نیچیرڤان بارزاني : لحد الآن لم تبدأ المباحثات الرسمية بين الإقليم وبغداد

عقب الإنتهاء من الزيارة الميدانية نیچیرڤان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان إلى دهوك، والتي جاءت بهدف متابعة أوضاع النازحين في حدود المحافظة، برفقة قباد طالباني نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين بأزمة النازحين، والتي دامت يومين أجرى خلالها سلسلة من الإجتماعات مع المحافظ والمسؤولين الإداريين في محافظة دهوك، عقد نیچیرڤان بارزاني مساء يوم الأثنين 22 أيلول 2014 مؤتمراً صحفياً سلط من خلاله الضوء على نتائج هذه الزيارة كما أجاب على عدد من أسئلة الصحفيين.

زيارة مهمة

أعلن رئيس وزراء إقليم كوردستان؛ أنه زار مدينة دهوك يرافقه وفد حكومي ضم كلا من نائب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، بهدف الإطلاع على أوضاع المحافظة وأشاد بدور الوحدات الإدارية في المحافظة، التي لعبت دورها في إيصال وتقديم الخدمات للنازحين، وقال: نحن في دهوك منذ أيام، وخلال هذه الفترة كنا هنا برفقة السادة نائب رئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء الحكومة، للإطلاع على كيفية أوضاع الأخوات والأخوة الذين جاؤوا من المناطق الأخرى إلى مدينة دهوك ؟.

بداية يسعدني أن أتقدم بالشكر إلى الشعب الكوردي عامةً، الذين هبوا لإغاثة المواطنين المنكوبين في جميع الأماكن، باسمي ونيابة عن رئاسة مجلس الوزراء والأخ قباد طالباني ومجلس الوزراء، نتقدم بالشكر الخاص إلى أهالي محافظة دهوك، الذين قدموا كل ما بوسعهم في ظل هذه الظروف والأوضاع من مساعدات إلى هؤلاء النازحين.

وخلال هذه الايام، إتضح لنا؛ بأن الحجم الحقيقي لكارثة شنگال والمناطق الأخرى من محافظة الموصل، لا شك فاق قدرت وإمكانيات حكومة إقليم كوردستان بكثير. نحن في هذه الظروف ندعو بغداد أن تدخل أكثر داخل هذه المسألة، وبالأخص رئيس الوزراء وندعوه لزيارة محافظة دهوك لكي يطلع عن كثب على حجم هذه الكارثة الإنسانية وكم هي كبيرة ؟. وندعو في الوقت نفسه من سيادة الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية والسيد رئيس البرلمان العراقي إلى زيارة دهوك أيضاً للإطلاع على حقيقة الأوضاع في كوردستان بشكل عام ومدينة دهوك بشكل خاص.

أن إدارة دهوك وسيادة المحافظ لم يذخروا جهداً في إيصال الخدمات للنازحين والمنكوبين داخل محافظة دهوك، أثمن جهود جميع الهيئات والفرق الإدارية، الذين تمكنوا خلال هذه الفترة من مساعدة النازحين في دهوك، هذا فضلاً عن أهالي هذه المحافظة، الذين لم يذخروا سعياً أيضاً في هذا المجال، نحن نقدر موقفهم هذا ونكن لهم كل الإحترام والتقدير.

خلال اليومين الماضيين، تحدثنا بشكل عام بخصوص قطاع التربية والتعليم والقطاع الأمني ومسألة الماء والصحة، وبحثنا بشكل موسع المعوقات، لا شك أننا سنقوم بتنفيذ ما يتوجب علينا لمساعدة محافظة دهوك.

ان ما نعتبره مهما بالنسبة لنا، وقمنا اليوم بتسليط الضوء بشكل كامل عليه؛ هو قضية المدارس، حيث توجد حالياً ما يقارب الـ 450 ـ 460 مدرسة يسكنها النازحون، أن ما يهمنا هو كيفية إعادة هؤلاء الأطفال إلى مدارسهم والبدء بالدراسة، إسمحوا لي أن أتقدم مرة ثانية بالشكر والإمتنان لمدى صبر وتحمل مواطني مدينة دهوك المحترمين، هؤلاء الذين لحد الآن أطفالهم لم يذهبوا إلى المدارس، ولكن ماهو مهم أن نعلمه، هو أننا كحكومة إقليم كوردستان جادون في إعادة هؤلاء الأطفال إلى مدارسهم، وأتقدم بالشكر الجزيل لهؤلاء المواطنين الذين يتفهمون ظروف مدينتهم وإقليم كوردستان بشكل عام، ويأخذون بنظر الإعتبار هذه الأوضاع.

خلال زيارتنا إلى دهوك، كانت هنالك العديد من الإجراءات المالية، وقام السيد وزير المالية بتنفيذها، كان هنالك عدد من المسائل الصحية، وقام بتنفيذها السيد وزير الصحة، والعديد من المسائل الأخرى مثل التربية والشرطة والأمن، هذا بالاضافة إلى مسألة إعداد وبناء المعسرات والمخيمات الخاصة للنازحين، علماً أن السيد وزير البلديات بصدد العمل فيها. ولا شك بأننا سنستمر في الإسراع في بناء وتشييد معسكرات النازحين، من أجل إسكان هؤلاء النازحين فيها وإخلاء المدارس، لإستئناف الدراسة.

عملية التعليم في شنگال

أشار رئيس الوزراء أنه خلال إجتماع عقده مع مدراء التربية في دهوك وشنگال، جرى الحديث عن وجود أكثر من (31000) طالب في المنطقة، وجدد التأكيد أيضاً على أن ما يهم حكومة الإقليم هو عودة هؤلاء الطلبة إلى المدارس، وأعلن أن المعسكرات الجديدة تحتوي على مدارس خاصة بها. داعياً أساتذة شنگال للعودة إلى المعسكرات والبدء بعملية التدريس وإلقاء المحاضرات، وأضاف قائلاً : أعتقد أن هذه المسألة تحتاج إلى وقت، وباعتقادي أننا سنحتاج إلى شهرين من الزمن لعودة هؤلاء التلاميذ والطلبة للدراسة.

بغداد والإقليم وقضية الموازنة

أعرب نیچیرڤان بارزاني عن أمله أن يتوصل إقليم كوردستان وبغداد إلى تفاهم مشترك حول قضية الموازنة وحصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة العراقية، وأوضح أنه لحد الآن لم تبدأ المباحثات الرسمية بين الإقليم وبغداد، وأن د. روز نوري شاويس وحده ذهب إلى بغداد وإجتمع هناك مع السيد رئيس الوزراء ووزير النفط، معرباً عن أمله بمعالجة هذه المسألة.

وأضاف قائلاً: بمشاركتنا في الحكومة العراقية، منحنا بغداد فرصة أخرى لمعالجة هذه المعوقات الموجودة بيننا في إطار الدسور العراقي، والآن أيضاً ماضون على ضوء تلك السياسة، ونتمنى أن نتوصل إلى حل، أن المسألة ليست شخصية بالنسبة لنا، وبموجب الدستور الآن إقليم كوردستان جزءاً من العراق وأن مطاليب الإقليم من السيد حيدر العبادي كرئيس لوزراء العراق، هي مطاليب دستورية وينبغي تنفيذها. نحن كاقليم كوردستان ما هو علينا، ولكي لا يقع اللوم علينا، مستعدون للتنسيق وسنمنح هذه الفرصة للسيد عبادي أيضاً، ونأمل أن نتوصل إلى حلول لمعالجة هذه المشاكل.

قضية كوباني

تحدث السيد رئيس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي عن قضية كوباني، وقال أن هذه القضية ليست مهمة بالنسبة لهذه المنطقة فقط، وإنما ضرورية للشعب الكوردي ككل، وتعتبر مثالاً آخراً للأعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي ضد الشعب الكوردي. وفي الوقت نفسه أدان باسم الحكومة هذه الأعمال، وسلط الضوء على مسألة مساعدة هذه المنطقة من قبل إقليم كوردستان، وأوضح أنه ليس من السهل إرسال قوات إلى هذه المنطقة ومن الناحية الجيوغرافية فهو أمر غير ممكن. وقال أننا كحكومة إقليم كوردستان وجميع الأحزاب السياسية سوف نعمل ما بوسعنا ولن نذخر سعياً في هذا المجال.

الكارثة كبيرة

جدد السيد نیچیرڤان بارزاني على أن ما يحدث في دهوك يعتبر كارثة كبيرة وفي حال إهمالها ستكون هذه الكارثة أكبر، وقال: جميع محاولاتنا هي لمعالجة هذه القضية مع بغداد وهذا بالنسبة لنا من الأولويات. من المهم أن تتفهم بغداد بأن دهوك تمر اليوم بظروف صعبة للغاية والتي خرجت عن إطار إمكانيات حكومة إقليم كوردستان، وفي حال حدوث مثل هذه الكارثة في أي مكان من العالم ستكون الحكومة المركزية المسؤولة الأولى عن معالجة هذه المسألة.

أنا أدعو بغداد مرة أخرى للعمل بشكل أكثر جدية بهذا الخصوص، لأن الكارثة كبيرة جداً، ونرجو أن تتدخل بغداد في هذه المسألة والقيام بزيارة على مستوى رفيع إلى هذه المحافظة. وأدعو كلاً من السادة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والبرلمان للإطلاع عن كثب على هذه الأوضاع، لأن إقليم كوردستان هو جزء من العراق؛ بموجب الدستور.

عائدات النفظ لم تذهب إلى بغداد

نفى رئيس الوزراء بأن تكون عائدات مبيعات نفط إقليم كوردستان وصلت بغداد من تركيا، وأوضح أن هذه العائدات هي في حوزتنا ولا تكفي لسد إحتياجات مصاريف إقليم كوردستان، وأن إقليم كوردستان مصر لحد الآن على أساس أن تكون نسبة 17٪ من عائدات النفط لإقليم كوردستان وأن نسبة 83٪ حصة بغداد، وأضاف: ليس لدينا إعتراض على هذه النسبة، ولكن ما نطالب به هو نسبة الـ 17٪ الحقيقية، لأنه لحد الآن لم نستلم هذه النسبة من بغداد.

تحرير الأسرى الأتراك في الموصل

أعرب ريس الوزراء عن سعادته بتحرير أسرى القنصلية التركية في الموصل، الذين عادوا بعد فترة طويلة لعوائلهم وذويهم، وجدد التأكيد على أن حكومة إقليم كوردستان سعيدة بتحريرهم، ولكن لم يكون لها أي دور في تحريرهم.

وقال في الوقت نفسه: نحن لا نصدق أبداً ان تكون تركيا قد ساعدت داعش ضد إقليم كوردستان، وهذا غير صحيح، وأن تركيا بالنسبة لنا جارة مهمة وفي الكثير من الأحيان، وخلال الأيام الصعبة كانت واحدة من تلك الدول التي ساعدت إقليم كوردستان، ونأمل أن تتقدم علاقاتنا بشكل أفضل.

مساعدة النازحين

بخصوص تقديم حكومة إقليم كوردستان المساعدات المالية للنازحين، جدد رئيس الوزراء التأكيد على أن حكومة الإقليم مصرة على تنفيذ هذا القرار، وأن القرار كان صائباً وفي محله، وأن هذه المساعدات المالية ستصل جميع النازحين.

حرب البيشمركة وداعش

أكد نیچیرڤان بارزاني على أن قوات البيشمركة كانت منذ بداية حرب داعش في الخطوط الدفاعية، وعقب هجوم داعش على إقليم كوردستان، فرضت هذه الحرب على إقليم كوردستان، وقال: أن مسألة داعش ليست لها علاقة فقط باقليم كوردستان، بل أصبحت قضية عالمية، واليوم نحن بحاجة إلى حليف جدي في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، ليس فقط من ناحية التسليح، وإنما من جميع النواحي. صحيح، أن المعارك المسلحة تعتبر جزءاً من تلك الستراتيجية، ولو أمعنا النظر اليوم، فسنجد أن مبادرة المعارك قد خرجت من أيديهم. صحيح أن قوات البيشمركة قبل فترة من الآن تعرضت إلى عدد من المشاكل والمعوقات، ولكن البيشمركة تسيطر حالياً على تلك المناطق، وأن زمام الأمور الآن بأيدي البيشمركة من جلولاء وحتى زمار وربيعة.

دور الحكومة العراقية في مساعدة النازحين

أشار رئيس الوزراء خلال حديثه على أن الحكومة العراقية في بداية الكارثة قامت بارسال جزء من المساعدات، ولكن حجم الكارثة كبير جداً، وأوضح أن المرسوم الخاص بتخصيص المبالغ المالية لبناء المعسكرات للنازحين كان قد وصل إقليم كوردستان، ولكن المبالغ لم تصل فعلياً إلى محافظة دهوك، كما اعلن ان الحكومة العراقية نفسها قامت بتشكيل لجنة وأن كلاً من محافظ دهوك وأربيل والسليمانية هم أعضاء في هذه اللجنة، بالاضافة إلى وكيل وزارة الهجرة والمهجرين وأحد المدراء العامون، وقال: نأمل الإسراع في البدء بهذا التنفيذ، والأهم بالنسبة لنا أن يعلم جميع العالم بان كارثة كبيرة تحدث في محافظة دهوك. للعلم أن أن مبلغ المليون دينار الذي يجرى الحديث عنه، والذي تم توزيعه على النازحين من قبل الحكومة العراقية، وأن حكومة إقليم كوردستان لم تشارك في عملية التوزيع.

معالجة المشاكل مع بغداد

كشف رئيس الوزراء أنه بعث رسالة إلى حيدر عبادي رئيس الوزراء العراقي، تحدث فيها عن المشاكل بين إقليم كوردستان وبغداد، وطلب المساعدة من بغداد، وقال: طلبت منهم قبول زيارة وفد من حكومة إقليم كوردستان إلى بغداد، وننتظر جواب السيد رئيس الوزراء، وبعدها سنقرر من سيذهب وكيف سيكون الوفد.

الشفافية في مسألة تصدير النفط

أوضح نیچیرڤان بارزاني أن إقليم كوردستان يجدد دائماً التأكيد على مسألة الشفافية فيما يخص مسألة تصدير النفط، كما نوه إلى أن حكومة الإقليم ليست لديها أية مشكلة بخصوص عملية العقود والبيع وتسعيرة البيع، وليس لديها أي إعتراض على مشاركة شركة تسويق النفط الوطنية (سومو) معها، وقال: نحن كحكومة الإقليم نرغب أن نتوصل إلى إتفاق، وهذا من مصلحتنا ومصلحتهم أيضاً، ولو كان هنالك من سبيل فيه إستفادتنا والحكومة العراقية بشكل مشترك، فنحن على إستعداد لإتخاذه، ولكن لا شك أننا لن نقبل أبداً أن تكون السيطرة على العملية من قبل بغداد فقط، منوهاً إلى أن السيد عادل عبدالمهدي وزير النفط العراقي الحالي، هو أحد أصدقاء كوردستان القدامى، وحالياً باعتباره وزيراً للنفط، فهذا الأمر يمنح الامل لإقليم كوردستان في معالجة مشاكل النفط مع العراق.

رواتب موظفي إقليم كوردستان

أشاد رئيس الوزراء بدور شعب إقليم كوردستان في الإلتزام بالتهدئة بخصوص تأخير الرواتب، عقب قطعها من قبل حكومة بغداد، وجدد التأكيد على أن هذا الموقف محل فخرنا. كما قال أيضاً: على أي حال، تمكننا من منح الرواتب، على الرغم من تعرضها إلى معوقات كثيرة لا تحصى، كما أدى هذا الإجراء إلى زيادة ثقل أعباء الحكومة، ولكن سنقوم ببذل كافة الجهود والمحاولات من أجل معالجة هذه المعوقات، وباعتقادي لو لم تكون هنالك مسألة داعش، كنا نتطلع إلى معالجة هذه المشكلة منذ شهر آب/ أغسطس، ولكن مسألة إحتلال الموصل وهجمات داعش على إقليم كوردستان، أدت إلى تأخير هذا الموضوع. كما جدد التأكيد على أن حكومة إقليم كوردستان ستعالج هذه المسألة عاجلاً أم آجلاً.

تصفية مناصب الكورد في بغداد

أكد السيد نیچیرڤان بارزاني أن المهم بالنسبة للكورد هو ان الوزارات التي سيشغلها الكورد، يجب أن تكون لجميع الجهات السياسية المشاركة في الحكومة حصة في هذه الوزارات، وأن وحدة الصف الكوردي أهم بكثير من ذهاب الكورد إلى بغداد والمشاركة في الحكومة، لأنه قد يؤدي إلى إحتجاج حزب ما. وقال أيضاً: ينبغي علينا جميعاً المشاركة سويةً، ولكن بشرط أن لا تؤثر هذه المشاركة على وحدة الصف الكوردي، وبعكس ذلك فأن الأمر مرفوض ولا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال. كما أننا لا نعلم كيف تم تقسيم هذه الوزارات، ولا شك باننا سنناقش هذا الأمر، وأود أن يطمئن شعب إقليم كوردستان بأن رواتبهم لن تفوت أبداً، ولكن نعم تأخرت، ونحن كحكومة إقليم كوردستان سندفع لهم ما لدينا من رواتب، ولكن بكل تأكيد فان راتب أي موظف حكومي مضمون ولن يفوت وبكل تاكيد سيحصل عليها كاملةً.

نفي إرسال البيشمركة إلى كوباني

وفي ختام المؤتمر الصحفي، جدد رئيس الوزراء على أن البيشمركة لم يتم إرسالها إلى كوباني حالياً، وفي حال وجود مثل هذا الطلب، فان حكومة إقليم كوردستان ستبحث هذا الأمر بشكل جدي.