قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش      تعرض الأسقف مار ماري عمانوئيل للطعن داخل كنيسة في استراليا      كنيسة ماريوسف تحتفل برسامة شمامسة وشماسات من أبناء خورنتها / الشيخان      المدير العام للدراسة السريانية يقدم التهاني لمعالي وزير التربية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل مجموعة من الشباب القادم من ‏أمريكا الشماليّة وأوروبا وأستراليا لزيارة بلدهم الأم      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس ربان بويه كنيسة الشهداء شقلاوة      كاتدرائية طاهرة بغديدي تحتفي ب ( 195 ) متناولا      البطريرك ساكو يحتفل بقداس الشكر في بغداد      نيجيرفان بارزاني: ندعم زيارة السوداني لأميركا دعماً كاملاً      3 ألقاب على المحك.. غوارديولا يكشف فرص مانشستر سيتي      حقوق الإنسان النيابية تزيح النقاب عن "ثغرة" لإدخال المخدرات إلى العراق      زيارة السوداني لواشنطن فرصة لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان      أمراض العيون.. أعراض تنذر بالإصابة بالخرف قبل سنوات من التشخيص      يعيشون بمنزل واحد.. العراق بمرتبة متقدمة عالميًا وعربيًا بمتوسط عدد أفراد الأسرة      جوتيريش يدعو دول الشرق الأوسط للتراجع عن "حافة الهاوية"      88 تهمة بـ4 محاكمات جنائية تنتظر ترامب ابتداء من اليوم      البابا يعرب عن قلقه حيال آخر التطورات في الشرق الأوسط ويطلق نداء جديداً من أجل السلام      قراصنة فولت تايفون.. كابوس صيني يهدد الولايات المتحدة
| مشاهدات : 1412 | مشاركات: 0 | 2014-10-29 11:30:50 |

غبطة البطريرك ساكو: ترتيب البيت الكلدانيّ مسؤوليّةُ الجميع


عشتارتيفي كوم- البطريركية الكلدانية/

اسلوبي شخصانيٌّ وتلقائيٌّ،  قد  يجد فيه البعضُ شيئاً  من القساوة، أقرّ بها، وطبعي  سريعُ  الانفعال خصوصًا  امام التركةِ الثقيلةِ التي ورثتُها، والاحداث المتسارعة التي لا تُتيح مجالاً للتفكير والتخطيط، ورغبتي الصادقة في ترتيب الكنيسة واستعادة دورها وهيبتها، وخدمة الناس بأفضل ما لديّ.  احّس انها دعوتي ورسالتي " الان وهنا". عمومًا  ألجأ الى أُسلوب الكتابة لأني  أَجدُه  اقرب  وسيلةٍ للتوجيه والتوعيّة والتنشئة، واعدّه فرصةً لي، ولمن اتوجه اليهم للتعمق والتقييم والتجديد. وعادةً قبل النشر،  أرسل ما أكتبه الى اشخاص مختلفين لإبداء الرأي  وأغيّر ما يَلزم تغيرُه!

الكنيسة هي التي "يقيمها يسوع"  لتنقل كلمته " انجيله"، وتخدم بثقة وتواضع، وتجرّد وسخاء. الكنيسة ليست ملكوت الله، فالملكوت هو المسيح، لكنها المكان الخاص والامثل الذي فيه يتجلى  المسيح لنا. ولكي يتمَّ هذا التجليّ عليها ان تعيش  ما يطلبه يسوع  من قواعد اخلاقيّة وسلوكيّة دقيقة جداً ( طالعوا  التطويبات وما يليها في  انجيل متى الفصول 5-7).

الكنيسة بطبيعتها ومنظورها اللاهوتي، منفتحة على جميع  الامم  والاجناس والثقافات واللّغات والمستجدات، ولا يمكن لها ان تنغلق على نفسها وتنزع الى التشدد  والتصلّب في الرأي، والرجعيّة وتعزل نفسها. آنذاك لا تسمى كنيسة، بل بدعة،  لان الكنيسة مرسلة الى الجميع.

نحن كنيسة كلدانيّة كاثوليكيّة، جماعةٌ منفتحةٌ نسعى ان نعكس شهادة مسيحيّة مؤثرة، وان نُعطي المسيح الموقع الاول جداّ، ونشهد لحياته ورسالته، ونجيب الى حاجات الجماعة بشكلٍ يتلاءم مع واقعهم  ( مراجعة رسالتنا الراعوية: الكنيسة الكلدانيةّ بين الواقع والطموح، بغداد 2014).  

كنيستنا كان لها دور الريادة  في الانفتاح والمثاقفة والمناداة بإيمانها  (Kerygma) علنيّة وبقوّة،  ونقلته الى شعوب عديدة في بلدان الخليج وايران وتركيا  وافغانستان والهند والفيليبين والصين!   لذا لا يمكن لكنيستنا المجيدة ان تكون قوميّة منغلقة بالمعنى الذي يسوقه البعض  الذين ينادون بـِ " كنيسة  على حدة" خارج الحدود البطريركية! هذا محضُ وهمٍ!

الكنيسة مؤسسة الهيّة وبشريّة، فبقدر ما ترتقي الى الالهي بقدر ذلك تكون محميّة  ونبويّة ومتجددة، وبقدر ما تبقى تراوح بقرب ما هو فقط بشري، تضعف هويتُها فتستحيل إلى نوع من المؤسسة  الادارية!

منذ عقود وبسبب الظروف السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة المتسارعة، والتنشئة الضعيفة والفردانيّة، عند شريحةٍ من رجال الاكليروس، وجهل القوانين وفن الادارة وقلب الادوار، وضعف الروح القيادية  leadership)) والهجرة،  قابلها في الغالب، عدم وجود فكرٍ علمانيٍّ مسيحيٍّ متأصلٍ وملتزم، فكانت من ثم لا مبالاة نَكاد نُسمّيها لا مبالاة لدى عامة المؤمنين؛ كل هذا أدّى إلى نوع من الفوضى والضبابيّة واللامركزيّة.

من افرازات هذا الواقعغياب المتابعة الماليّة المهنيّة، ومن ثم تجاوزات  تسهل ملاحظتُها، بل سرقات مكشوفة!.  وباستثناء بيوت العبادة، لم يكن ثمّة مؤسسات ومراكز كنسيّة تُذكر، ولا كيانات للعلمانيين المؤمنين الملتزمين التي دعا إليها المجمع الفاتيكاني الثانيوفي ظل الظروف المتشابكة إياها افتقد البيت الكلداني، كنسيّا: مركزيّته ووحدته وقوته وحماسته وتجدده وعلمانيًّا، الفكر السياسي الأصيل المتجذر، وقلـّما ظهرت زعامات علمانية سياسية كلدانيّة. وبالتالي، لم تكن ثمة لا خطة تحليل ولا خطّ يرسم المسيرة، مما أثقل كاهل الكنيسة وإدارتها، واختلطت امام الزعامات الدينيّة المسيحيّة عمومًا وأمام شعبِها، العناصر الروحيّة بالعناصر المدنية، بتأثير فكريّ واجتماعي لنفوذ المحيط الغالب من الداخل والخارج!  لربما قد نبقى " البقية الباقيّة" في العراق، لذلك  ينبغي ان نعمق مفهوم  " البقية" كما هو في الكتاب المقدس لنلعب دورنا  الفريد  في الكنيسة والمجتمع، فوعد الله قائم وهو امين! ومطلوب منا  جميعًا: الثبات والامانة والاصالة والمشاركة  في بناء الجماعة  كلُ واحد بحسب موهبته.

كان لا بد في هذا التقديم لرسم صورة حال نراها واقعيّة، بالرغم من انها تبدو  مظلمة، إلا أنها لا يمكن أن تمنعنا، من روح الرجاء الراسخ، بمسيرة الحياة إلى الامام، وسنّة التقدم المطلوب، ولا تمنعنا من أن نؤكد أن هناك علامات مضيئة واسباب أمل كبيرة  في النفق. أجل لا خوف من  كشف مواطن الخلل و"نشر الغسيلبحجة أنه يكشف ويعرّف ويشوّه، بل على العكس نشره ينشّط الذاكرة ويدفع الى توعيّة اكبر بالمسؤولية ويمهّد سبيل البحثً عن حلول. البابا بندكتُس السادس عشر دعا الى كشف الحقائق وليس طيّها أو تركها مبهمة

اما موقع البطريركية وبالتصميم الراعوي الروحي الذي انطلق فيه، فلا تضادّ فيه، إنما يتابع المستجدات، ينشر الوعي ويوضح  ما يقتضي توضيحه، من جهة، أو  يترفع بما يراه من صمت بليغ عن المماحكات الجانبية والكتابات الهابطة!

المشاكل لابدّ منها، ولكني لا أخفيكم، فبفضل الايمان المتوارث والمصان بدم ابائنا والى اليوم، وشهادة حياة العديد من اعضاء الاكليروس والمؤمنين البسطاء، فإن كنيستنا المشرقيّة الكلدانيّة العريقة، هي كنيسة لديها الأقلّ من المشاكل.

  أما موضوع الكهنة " الدوارين" خارج نظام ديرهم أو أبرشيتهم، فقد سبق واتخذ قرار واضح بهذا الشأن، في سينودس 5-10 حزيران 2013وهناك قوانين اخرى وسياقات تُنظم هذه الحالات، وهي سياجٌ واقٍ لهمما طلبته من الرهبان والكهنة هؤلاء هو العودة لتطبيع وضعهم قانونيا ورهبانيا، وهذا ما أكدناه بوضوح ومحبة أبوية في رسالة الدعوة التي سبقت المرسوم، ويبقى الباب مفتوحًا أمامهم، وتبقى البطريركيّة  امّ منفتحة للتنسيق مع الابرشيات والرهبانيات الراغبة في الوحدة والشركة!  ما حصل مؤسف ومرٌّ! هذا الاجراء جاء  لتفادي اقدام كهنة أخرين  من العراق والابرشيات المجاورة بسبب الظروف الحاليّة على الهجرة مع عائلاتهم الى الغرب!

إننا نحترم غيرة الذين يكتبون، منطلقين  من أنهم يكتبون بحسن نيّة، لكنهم للأسف غالبًا ما يكونون بعيدين عن معرفة الوقائع والسياقات ذات الصلةفلا يعرفون على سبيل المثال لا الحصر، ما حصل في السينودس الانتخابي البطريركي، من الذي تنازل، ولمن اولا، ومن انسحب، وكيف بالتالي تمت الانتخابات؟ فلا مساومات، حاشا، ولا صفقات، هذا كلام غير مسؤول،  وهو من افرازات المقاهي الالكترونية، التي لعلها ضريبة المواقع التي لا يسعها إلا أن تخلط في نتاجها  المنشور الغث بالسمين،  نؤكد انها لن تشوّش علينا ولا تثبط عزيمتنا، كما ان الكتابات المادحة لا تغير قناعتنا والتزامنا. الكتابة فن وذوق واخلاق، كما قال أحد الكتاب الرزينين. وعندما  تنجلي المواقف على وضعها النهائي، لا بدّ وأن ثمة حقائق، سنجعلها ترى النور بإذن الرب.

 اننا مع مصّف الاساقفة الاجلاء في السينودس ومع  نخبة من الخبراء العلمانيين سنضع رويداً رويداً، قاعدة واضحة وقويّة  تكون بمثابة خارطة طريق لإنهاض كنيستنا، وكنّا في السينودس الماضي قد شكّلنا لجنة للقيام بذلك، وننتظر تحديد اللقاء وترتيب جدول الاعمال.  ومن بين اولوياتنا  الاهتمام بتنشئة الكهنة والرهبان والراهبات تنشئة قوية،" تنشئة قلبهم" بما يلزم من روحانية  وصلاة وفضائل وثقافة واندفاع  والتحام كفريق عمل ورسالة وشهادة  لئلا  يتركوا شيئا  يخنق دعوتهم.  كما اننا سوف نؤسس الرابطة الكلدانيّة العالميّة من اشخاص" عقلاء" مخلصين امناء لكنيستهم، ومقتدرين وملتزمين.  لقد حال دون تحقيقها التسونامي الذي ضرب الموصل وبلدات سهل نينوى، فانشغلنا باستقبال العائلات النازحة ومساعدتها والدفاع عنها، وسند ايمانها  ورجائها. وليس صحيحًا ان الكنيسة بقيت مكتوفة الايدي!

في الختام، واضعين رجاءنا الوطيد بالرب الذي سيبقى دائمًا مع كنيسته وشعبها وهو لن يُخيّب رجاءنا، فالروح" المعزيّ" حاضرٌ في الكنيسة يوحِّدها ويسندها ويقويها. لذا نؤكد ألا خوف على الكنيسة الكلدانيّةإنها دائبة على تنظيف بيتها من كل ما يلزم تنظيفه، وإنها، خلافًا لما يتطيّر به المتشائمون، ماضيّة في القيامة والحياة والتجدّد، كما هو شعارها فتكون كنيسة موحدة وقوية ومتجددة وشاهدة. هذه القناعة ليست حنينًا الى عهد مفقود، انما هي هتافُ ثقة  ورجاء في هذا الطريق  الصعب والطويل!

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6310 ثانية