الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي
| مشاهدات : 971 | مشاركات: 0 | 2014-08-13 18:43:12 |

نينوى.. نينوى، أقاتلة الانبياء أنتِ، أم راجمة المرسلين؟

القس شموئيل (سامي) القس شمعون

 

لا زلنا لا نعلم ما هو لسلامنا، فقد اخفي عن اعيننا، ما نراه امامنا، لقد شبعنا من القبل المزيفة التي تنثر على خدودنا زيفاً، فبواحدة منها تم تسليم المسيح إلى خشبة الصليب في الجلجثة. 

ما بالكم لا تبصرون إلا موضع  أقدامكم،  فتثورون على البسطاء الأمناء، بثورة جنونية للقتل، "وكأنكم على لص خرجتم، بسيوف وعصي" (مت 26: 55)، تصرخون في أزقتنا الضيقة "اصلبه اصلبه" (يو 19: 6) .

الم تعرفوننا بعد؟ الم تشهدوا أعمالنا؟ الم تكن كلها في النور؟  الم تشهدوا  تجارتنا  بالوزنات، فضتنا التي لم تعطى بالربا وطعامنا الذي لم يعطى بالمرابحة  ( لا 25: 37) !

 ما بالكم خرجت عليهم  بمشاعلٍ ومصابيحٍ وسلاحٍ ( يو18: 3) تهددون وتصرخون، اطردوهم اطردوهم؟ 

إنهم في النور يسيرون يا نينوى، فلم يزاحموا يوما احداً على لقمة عيش. إنهم وببساطة،  بسطاء  كالحمام (مت 10:16) ومشغولين بمصابيحهم لكي تمتلأ زيتاً  (مت 25: 4) ينتظرون عريسهم وان ابطأ في المجئ في هذا الالف الثالث الذي نتمناه ان يكون كاليوم الثالث، وهم لا يعكرون ليل نهرك الخالد " حداقل" (تك2: 14 ) إلا بالصوم والصلاة في اديرتهم وكنائسهم، استعدادا لملاقاة عريسهم، الذي يحصد من حيث لم يزرع، ويجمع من حيث لم يبذر (مت 25: 26 ).

نينوى، نينوى، لازال فيك يضرب الراعي  ( مر 14: 27 ) ويختطف ويقتل، فتتبدد الرعية وتجلدين الطيب والطبيب، اجلديهم بأربعين جلدة إلا واحدة ( 2 كو 11: 24 )  فان ذلك يشفي المريض من حيث لا تدرين،  وخذي فهذا هو الخد الآخر ( مت 5: 39 )، هذه هي املاكنا وملابسنا فلقد تركتينا عريانيين (أي 1: 21)، وهذا ظهرنا للضاربين وخدنا للناتفين، وجهنا لم نستر عن العار والبصق ( اش 50: 6) . لماذا مازال دم هابيل الى دم زكريا بن برخيا ( مت 23: 35) يصرخ ويُسمع  بين جدرانك القديمة بعمر آشور، ونوح وبكاء وعويل من كل اتجاه، ودموع راحيل جارية أبت أن تنشف وتنشف معها أحزان الثكالى؟ (مت 2:18).

 آه يا هيرودس لو عرفت زمن افتقادك (لو 19: 42)، لتصرفت بشكل مختلف، لسنا مختبئين خلف مآزر من التين (تك3: 7) لكي نخفي حقدنا على أحد، فبيتنا من زجاج وما في قلوبنا تسمعونه من لساننا وتشاهدونه في أفعالنا، فانقض ما طاب لك من هياكل يا هيرودس، فإنها ستبنى في ثلاثة أيام (يو 2: 19 )، لان ذلك الذي كان ميتاً قد وجد جالساً مع المسيح الحي في السماء، ويسكب لنا رائحة الناردين طيبة، بقيمة ثلاثة مئة دينار (مر14: 5 ) فيحضر الوليمة التي وعدنا بها، والتي أعدتها لنا العروس (رؤ22: 17)، ومن له العروس فهو العريس (يو 3: 29 ).

هوذا الصيف اقترب يا نينوى وأوراق التين قد صارت رخصا (مر 13:28)   وهيرودس فيكِ مشغول، يأكل، ويشرب، يتزوج، ويزوج (لو 17:27)، أنتِ لا تعلمين اليوم والساعة ( مر13:35) التي فيها ستزول الأرض والسماء، لو علمت لسهرت معنا أكثر، ولم يتجرأ فيكِ هيرودس على ضرب الغلمان والجواري وتقولين في قلبك سيدهم قد يبطئ (لو12: 45 )!

ها قد أخفيت الحكمة عن الحكماء والفهم عن الفهماء وأعلنت بكل بساطة للأطفال ( مت 11: 25)، فاعلمي يا نينوى إن المدينة التي نبجِّلها ونطلبها، هي التي لم تذبح الأنبياء (مت 23: 30(، قائمة على جبل الرب فلا تختفي (مت 5: 14)، ولا يمكن لأحد أن يطردنا منها.

 هلم أيها السامري الصالح، هلم وضمد جراحاتنا وصب عليها زيتاً وخمراً (لو 10: 34 ) وخذنا على ظهر دابتك إلى حيث يعتنوا فينا بديناري الروح القدس وفي مكان آمن مجاور، فعلى انهار بابل (مز137 : 1 )  امتلكنا الحزن العميق فجلسنا وبكينا عندما جرحنا في بيت احبتنا ( زك 13: 6 (وأحبتنا ساكتين!

استيقظي أيتها الرباب والعود، استيقظي سحراً ( مز 108: 2) واهتفي للرب يا كل الارض (مز 100: 1 ) لأننا سنجتاز معصرة نينوى بنصرة على خطى المصلوب، لان إلهنا مخفي في جسد بشر وقريب منا وواقف على الباب ويقرع (رؤ 3: 20)، وهو قادر على أن يخرج من الآكل أكلاً، ومن الجافي حلاوة (قض 14: 14 ).

  سنجتاز المعصرة يا نينوى وان على ظهورنا حرث الحرّاث، وطوَّلوا أتلامهم (مز129: 3 ) ، سنجتاز المعصرة وان لم يكن من الشعوب والدول أحداً معنا، بعد أن تخاذل الكثيرين في فك أسرنا وحزنا وكفكفة دموعنا، فهذا شاننا نحن "النصارى" مع الألم والضيق، ندخل الى الحياة من باب الموت، من الباب الضيق (مت 7: 13 ) لا من الواسع، فيسلموننا إلى ضيق ويطردوننا ويقتلوننا  ونكون  مبغضين من جميع الأمم لأجل اسم المسيح، وهو قد كلمنا وحذرنا منذ ألفي سنة، من انه سيكون لنا في العالم ضيق (يو16 : 33 ).

ولكن "للرب الأرض " ( 1 كو 10 : 26 ) يا نينوى للرب الأرض وملؤها، ومع يوحنا الذهبي الفم عزائنا ونعيد ما قاله قبل مئات الاعوام للامبراطورة التي أرادت به شراً، فنقول: إن  أحضروا الجلجثة بقربنا، وجعلوها متحركة من مدينة لأخرى،  فان المسيح عزائنا، فقد مات وقام في اليوم الثالث! فأدركنا أن جمعة الآلام العظيمة بكل ثوانيها الثقيلة المرة، سيعقبها أحد القيامة المجيد، وبه نعيش في تجلٍّ دائمٍ.

وان أراد أحد إغراقنا في البحر، فالرب لم يتخلى عن يونان النبي وهو في جوف الحوت، فقادته الى مدينتنا نينوى!

وان اٌلقينا  في نار متقدة بحقد، فشدرخ وميشخ وعبدنغو قد تحملوا نار الأتون سبعة أضعاف أكثر مما كان معتادا أن يُحَمّى (دا3: 19).      

وأيضا يا نينوى، فان وحوشك الضارية لن تضرنا، إن تم رمينا أمامها في جب الأسود، لان دانيال سبقنا في الغلبة عليها (دا6: 16).

وان رجمنا، فإن استفانوس يشرق أمامنا، فقد أنتصر على راجميه بالغفران لهم! (أع7: 59).

أما إذا طلبوا رؤوسنا  لذبحنا، فإن المعمدان يشرق ناصعاً أمامنا!

عريانين يا نينوى خرجنا من بطن أمنا وعريانين نترك لك العالم.

عريانيين يا هيرودس ولدنا وعريانين أخرجتنا من نينوى، الا من ثياب ملتصقة على أجسادنا. 

ارض سدوم ستكون لها حالة أكثر احتمالا يوم الدين لمن عاثوا فيك خراباً ( مت 11: 24 )، لأننا على مثال سيدنا،  لم نعمل ظلمًا، ولم يكن في فمنا غش ( اش  53: 9)، ولم نقاضي أحداً فيها جوراً (مز82: 1 ).

سنرجع إليك يا نينوى، سنرجع، في احد السعانيين، بعد أن نزور مؤقتاً واضطراراً  "بيت عنيا" التي فتحت لنا أبواب بيوتها، مدارسها وكنائسها مع قلوبها، وان لم تتسع لنا أماكنها فسنفترش شوارعها، بأجساد أطفالنا وشيوخنا، ليسهل على ذلك "المغترب لوحده" ان يرانا او يسمع بكاء اطفالنا لكي يرى مآساتنا، فيسير معنا مسافة  "ستين غلوة"، أو لعل ملاكه يدلنا على طريق نهرب به الى مصر، فنبقى هناك الى ان يموت هيرودس (مت2: 13)، نقول لذلك "الغريب" الذي يرافقنا الى عمواس وبقلوب ملتهبة، عما حدث في نينوى، عن ذاك الذي كان مزمعاً ان يفدي الاخرين، ونطلب منه أن يمكث معنا عندما يميل النهار ليحدثنا أكثر بما تحدث به الانبياء!! (لو 24: 13-35 ). 

وأنتِ يا "بيت عنيا" يا من أضفتم أبناء الله في بيوتكم، أضيفوا الغرباء في بيوتكِم واكرموهم ولا تنسوا " إضافة الغرباء لان بها أضاف أناس ملائكة و هم لا يدرون" (عب 13: 2 )، لانهم سيرجعون الى نينوى يوماً ويقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينوه، لانهم قد تابوا بمناداة يونان ( مت 12: 41) ولازالوا يحيون صومه كل عام، وهوذا اعظم من يونان ههنا.

وأنت يا هيرودس، لسنا خونة لامتنا إن لم ندفع لك الجزية، فهذا فلك نوح، الحمام مع الثعابين، ويسكن الذئب مع الخروف، ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل المسمن معاً ( اش11: 6 )، ولكن لنتذكر إن المسيح قد سبقنا ودفع الجزية، درهمين (مت 17: 24 ) وجدها بطرس في فم سمكة، فأدركنا على مثال معلمنا، أن انتماءنا السماوي يجعلنا نطيع ملوك العالم و رؤسائه بروح الوداعة. "الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام" (رو 13: 7)، ولكن أن لم ندفع لك يا هيرودس الجزية، فلأننا أحرار بالمسيح، أعتقنا من الخطيئة، فالعبيد فقط هم تحت الجزية (يش 16: 10)!

هيرودس، هيرودس.... كلما اقترب الملكوت، كلما زادت مقاومتك لأبناء الله، ولكن الحكمة قد بنيت بيتها، نحتت أعمدتها السبع ( أم 9 : 1 ) وهي تقول لك، خذ ما لقيصر فانه لقيصر واترك ما لله، فهو لله ولا يقدر أحد أن يأخذه منا، لأنك لازلت تعتقد إن من يقتلنا يقدم خدمة لله (يو 16: 2 ).

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6001 ثانية