أود أن أوضح أولا إن البون شاسع بين حالة شبيبة كنيسة مار ميخا في سان دييكو وبين توجهات المطران سرهد وجماعته، لأن الشبيبة لم تتصرف بشكل فردي بل إستشارت بعض المخلصين ورفعت قضيتها الى سيدنا البطريرك ساكو والى السفير البابوي في واشنطن والى عدد من الأساقفة والأباء الأفاضل وأظهروا طاعة كاملة لكل ما جاء إليهم من فروض للطاعة من قبل سيدنا البطريرك وعدد من مسؤولي كنيستنا، ولنتابع المسار الذي إتخذوه مقارنة بمسار المطران سرهد الذي ذكرناه في القسم الرابع:

-          تخلت الشبيبة عن فكرة المظاهرات إستجابة لأمر من سيدنا البطريرك ساكو والأركذياقون صبري قجبو وأخرين

-          صلت الشبيبة وصامت بناءَا على أمر من سيدنا البطريرك ساكو الذي صام وصلى معهم لحلحلة الموقف

-          تخلت الشبيبة عن فكرة الحديث عن مشكلتهم الى الإعلام والتصريح لقنوات التلفزيون إستجابة لرغبة سيدنا البطريرك ولرغبة عدد من أبائنا الأفاضل

-          توقفت الشبيبة عن جمع التواقيع من المؤمنين لدعم قضيتهم أمام المراجع الكنسية رغم إن المئات وقعوا لهم فعلا،  وطلبَ المئات أن يُوقعوا لصالحهم

-          طلب منهم سيدنا  البطريرك أن يصبروا وأن لا يتخلوا عن كنيستهم فأطاعوا رغم إنهم كانوا يرون بأعينهم ويسمعون بأذانهم إستصغار الطرف المعادي لهم وهم في داخل الكنيسة وأثناء القداديس

-          طلب منهم سيدنا البطريرك أن يتحملوا من أجل صالح الكنيسة فتحملوا  الكثير من الإعتداءات والتصريحات مثل تصريح المطران سرهد ضدهم: "إنهم ذباب وأستطيع سحقهم بضربة واحدة!" وتهديد القس بيتر لرئيس الجوقات عندما قال: "سأسحق رأسه بالقندرة!" لاحظ عزيزي القاريء الكلمات المسيحية (الراقية) التي يستعملها المطران وجماعته!

-          لم يكتبوا في المواقع الإلكترونية عن مشكلتهم وإقتصرت كتابتهم في صفحتهم على الفيس بوك وحتى عندما طلبوا من الكُتاب الكلدانيين ليكتبوا عن مشكلتهم لم يجدوا فيهم رجلا يقف مع الحق ما عدا واحد فقط!

-          أبقوا بابهم مفتوحا أمام كل المخلصين وإستفادوا من كل النصائح التي قُدمت لهم.

لنقارن عقلانية الشبيبة وإيمانهم وطاعتهم وسلوكهم مع ما قام به المطرانان سرهد وباوي والكهنة والرهبان من سلوك تجاه مرسوم سيدنا البطريرك.

-          الكهنة والرهبان المطلوب عودتهم مع المطرانين سرهد وباوي رفضوا الطاعة لأحد غير أنفسهم ورغباتهم فلم يقبلوا حتى الإستماع الى نصائح الكهنة الشرفاء الذين لم يسلموا من غضبهم فتم أيقافهم عن الخدمة وتم طرد بعضهم من أماكن سكناهم دون وجه حق فإضطروا للسكن مع أفراد عوائلهم!

-          كرسوا موقع كلدايا نت للتعرض لسيدنا البطريرك ساكو بكل ما هو غير مناسب من كلمات وإنتقادات

-          حاولوا جمع التواقيع من بعض المتعاطفين معهم وفشلوا

-          لم يكتفوا بعدم الطاعة لمرسوم البطريرك بل إنهم أعادوا الى الخدمة الكاهنين الموقوفين فارس وفريد بعد توقف عن الخدمة زاد على السنة في تحدِّ واضح لسيدنا البطريرك ساكو

-          واحدة من النقاط التي روجوها بين المؤمنين في كرازاتهم هي: "أين نرجع؟ هل بقي لنا أحد في العراق حتى نذهب ونخدمه؟ حتى قرانا لم يبق فيها أحد! فالناس يهربون من تلسقف وبغديدي وتلكيف وغيرها! ليس من مكان نبني فيه بابل المقدسة غير سان دييكو. فلماذا إصرار سيدنا البطريرك على عودة الكهنة والرهبان!؟

-          إستعمال كلمات نابية ضد سيدنا البطريرك في أحاديثهم الخاصة مع بعض المؤمنين المقربين منهم وبعض أولئك المؤمنين يفضحون ما يسمعونه لأخرين

-          كرزوا في القداديس بأن أبرشية مار بطرس في غرب أميركا لا تخصع للبطريرك بشيء والجانب الوحيد الذي تخضع فيه له هو الطقس الكلداني فقط! وليتهم لم يقولوا ذلك لأنهم ورطوا أنفسهم أمام الرب وأمام المؤمنين بمشكلة أكبر، لأن المطران سرهد لم يدرب أحدا من الكهنة والشمامسة على الطقس الموحد الواجب تطبيقه بعد أيام بل سيستمر بطقسه الخاص به وهو يُروج بين المؤمنين بأنه لن يُطبق الطقس الموحد لأن الفاتيكان أرسلت له نسخة من الطقس المُوحد الجديد لأبداء رأيه به بإعتباره مُتخصصا في الطقس الكلداني! وإن الطقس الموحد لا يحمل مصادقة سيدنا البابا! لاحظوا عملية الضحك على الذقون أيها الأخوات والأخوة. الطقس الموحد الجديد يحمل كل الموافقات القانونية اللازمة، ولو كانت الفاتيكان راغبة بـ (الإستئناس) برأيه لقامت بذلك قبل تثبيت الموافقات وليس بعدها، لقد إحتاروا في تمرير الإعوجاجات على المؤمنين في كنيستنا.

-          كما ذكرنا سابقا، قام أحدهم بكتابة كلمات بذيئة مُنافية لكل القواعد الأساسية للأخلاق ضد سيدنا البطريرك ساكو وأرسلها الى عدد من الأساقفة والكهنة والأباء في إيميلات خاصة تحت عنوان (خرابيط أبونا نوئيل) وقد وجه فيها الى سيدنا البطريرك عبارات لا يُمكن أن تصدر عن أي شخص مؤمن بكهنوته ونذوره وإيمانه بالرب يسوع، وتم كل هذا تحت أنظار المطران سرهد والمطران باوي وعنوان البريد الإلكتروني لكليهما موجود ضمن العناوين، أي إنهما مُشاركان له في الجريمة التي إقترفها.

-          إختلقوا الكثير من الأكاذيب لتمرير إعوجاجهم على المؤمنين بحيث إن بعض الكُتاب إختلطت الصورة عندهم فباتوا يُدافعون عن الباطل وكرسوا قلمهم لهذا العمل لا بل إن بعضهم تمادى في أخطائه بحيث كتب ضد سيدنا البطريرك شخصيا دون أن يُدركوا خطورة ما يقومون به رغم إن كل شيء كان بإرادتهم.

-          الأسوأ من كل هذا هو إن الأب ميخائيل رجع، بعد إيقافه من قبل المطران سرهد، بكل طيبة قلب وإعتذر من المطران سرهد مُتصورا إنه ربما كان قد تسبب في إنزعاج المطران أو إنه تسبب في كسر الطاعة المفروضة عليه! فبادره المطران سرهد قائلا: "أنا لم أوقفك عن الخدمة!" فتفاجأ الأب ميخائيل من سماعه لهذا الكلام لأنه ليس الحقيقة ولكنه مع هذا تفاءل خيرا عند سماعه له! ولكن المطران سرهد رفض عودة الأب ميخائيل الى الخدمة رغم حاجته الروحية الماسة للخدمة. هذا الكاهن موجود قانونيا في سان دييكو ومن حقه أن يقوم بالخدمة ولكن المطران سرهد لا يسمح بخدمته في حين إن الموقوفين جميعا يخدمون دون أي حرج وبمباركة المطران سرهد!

 وغير ذلك الكثير. الآن أترك المقارنة للقاريء الكريم ليرى بنفسه لماذا أقف مع شبيبة كنيسة مار ميخا في الدفاع عن حقهم مثلما أقف مع سيدنا البطريرك مار لويس ساكو في تطبيقه للحق أمام النماذج الفاسدة التي تريد نشر فسادها حسب رغبتها في كنيستنا وبين المؤمنين.

عندما التمحيص في كل الحقائق التي ذكرنا تفاصيل بعضها في أقسام مقالنا هذا نجد إن التمييز بين الحق والباطل في هذا الموضوع لا يخضع لأية أحكام نسبية قابلة للنقض أو الخلط أو التشوش فالمُقارنة بين توجهات سيدنا البطريرك ساكو ومعالجاته وكذلك الحق الذي دافعَتْ عنه شبيبة كنيسة مار ميخا في سان دييكو من جانب وبين أفعال المطران سرهد وجماعته التي أدت الى ضرر كبير في الكنيسة والمؤمنين من جانب أخر، تُظهر إن الحق واضح والباطل واضح، وبغض النظر عن أية نتائج يُمكن أن تأتي عبر القنوات المسؤولة في كنيستنا الكاثوليكية لا بد من الإيمان بأن الرب لن يتركهم دون عقاب، فإنْ كانت أبواب الجحيم غير قادرة على كنيستنا هل سيقدر عليها المطران سرهد والمطران باوي والكهنة والرهبان العصاة؟ هذا غير ممكن أبدا وبمجرد أن نحمل إيمانا كافيا يُمكننا أن نتأكد بشكل غير قابل للشك بأن فشل المطران سرهد والمطران باوي وجماعتهم حتمي. هذا هو إيماننا الذي لا شك فيه لدينا أبدا.

سنُتابع معكم في القسم القادم إن شاء الله.