وسط المحنة التي نعيشها اليوم وتعيشها عائلاتنا العزيزة النازحة من
بيوتها وبلداتها كم هي بحاجة الى سامري حنون يمد لها يد العون.
ان القريب ليس فكرة نظريًّة، انما هو واقع ملموس. يريد يسوع ان يقول
لنا من خلال هذا المثل: ان الانسان واحد أيا كان لونه او جنسه او عرقه او دينه. ولا توجد
سوى علاقة واحدة: الله والانسان. وكلمة القريب تعود الى قرّب قربانا. انه
مثال مزدوج: أ وليس يسوع هو السامري؟ أما يقول لوقا: تركه اللصوص
جريحا بين ميت وحي. أليست حالة يسوع على الصليب؟
لوقا يقول للتلاميذ: هذا كان مصير يسوع وهذا عموما مصير التلاميذ.
االشخوص:
الكاهن:
يمثل مرتبة راقية. رمز العبادة كمال الثقافة (فقيه): ينزل، ليس له ردة
فعل كما يريد يسوع. يعبر – يجتاز، لا يريد ان يعرف من هو قريبه، لا يعترف بالأخر.
يعتبر نفسه فوق الكل!
هو واللاوي من نفس الصنف: يقول لوقا: ان المعرفة النظرية لا تنفع شيئا
من دون تطبيق (عمل
praxis). المشكلة التي تصدم أكثر هي ان اللاويين ليس لهم ميراث الا الله: انهم
للخدمة، ولكن اين؟
السامري لا يهتم بمعطيات دينية فقهية، بل يتحرك بسرعة: يأتي، يرى،
تأخذه الشفقة (راحيم
-الوسط يعني الاحشاء). ان الشريعة تقوم على القلب، هذا ما فهمه السامري وليس
على الافكار النظرية. يهتم، يأخذ مسؤولياته. يقول لصاحب الفندق: اعمل
مثلما انا عملت: اعطيتكم قدوة. يعرف كيف يتصرف، ويعطي وقتًا.
التضامن مع انسان محتاج، تعبير عن حب ناضج، يقفز فوق الحواجز.
بالنتيجة المسيحي مدعو للذهاب الى أبعد من خلال:
-القدرة على رؤية النداء الذي يتطلب منه جوابًا سريعًا في الظروف
الصعبة.
-القدرة على الشعور بألم الاخرين في محيطه. لنفكر بالعائلات النازحة من
بلداتها وهي بالآلاف!" كلما فعلتم بأحد اخوتي الصغار فبي قد فعلتموه" 0
متى 25-40)
-الاهتمام، اي الاستعداد لعمل شيء ملموس لتجاوز ظروف الاخر الصعبة
- ادخال اخرين في نفس منطق المحبة والعناية بالمحتاج.