عشتارتيفي كوم- الاناضول/

قال رجل دين مسيحي أردني إن المسيحيين العراقيين الذين جرى تهجيرهم إلى بلاده لن يعودوا للعراق نهائيا.

جاء ذلك حسب حديث خاص لـ"الأناضول" مع الأب علاء علمات، مدير مركز سيدة السلام (مركز مسيحي لذوي الاحتياجات الخاصة) في العاصمة الأردنية عمان، والذي يستضيف في مركزه عشرات المسيحيين العراقيين.

وأضاف الأب علمات أن "المسيحيين الذين لجأوا للأردن مؤخرا يستعدون للهجرة إلى دول أوروبية خلال الشهور القادمة".

ومنذ تهجير مسيحيين من المدن العراقية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (الشهير إعلاميا باسم داعش)، لجأ للأردن نحو 236 مسيحيا حتى الآن بحثا عن الأمن، وهروبا من تنكيل التنظيم، وتمهيدا للهجرة لدول أوروبية، وفقا للأب علمات الذي يتضيف مركزه 86 مسيحيا عراقيا.

ولفت رجل الدين المسيحي الأردني إلى أن إجراءات الهجرة تستلزم 6 أشهر تقريبا، مؤكدا أن الفاتيكان وقع اتفاقيات عديدة مع عدة دول لاستضافة المسيحيين العراقيين.

وأوضح أن الحكومة الأردنية أبدت استعدادها لاستضافة ألف مسيحي للعيش على أراضيها. 

ويقدر عدد الأقلية المسيحية في الأردن بـ 6 % من إجمالي عدد الأردنيين البالغ 7 مليون نسمة يتبعون كنائس عديدة على رأسها الكنيسة الأرثوذكسية أو ما يعرف بالكنيسة "الشرقية".

ويتوزع المسيحيون العراقيون في الأردن على عدة كنائس وأديرة ككنيسة دير اللاتين، شرقي عمان، ومركز سيدة السلام، جنوب، ومؤسسات تابعة لجمعية "الكاريتاس".

وبين علمات أن المركز الذي يديره يقدم خدمات مختلفة للمسيحيين الذين يستضيفهم كالرعاية الطبية والرعاية الخاصة للمعاقين، إضافة الى وجبات طعام وأنشطة ترفيهية مختلفة.

واطلعت الأناضول على أوضاع اللاجئين في مركز "سيدة السلام" الذين رفضوا الحديث للاعلام لأسباب وصفوها بالخاصة، حيث بدت ملامح التعب والحزن على وجوههم بعد تركهم لبيوتهم.

وفيما يقضي الرجال والنساء وقتهم بالحديث عن ذكرياتهم وأموالهم التي تركوها عنوة، ينهمك أطفالهم باللعب في ساحات المركز.

وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، ومدينة برطلة (ذات أغلبية مسيحية)، بمحافظة نينوي (شمال) بعد انسحاب القوات الحكومية والبيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار باتجاه إقليم شمال العراق، حسب بطريرك بابل للكلدان بالعراق والعالم، لويس ساكو، (أهم قيادة مسيحية في العراق).

ومنذ أكثر من شهرين، يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مناطق واسعة في محافظات بشمال وغرب العراق، فيما تقاتل قوات الحكومة المركزية وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) لاستعادة تلك المناطق.