل للرعاة الذين يُبيدون ويُشتتون غنم رعيتي، يقول الرب. لذلك هكذا تكلم الرب، إله إسرائيل، على الرعاة الذين يرعون شعبي: إنكم قد شتتم غنمي وطردتموها ولم تفتقدوها. فهاءنذا أفتقد عليكم شر أعمالكم، يقول الرب، وأجمع بقية غنمي من جميع الأراضي التي طردتها إليها، وأردّها  الى مراعيها، فتُثمر وتُكثر. وأقيم عليها رعاة يرعونها فلا تعود تخاف وتفزع ولا يكون لها مفقود يقول الرب." إرميا 23: 1-5.

أشرنا في نهاية القسم السابق بأن رد فعل المسؤول الأعلى لأبرشية مار بطرس أمام ثبات وصلابة الشبيبة وكتاباتهم للحقائق بات يشوبه التشوش وأخذ يجمع حوله كل وسائل الدفاع الممكنة وقد تطرقنا الى بعضها في الأقسام السابقة ولكننا اليوم سنتطرق الى كيف إنه مارس سياسة غير صحيحة مع الكهنة الذين حوله فضلا عن الشمامسة وأعضاء الجوقات وأخوية الرحمة الإلهية التي ألغاها دون حق، وهذه إنقسمت ما بين تكميم الأفواه والتلميح غير المباشر بالأذى لهم وبين تكريم المؤيدين له وفرض ما يريده فرضا على الكهنة! وقد ساعده في ذلك التركيبة الموجودة من الكهنة في أبرشيته عموما وفي الكنيستين الموجودتين في سان دييكو خصوصا.

لقد كانت له مُحاولات مُتكررة مباشرة وغير مباشرة مع شبيبة الجوقات وأخوية الرحمة الإلهية لجعلهم ينخرطون في تأييد وممارسة النشاطات التي كان يقوم بها وكانت الشبيبة من جانبها ترى إنها لن تستطيع أن تقوم بذلك لا بل أكدت بأن ما يطلبه المطران منهم ليس من حقه فرضه عليهم مثل المشاركة في النشاطات والإحتفالات التي كانت تُقام بإشرافه أو بمباركته مثل الإحتفالات التي يقيمها حسب مزاجه للشبيبة في أماكن مُختلفة من غرب أميركا وبشكل يُمثل ثقلا ماديا على كاهل أعضاء الجوقات والأخوية لم يستطيعوا تحمله، وقد ساهم الأب (ص) في أكثر من مرة في تحمل الكثير من هذه المصاريف من حسابه الخاص ولكن المسألة لم يكن بإمكان الشبيبة تحملها لأنها أكبر من إمكانياتهم، ولا المشاركة في إحتفالات أكيتو. من جانبه، لم يفهم المسؤول الأعلى بأن عدم مشاركتهم في كل الإحتفالات التي يريدها لم يكن الدافع من ورائها عدم إمكانيتهم تحملها بل فسرها بطريقة غاية في العدوانية وأخذ موقفا غير سليم منهم دون أن يفهم الحقيقة ودون أن يستمع إليهم. الشيء الأخر على سلوكه العدواني هذا هو إن أحد مسؤولي الأخوية كتب قبل سنوات مقالا نشره موقع كلدايا نت ذكر فيه إسم (كلداني سرياني أشوري) بعفوية تامة لكن المسؤول الأعلى فسرها بأنها مؤامرة على الكنيسة وإن أطرافا خارجية تُحاول أن تبتلع كنيستنا وإن أعضاء الأخوية يُحاولون بيع كنيستنا للأكراد! وغيرها من العبارات والتفسيرات الغريبة التي لا تمت للمنطق والعقل بصلة، وقد كتب أعضاء الجوقات كل هذه الأمور في صفحتهم على الـ (فيس بوك) وجردوا المسؤول الأعلى وكل الذين معه من كل إدعاءاتهم التي تحمل الكثير من الظلم للمؤمنين والكثير من إنفصام الشخصية لدى مروجي هذه الإدعاءات الكاذبة وغير المنطقية وغير المُستندة الى أية شواهد أو أدلة، وأتحداهم، مرة أخرى، كلهم دون إستثناء إنْ إستطاعوا المجيء بدليل واحد على كلامهم المُلفق وإتهاماتهم المؤامراتية!

إن السياسة الإدارية التي يتبعها المسؤول الأعلى، في كنيسة الرب هذه، تقرب الى سياسة التربية الفاشلة التي لا  تُميز مراحل وظروف نمو الشعب وعدم إدراك حقيقة إن بعض العلمانيين أصبحوا أكثر تفوقا منه! إنه لا يتحمل حتى أن يسمع بذلك! لم يعد شعبنا الكلداني عبارة عن مجموعة صغيرة تعيش في قرية ليس فيها أحد يقرأ ويكتب غير الكاهن! لم يعد ممكنا أن يطلب رجل الدين من العلماني الطاعة العمياء غير المستندة الى الحق والإيمان القويم. هذه المشكلة تُشابه مشكلة الأباء الذين يتعاملون مع أبنائهم بنفس الأسلوب منذ الصغر وحتى النضوج، فيتصور الأب بأن الأبن عبارة عن طفل يُسيره كما يشاء في كل مراحل حياته! يمكن تطبيق هذا الى حد ما ولكن عندما يُصبح الطفل شابا تُصبح لديه تصوراته وفهمه وإضافاته والذي لا يُدرك ذلك تكون له مشكلة مع أبنائه، لذا لا يُمكن لأي مسؤول رعية أن يفرض على المؤمنين في رعيته أن يكونوا كلهم ضمن خط واحد يُناسب ما يريده هو! لا يُمكن لمسؤول الرعية أن يطلب من رعيته أن يُشاركوا كلهم في إحتفالات أكيتو أو أنه يأخذ موقفا ضدهم ونفس الشيء بالنسبة لإحتفالات الشبيبة، فأنا مثلا لا أشارك في أي إحتفال من إحتفالات أكيتو لأني أرى بأنها مناسبة لا تتناسب مع تصوراتي وإيماني ابدا ولأسباب أحتفظ بها لنفسي! كما لا يُمكنه أن يفرض تصوراته السياسية على كل الرعية ويُصادر عقولهم فهذه كارثة كبرى لا يُمكن أن يسكت عليها العلماني المؤمن المُدرك لحقيقة مكانته في كنيسة الرب، ولا ينبغي  أن يقبل بذلك الكهنة أيضا. إن الرب جاء ليُحررنا لا ليُسلمنا عبيدا بيد مسؤول الرعية وينبغي أن يعلم بأن مُحاولته إعماء الرعية ستخلق منه دكتاتورا أعورا، وبما إنه لن يكون بإمكانه إعماء كل الرعية لذا لن يكون دكتاتورا مُتنفذا أبدا، فقد حاول سلب إرادة الكُتاب والسياسيين المحيطين به وجعلهم يسيرون على هواه، وتصور بعضهم إن ذلك يناسب هواهم، وأقام لهم مؤتمرات لجعلهم يسيرون وفق ما يريد وفتح باب موقع كلدايا نت على مصراعيه أمامهم ليكتبوا ما يحلو لهم ضد رموزنا ورؤسائنا، ولكن هذا لن يستمر طويلا فالزمن سيمضي وسيسقط الكثيرون، فلا الزمن سيقف ولا الرب سيتخلى عن كنيسته سواء كان الذي يديرها دكتاتورا أعورا (ليس بعينيه بل بعقله) أم قديسا.

هذه الدكتاتورية لدى المسؤول الأعلى لم يقتصر في ممارستها على الرعية فحسب بل أراد أن يفرضها حقيقة واقعة على كل الذين يتعامل معهم فهو لم يستمع الى  الكهنة المخلصين ولم يستمع الى الأبناء المخلصين من رعيته ولم يستمع الى الأساقفة الذين نصحوه ولم يستمع حتى الى سيدنا البطريرك فرغم وعوده لسيدنا البطريرك بأنه سيقوم بحل المشكلة بـ (سلاسة)، نكث بوعده ولم يفعل شيئا لتصوره بأن هذه الرعية (الكعوب) يجب أن تتبعه في كل ما يريد، وقد أحاط نفسه بكهنة من النوع الذي يقبل أن يسير وراءه وأشبعهم بأفكار غريبة فمثلا قال أحدهم لي وهو القس (ب) مرة إنه "لا أحد في كنيستنا في  العراق يعمل لانه خائف!" وأخذ يثني على الأعمال (الخارقة) لمسؤوله في أبرشية مار بطرس وعندما توسعت معه في الحديث وأظهرتُ له خطأه، تبين لي بأنه لا يعلم حتى من هم الكلدان! وبعد ذلك علمتُ بأنه يحمل أصولا غير كلدانية! وهذه مصيبة أخرى! فالمشكلة الأخيرة التي وسعت الهوّة بين أبناء شعبنا ساهم فيها أشخاص ليسوا حتى كلدانيين ولكنهم يدعون ذلك لأسباب خاصة بهم وبوضعهم! بعضهم كتبوا كتبا عن الكلدان وبالغوا في تصوراتهم لوضع الكلدان وحاولوا بث نزعة عنصرية مقيتة في العقل الكلداني الذي كان على مدى تاريخه عقلا مرنا قابلا للأخر وهذا سبب قوته، أما أن يدخل العقل الكلداني في تصنيفات غريبة وفوقية على الأخرين فهذا لا يمت بصلة الى الكلدان أبدا وتاريخهم يشهد بذلك، وما يقوم به المسؤول الأعلى والمجموعة القليلة المرتبطة به من حيث تصنيف الكلدانيين  فيما بينهم وتمزيقهم وتمزيق كنيستهم وكذلك تقسيم شعبنا المسيحي في العراق بأساليب مرضية وبعقلية الفوقية المُطلقة فهذه ليست أعمال الكلدانيين، وأرجو أن يتمعن القاريء بالنماذج التي تصول وتجول الأن تحت مباركة المسؤول الأعلى لأبرشية مار بطرس وسيرى إنهم إما ليسوا كلدانا أو إنهم (كعوب) بيد هذا المسؤول.

بتاريخ 30 كانون الثاني 2014 كتب ثلاثة من التابعين لمسؤول ابرشية مار بطرس في سان دييكو هم القس (ب) والراهب (ن) والقس (أ) رسالة الى المسؤول الأعلى للأبرشية وقد صادق عليها المطران مار (ب) والمسؤول الأعلى نفسه، ومن ثم تم توجيه الرسالة الى الأب الفاضل (ص) لكي يُطلعوه على شهادتهم بخصوص ما كان يجري في كنيسة مار ميخا وتبرير خطأهم في طرد الشبيبة. الرسالة مكتوبة بالإنكليزية باسلوب يعجز القس (ب) والراهب (ن) أن يقوما به، لذا فواضح إن الذي كتبها هو القس (أ) الذي لم يخدم مع جوقات مار ميخا حتى قداسا واحدا وكثير منهم حتى لا يعرفوه! ومع هذا كتب شهادته بموجب (ضميره/ ضميرهم) وتحت القسم! ولكنه وقع في خطأ جسيم وهو إنه بدأ رسالته بعبارة: "إستنادا الى طلبكم" اي إستنادا الى طلب المسؤول الأعلى للأبرشية! ومن ثم كتب الثلاثة معلومات غير صحيحة أبدا عن الجوقات وأخوية الرحمة الإلهية وعن الشمامسة، ويقولون فيها إنهم كتبوها حسب ضميرهم! وفاتهم أن يتساءلوا قبل أن يكتبوا الرسالة لماذا كان ضميرهم نائما كل هذه السنين ولم يستيقظ إلا عندما طلب المسؤول الأعلى منهم ذلك؟ ولماذا لم ينصحوا الأب (ص) إذا ما كانوا هم أو المسؤول الأعلى لهم قد عرفوا بتقصيره قبل ذلك؟ هذه كانت العلامة الأولى على إنهم (كعوب) نانمة الضمير! المفاجآة الصاعقة التي لم يتوقعها أحد هو أن يصل مفهوم (الكعوب) الى مستوى مطران، فمطران بمستوى مار (ب) يؤيد ٍشهادة (كعوب) نائمة الضمير! ولم يكن مُتوقعا أبدا أن يُصبح (كعبا – أسف عن هذا التعبير ولكنها الحقيقة) يقف مع الباطل ضد الحق، وعندما تم إنتقاده على تصرفه قال بأنه لم يكن بإمكانه أن يفعل شيئا غير ذلك فهو حتى غير مُثبت على كنيستنا! هل سيقبل الرب يسوع أن نغدر بقطيعه فقط لأن الراعي الوقتي تصعب مواجهته؟! كيف يُمكن لرجل دين مسيحي أن يخاف من مسؤوله لا سيما إن المسؤول باطل بكل المقاييس، لقد وضع المسيحيون رقابهم تحت السيف فقط لأنهم أمنوا بالمسيح، فكيف يُمكن أن نخاف بعد أن آمنا بالمسيح؟ وممّن؟ من مسؤول في أبرشية!؟ كيف يُمكن أن يخاف كاهن من أن يقوم مسؤوله بنقله، فيرضى بما يُمليه عليه؟ كيف يُمكن أن يقوم كاهن بعصيان مسؤوله الأعلى في العراق فقط لأنه يريد أن يرتاح في بلد آمن مثل أميركا؟ فيرضى بالعصيان والخطيئة مقابل الراحة! أهذا ما أوصاه به الرب يسوع؟ كيف يُمكن لمطران أن يوافق على تأييد أكاذيب مُلفقة وهو يعلم بذلك مقابل أرضائه لمطران أقدم منه بحجة إنه ما زال غير مُثبت في كنيستنا؟ كيف يُمكن أن يُسحق الحق من قبل أشخاص وقفوا أمام الرب وأقسموا أمامه بالدفاع عن الحق! وأي حق أرادوا أن يسحقوا؟ حق أولادهم وبناتهم ومن دون حتى أن يسمعوا منهم! ومع كل هذا يقف الـ (كعوب) ويُدافعون دون خجل عن المسؤول الأعلى للأبرشية!

بعد أن سنحت لي الفرصة وإطلعتُ على نص الرسالة التي وقع عليها المطرانان والراهب (ن) والقس (ب) والقس (أ) وجدتُ إنها تخلو من أية حلول مقترحة بل جاء في نهايتها مجموعة توصيات أقرب الى الإقتراحات السخيفة الواجب تنفيذها من الحلول المنطقية! وإنها ليست غير إستعراض للمشاكل (الكثيرة) في كنيسة مار ميخا حسب إداعاءاتهم الكاذبة، وكان واضحا إن الغاية من كتابتها ليست غير تبرير ما قام به المسؤول الأعلى في أبرشية مار بطرس، ليس أمام الأب (ص) الذي تم توجيه الرسالة له بل أمام جهة أعلى منه! وقد توهموا بأن هذه الرسالة يُمكن أن تخدمهم في تعميم الخطأ وإسكات الحق أمام الناس غير العارفين بحقائق الأمور ولكن طبعا لم تنجح خطتهم هذه لأن الرب لن يدع هذا يحصل حتى لو شعرنا أحيانا بأن الخطأ سائد ومُنتصر!

الذي يحصل في أبرشية مار بطرس هو عملية إستبدال الأحرار بالعبيد فالكهنة الأحرار الذين لم يقبلوا بالظلم تم تهميشهم ورميهم في أماكن مُختلفة، أو حتى محاربتهم مثل الأب الفاضل (ص)، وتم تكريم المؤيدين الضعفاء أو العبيد للمصلحة الشخصية، حتى وصل الحال بأحدهم لأن يقيم القداس في الوقت الذي يُناسبه فيأتي مُتأخرا ربع ساعة أو أكثر أو أقل وفي أحد الأيام أعطى عذرا أقبح من ذنبه فقال بأنه كان عليه أن يأخذ اولاده الى المدرسة! هل رأيتم إستهتارا بكنيسة الرب وبالمؤمنين بهذا المستوى!؟ على مستوى الجوقات تم إخراج الأحرار الذين كانوا يعملون مجانا في خدمة الكنيسة لسنوات طويلة وإستبدلوا بعبيد يأخذ مسؤولهم راتبا يجعله يقول (نعم) لكل ما يريده مسؤوله الأعلى ولم يخجل زملاء الأمس أن يأخذوا أماكن المظلومين الذين طردهم المسؤول الذي يلعب بهم الآن مُتصورين بأن هذا الحال سيدوم طويلا. إن المسؤول الأعلى لا يرغب بوجود الأحرار الذين يقفون أمامه ليقولوا له بأنك على خطأ ويحيط نفسه بعبيد لا يعرفون غير الـ (نعم) خوفا على مصالحهم الشخصية.

نأتي الى مشكلة الشمامسة. عندما تمت رسامة المسؤول الحالي وتعيينه على أبرشية مار بطرس في غرب أميركا وجد إن فيها شمامسة يعرفون أضعاف ما يعرفه وإنه يعجز عن مجاراتهم لأنهم متفوقون عليه، وقد وجد إن هذه الحال لا تروق لـ الأنا التي يحملها، لذا كان ينتهز أية فرصة مواتية ليُظهر علمه عليهم وكان غالبا ما يصطدم بهم ولكن ذلك لم ينفعه كثيرا. أمام هذا الوضع فكر أن يتفوق على الكل من خلال تبديل كل شيء وبما يجعله (الفاهم) الوحيد! وهذه نفس فكرة إقامة دكتاتور أعور من خلال إعماء كل الرعية. ما فعله هو إنه بدأ بتغيير كل شيء في الطقس الكلداني وقد مرر عمله هذا على الكل على أساس إن التجديد شيء مطلوب، وطبعا هذا منفذ منطقي لا يختلف عليه إثنان لأن التجديد واجب مع تطور الحياة، وقد دعم ذلك برسالة تكليف من مرجعيتنا الكنسية الكلدانية من عهد البطريرك دلي. ماذا فعل هذا المسؤول الأعلى للأبرشية بخصوص التجديد؟ لقد وضع ستارة أمام مذبح كل كنيسة من كنائس الأبرشية وقد برر ذلك بتبريرات لا منطق فيها أبدا ولو أراد أحدهم أن يناقش هذا فإني أشير عليه أن يُراجع نفس ما يقوله مؤيدوه الأن بخصوص إن الصليب الذي يحمله سيدنا البابا عليه المصلوب وإعتبروا ذلك أساسا لمناقشتهم وإختلافهم مع سيدنا البطريرك، وأنا سأجاريهم في ذلك ولكني سأستعمل نفس المنطق وأتساءل أي كنيسة من كنائس الفاتيكان مُغطى مذبحها بستارة؟ ولماذا؟

أمام (التجديدات) الكثيرة التي إبتكرها المسؤول  الأعلى لأبرشية مار بطرس ضاع الشمامسة فأخذ يُدربهم من جديد على ما يريد فرضخ القليل منهم لذلك وحضر التدريبات، ليس بسبب إرتياحه من التجديد، لأن أغلبهم رفضوه، بل بسبب إحساسه بالذنب من الإبتعاد عن المذبح بعد أن أفنى حياته عليه كشماس، أما النسبة الكبيرة منهم فقد إبتعدوا وتركوا المذبح ويوجد أخرون يتصلون قبل القداس لكي يعرفوا من هو الكاهن الذي سيقيم القداس وكذلك يفعل الآن الكثير من المؤمنين، ولو كان الذي يقيم القداس هو المسؤول الأعلى للأبرشية - الذي لم يعد يقيم قداسا في كنيسة مار ميخا - أو أحد الكهنة التابعين له، فإنهم لا يحضرون القداس!

لقد إستعمل فكرة تجديد الطقس ليفرض على المؤمنين في غرب أميركا ما يريد وليُطبق في هذه الكنائس الطقس الجديد، وبالمناسبة غرب أميركا هي المكان الوحيد في العالم الذي يحتفل المؤمنون فيه بقداديس تختلف عن كل الكنائس الكلدانية الكاثوليكية الأخرى في العالم لأننا (محظوظون) بتطبيقنا الطقس المُجدد التجريبي! لقد تم تجديد الطقس بحيث لم يعد المؤمنون يعرفون متى يقفون في القداس ومتى يجلسون ومتى يركعون!!

سنُتابع في القسم القادم إن شاء الله.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5799 ثانية