أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 906 | مشاركات: 0 | 2014-07-27 15:54:40 |

ارواح المسيحيين واعراضهم اغلى من كل المناصب يا سيادة النائب!

كوهر يوحنان عوديش

 

لا شك ان الهدف الاساسي من تشريع القوانين واتخاذها لصيغة الالزام في التنفيذ هو حماية البسطاء والضعفاء والمظلومين والمسحوقين من ابناء الشعب وليس اصحاب القرار والمتسلطين على رقاب الشعب كرها وغصبا ( هذا الواقع ينطبق على الدول الرضيعة والنامية!، وليس على الدول المتمدنة والديمقراطية التي يسود فيها القانون وتصون فيها حقوق الانسان بغض النظر عن اللون والعرق والدين والانتماء )، لذلك فان غياب القانون في اي بلد يؤدي الى عدم الخوف من المحاسبة وبالتالي تزداد نسبة المسحوقين والمظلومين وتسود شريعة الغاب ويفقد الفرد حقوقه في العيش بحرية وكرامة.

الانفلات الامني وغياب القانون والنظام في العراق الجديد ( عراق ما بعد 2003 ) من اهم الاسباب التي ادت الى الكثير من المعاناة لابناء هذا البلد بصورة عامة ولاقلياته والمسيحيين منهم بصورة خاصة، فمع الايام الاولى للاحتلال بدء مسلسل، ولا زالت حلقات هذا المسلسل مستمرة، الاختطاف والقتل والتدمير والتهجير العلني للمسيحيين العراقيين دون مقاضاة او محاسبة او حتى متابعة، حيث كان ابناء هذه الطائفة لقمة سائغة لضعفاء النفوس والمجرمين واولاد الجهل والظلام ( من قاعديين ودواعش ) وغيرهم من كارهي الانسان والانسانية على حد سواء، والسبب في ذلك يعود الى كون المسيحيين اقلية صغيرة لا تمتلك ميليشيا مسلحة تدافع عنهم في بلد فوضوي كبيره ياكل صغيره وقويه يسحق ضعيفه.  

لتبييض صورة الحكومة الطائفية الجديدة بعد 2003 امام الرأي العام والمجتمع الدولي تم تخصيص كوتا للمسيحيين ( خمسة مقاعد ) في مجلس النواب، وبالمقابل تم تهجير الاف العوائل المسيحية من بغداد والموصل وغيرها من المحافظات الجنوبية بصورة علنية، ما يدل على ان المقاعد الخمسة كانت ثمنا لمعاناة عشرات الالاف من المسيحيين الذين خرجوا من بيوتهم حفاة عراة دون ان ينقذوا حتى ابرة! من تعب العمر كله، ورغم كل هذه المظالم بقى ممثلي المسيحيين في البرلمان ساكتين خاضعين لا يتجرءون حتى على التنديد الصريح ازاء مصائب ابناء شعبهم، وسبب ذلك ان الصراحة والحقيقة تكون بالضد من ارادة ومشيئة اسيادهم وارباب نعمهم.

من المعلوم والمعمول به في العراق ان المناصب السيادية وغير السيادية توزع على اساس طائفي وقومي وليس على اساس النزاهة والاخلاص، وهذا ما حدا بالبعض، او بالاحرى بالاغلبية، الى تكريس شعب وقضية لخدمة مصالح شخصية بحتة بعيدة كل البعد عن الهم الشعبي والقومي، وتعتبر معاناة المسيحيين ومحنتهم خير مثال على ذلك، فالبرغم من كل المآسي التي لحقت ولازالت تلحق بهم لم يكن هناك اي رد فعلي مناسب لما يتعرضون له من فواجع من قبل احزابهم وشخصياتهم السياسية وممثليهم في الحكومة والبرلمان، بل على العكس من ذلك تماما كانت معاناة المسيحيين افضل وسيلة لتبوء المناصب وجمع السحت الحرام للكثير من الشخصيات المسيحية.

اخلاء الموصل من مسيحييها من قبل تنظيم داعش مأساة كبيرة تحتاج الى مليون وقفة ووقفة، لكن البعض رآها فرصة ذهبية لتحقيق طموحات شخصية! حيث طالب رئيس كتلة الرافدين السيد يونادم كنا الكتل السياسية منح المسيحيين منصب نائب رئيس الجمهورية ( قال كنا في تصريح للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي ان الكتل السياسية مطالبة بمنحنا نائب رئيس الجمهورية كاستحقاق للمكون المسيحي الذي يتعرض اليوم الى ابشع انواع التهجير والابادة على يد عصابات داعش الارهابية )، وكأن معاناة المسيحيين ومأساتهم ستنتهي بمنحهم منصب نائب رئيس الجمهورية!.

نعرف ويعرف غيرنا خير معرفة ان حقوق المسيحيين في العراق لا تكمن في منصب تشريعي او تنفيذي، فما الفائدة من مناصب كارتونية وشكلية يستفيد محتكريها من الرواتب والامتيازات الخيالية وفي المقابل يهجر شعب ويفنى باكمله!!! ما الفائدة من منصب مهما كان رفيعا في حكومة تفكر بعقلية الاكثرية والاقلية!، منصب لا يتجرأ شاغله حتى على التنديد الصريح ضد ما يتعرض له شعبه وابناء قومه من ابادة وافناء.

مأساة المسيحيين لا تنتهي بتعمير كنيسة او بتخصيص بضعة مليارات من الدنانير لمهجريهم ( المسيحيين لم ينزحوا بل هجروا قسرا ) او بمنحهم مناصب كارتونية ( لتجميل صورة الحكومة ) او بمواساتهم اعلاميا!، بل تنتهي عندما تحفظ ارواحهم وتصون كرامتهم ويضمن مستقبلهم ويسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية بحرية دون مخاوف او ضغوط، تنهتي عندما لا يعاملون كمواطنين من الدرجة العاشرة بسبب انتمائهم الديني، فهل هذا ممكن؟

خلاصة الكلام:- اذا كانت هذه المناصب مقايضة فعدم المطالبة بها يكون اشرف وانفع، واذا كانت ثمنا للسكوت فان القناع يا سادتي قد وقع.

  

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6075 ثانية