طيلة الفترة المنصرمة كنتُ متابعاً ومتفرجاً ليس ألا، لما آلت إليه الأحداث المؤلمة في جسم "الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية" كما سماها (وهي كذلك) غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في رسالته الأخيرة: "ترتيب البيت الكلداني مسؤولية الجميع" والتي نشرت عبر موقع "البطريركية الكلدانية" ... لذا تراني ومن موقع هذه المسؤولية متكلماً ومتساءلاً وبأختصار شديد، عبر النقاط التالية:
أولاً: يحلو ويطيب لي أن اسمي كنيستي بـ (كنيسة المشرق "الكلدانية") في وضعها الآني، ومستقبلاً سأكتفي بـ "كنيسة المشرق" فقط، إيماناً مني وأملاً في وحدة كنائسها الشقيقة (دون أنصهار أو ذوبان الواحدة في الأخرى).
ثانياً: يروق لي أن أتساءل اليوم: هل عاشت كنيستي في العراق "بعد سقوط الموصل" هذا الحدث كما كان يجب عليها، أم تخاذلت في أدائها ودورها ..!؟ وما أقصده بـ "الكنيسة" هو الأكليروس بجميع درجاته، والشعب المسيحي المؤمن كُلٌه. فمن الخطأ بل وكل الخطأ أعتبار "الكنيسة" مكونة من السلطات الدينية فقط، بل يشمل جميع المسيحيين بلا استثناء، وجميع الطوائف والكنائس الشقيقة في العراق بلا تمييز.
ثالثاً: إن قراءتي لما عاشته وتعيشه "الكنيسة" في هذه الأيام، تنصب في "فحص الضمير" في حُلوه وفي مُرّه، وفي "علامات الأزمنة" لواقع اليوم. فالله يخاطبنا عبر الأحداث، وينتظر من الجميع "الكنيسة – شعب الله المؤمن" كيفية التفاعل معها. فماذا يريد الله أن يقوله لنا .. !؟ وكيف تجاوبنا وسنتجاوب مع صوت الله .. !؟ "من كان له أذنان ، فليسمع ما يقول الروح للكنيسة" (رؤ 2 : 7).
رابعاً: لذا كان لابد لنا من معالجة حقيقية وفهم موضوعي لهذه "الأحداث" المريرة والمتشابكة التي تمر بها "الكنيسة" عموماً و "الكنيسة الكلدانية" خصوصاً بالمقاربة Approche وليس بالمفارقة Paradoxe، مُحاولين بـ "الأتضاع" ومُطالبين بـ "الأصرار" وبهمّة الجميع من قمة الهرم إلى القاعدة، بالأتزان المنفتح والتمسك بالحقيقي ونبذ الباطل.
خامساً واخيراً: أطالبُ الجميع - بلا أستثناء – التروّي والهدوء دون أنفعالات ومؤثرات "الريح الصفراء"، داعين وملتمسين سكنى وسكينة "الروح القدس" في قلوبنا وفكرنا وكلامنا بالسلوك والتصرفات، وتفعيلها بكل حكمة وفطنة. لذا فليحّل علينا "سلام المسيح" من جديد في كل تجديدِ "شكرٍ" للرب يسوع من على مذبحه الطاهر. متحدين مع بعضنا البعض، حاملين مشاعل "الصليب" و "نوره العجيب" في معركتنا مع "الروح الشريرة" في عالمنا اليوم، وليس مع بعضنا البعض.
ليبارككم الرب بما فيه الخير الأسمى للجميع .. آميــــــــــن
أخوكم / نبيل جميل سليمان
كندا – فانكوفر
30-10-2014