عشتارتيفي كوم- خاص/

أقام كيان أبناء النهرين مساء يوم الجمعة 28 ـ 11 ـ 2014 وعلى قاعة المركز الأكاديمي الاجتماعي في عنكاوا بأربيل حفلا تأبينيا لمناسبة ذكرى الأربعين لرحيل الفقيد المناضل دكتور هرمز بوبو رئيس المجلس السياسي للكيان.

وحضر الحفل عدد من برلمانيي شعبنا وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية وعدد من الآباء الكهنة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ونخبة من الأدباء والإعلاميين وجمع من أبناء شعبنا فضلا عن عدد من أعضاء الهيئة القيادية والمجلس السياسي وأعضاء الكيان وعائلة الفقيد الراحل.

واستهل الحفل بكلمة ترحيب والوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء شعبنا وكل شهداء الحرية، ولروح الفقيد المناضل دكتور هرمز بوبو، ثم ألقى السيد باسم بلو نائب رئيس الكيان كلمة قيادة الكيان بهذه المناسبة، قدم بعدها السيد شليمون أوراهم السيرة الذاتية للفقيد الراحل قراءةً وباللغة العربية.

ثم ألقى عدد من الأدباء والشعراء قصائد في رثاء الراحل، إذ ألقى كل من السيد يونان هوزايا قصيدته (أيها الرفيق)، والسيد بنخس خوشابا وقصيدته (أرقد بسلام)، الشاعر الشاب خلابئيل بنيامين وقصيدته (هرمز بوبو)، تخللها تلاوة البرقيات التأبينية الواردة إلى الحفل.
تم بعدها عرض فيلم على شاشة كبيرة للمسيرة النضالية للراحل تضمن عرض سيرته الذاتية باللغة السريانية مع ترجمة عربية، وصورا ولقطات فيديو للعديد من محطات المسيرة النضالية للراحل، وليصل الحفل التأبيني إلى خاتمته بعد تقديم الشكر والامتنان باسم عائلة الفقيد وقيادة كيان أبناء النهرين للسادة الحضور الكرام ولأصحاب السيادة والنيافة المطارنة والأساقفة الأجلاء والكهنة الأفاضل وجميع الأصدقاء والرفاق الذين أدوا واجب العزاء سواءً من خلال إقامة القداديس والحفلات التأبينية والمشاركة فيها وتقديم المواساة في الوطن وعدد من بلدان الاغتراب.. استراليا وأوروبا والولايات المتحدة. مع تقديم الشكر أيضا لإدارة المركز الأكاديمي الاجتماعي لتضييفه الحفل في قاعة الندوات والمؤتمرات، ولفضائية عشتار لتغطيتها الحفل.

أدناه النص العربي لكلمة الهيئة القيادية لكيان أبناء النهرين بهذه المناسبة:

الحضور الكريم.. السلام معكم..

نجتمع اليوم لنستذكر رفيقنا المناضل نور الدين زيا بوبو رئيس المجلس السياسي لكيان أبناء النهرين الذي عرفناه جميعا باسم "دكتور هرمز" والذي وافته المنية يوم السبت الرابع من تشرين الأول الماضي عندما كان يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات ألمانيا من مرض اللوكيما الذي عانى منه لقرابة السنة.. نجتمع اليوم ونحن يعتصرنا الألم في ذكرى أربعينية الرحيل المبكر لهذا الرمز، فقيد الأمة والقضية الذي لم يتوانى يوما عن تلبية نداء الواجب القومي في أحلك الظروف وأصعب المراحل وإلى يوم رحيله، عهدٌ قطعه على نفسه بأن يبقى وفياً لقضيته، حريصا على حقوق شعبه، ملتصقا بهمومه لأربعة عقود.

لقد ترعرع د. هرمز في بيئة قومية ووطنية نقية وناصعة فانتهل منها الكثير وتعلم في مدرستها الصدق والثبات والجرأة ، فهو نجل الراحل الكبير الخور أسقف زيا دوباتو الغني عن التعريف بمسيرته الزاخرة ومواقفه القومية المدافعة عن شعبنا وقضيته القومية والتي توجها بموقفه الصلب بعد مواجهات مستمرة مع النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية أواسط الثمانينات عندما غادر مدينته نينوى برفقة عائلته الكبيرة المكونة من 27 فردا من الأولاد والأحفاد متوجها الى سوح النضال وفي احلك الظروف.

لأربعين عاما بقي الرفيق الراحل متفاعلا بكل جوارحه مع قضية شعبه المظلوم، يحمل آماله ويقتات آلامه وهو يتطلع نحو أفق الخلاص والحرية والحياة الحرة الكريمة لشعبه على أرض الآباء والأجداد.. عقود وسنوات وأشهر وأيام وساعات امتدت منذ أيام الصبا أواسط السبعينات في مدينته العزيزة نينوى والى يوم رحيله، فمر بكل محطات النضال السري والعلني والسياسي، وانخرط في العمل القومي متحديا النظام وأجهزته القمعية، وقاد مجموعة من رفاقه في تنظيم (الجيش الآشوري السري) عام 1976 في نينوى.. وشارك في تأسيس الحركة الديمقراطية الآشورية وحضي بعضوية قيادتها المؤقتة وقاد مفارزها القتالية في الثمانينيات، ونال عضوية المكتب السياسي وتسنم مسؤوليات تنظيمية وأدار فروعاً وعلم جيلاً على حب شعبنا والدفاع عن قضيته القومية إبان التسعينيات.. وواكب المسيرة بعد ذلك رافضاً الانحراف عن النهج الطليعي والانفراد ومصادرة الرأي وتطويع المسيرة لخدمة أهداف ضيقة وصغيرة.

أيها الحضور الكريم...

لقد حمل الرفيق الراحل غصة كبيرة بين جوانحه وهو يرى ما حل بشعبه من تقتيل وتشريد فشهد مأساة محاولة اقتلاع شعبنا من جذوره التاريخية في نينوى وسهلها والذي يعد الأمل والمدخل لتحقيق بعض من أمنيات شعبنا بعد كل المآسي والمظالم التي شهدها. والأنكى من كل هذا.. ضعف الآداء السياسي بشكل أو بآخر لفعالياتنا السياسية إزاء هذا الحدث الجلل.
وإذ نتوقف اليوم لنعبر عن تقديرينا لدور المناضل الراحل دكتور هرمز وحياته النضالية، حري بنا في هذه المناسبة ووفاءً لكل تضحيات شعبنا عبر التاريخ أن نرتقي الى مستوى المسؤولية عبر التحرك السريع لتفعيل آليات العمل المشترك والضغط على طريق إيجاد مخرج لهذه المشكلة الكبيرة وتبعاتها الكارثية التي نواجهها. 

ستبقى هذه الهامة القومية حية بيننا، وستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا، وسنظل دائما نحاول أن نكون أمناء على تلك المدرسة النضالية لننهل ونتعلم منها.

الرحمة لفقيدنا المناضل دكتور هرمز بوبو وليرقد بسلام بين الشهداء الأبرار والصديقين.. ولعائلته وذويه ورفاقه وجميع محبيه جميل الصبر والسلوان.. وشكراً.