اعترف قداسة البابا فرنسيس الاول بابا الفاتيكان بتواضع وبطريقة
حضارية وديمقراطية وبكل شجاعة وشفافية وثقة بالنفس انطلاقا من ايمانه العميق
برسالته النبيلة قائلا في كلمة ألقاها قبل عيد الميلاد المجيد بتاريخ 22 -
12 - 2014 مخاطبا موظفي الفاتيكان (إن الجهاز الاداري للكنيسة الكاثوليكية يعاني
من مرض زهايمر روحي) واضاف قداسته (ان الكرادلة والاساقفة والكهنة الذين يعملون في
الإدارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية مصابون بالوصولية - البيروقراطية
ومنشغلون بتدبير المكائد والجشع - الفساد)
وزاد قداسته في الكلام (تحتاج الإدارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية
إلى أن تتغير وتتحسن وإن الإدارة المركزية التي لا تنتقد ذاتها ولا تعمل على تحديث
نفسها ولا تحاول أن تتحسن هي جسد مريض) واشار قداسته (إلى ان البعض ممن هم في
الإدارة المركزية يتصرفون كأنهم يتمتعون بالحصانة والخلود أو حتى انهم لا
يمكن الاستغناء عنهم) في إشارة واضحة إلى الكرادلة المتقاعدين الذين يبقون في
الفاتيكان ويستمرون في ممارسة نفوذهم وسلطاتهم للاطلاع الرابطين الاول والثاني
ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - قداسة بابا الفاتيكان السابق (بندكتس السادس عشر) قدم استقالته من
منصبه عام 2013 وانحنى امام التحديات وكثرة الملفات والمشاكل الضاغطة والمتراكمة
في الفاتيكان منذ مئات السنين حيث لم يستطيع معالجتها فقدم استقالته بهدوء ومن هذه
المشاكل هي البيروقراطية والتعامل الفوقي في السلك الاداري للفاتيكان وتوالي الكشف
عن فضائح الاعتداء الجنسي علي الأطفال والتي ارتكبها الاكليروس الكاثوليكي حول
العالم حيث قال قداسة البابا فرنسيس عام 2014 (إن بيانات جديرة بالثقة تشير إلى أن لدى
نحو 2% من رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية ميولا جنسية إتجاه الأطفال) للاطلاع
الرابط الثالث وهزت هذه الحوداث أركان الكنيسة الكاثوليكية واثارت استياءا شعبيا
شديدا وغضبا عارما في كل العالم
وامتد واستشرى الفساد المالي الى اروقة دولة الفاتيكان وبسببه أدرجت
الولايات المتحدة الامريكية دولة الفاتيكان تحت المراقبة علي قائمة مراكز غسيل
الأموال عالميا في شهر مارس من العام 2012 ولا تزال تتكشف يوميا صلات بين مسؤولي ببنك الفاتيكان ومخالفات مالية
جسيمة في عروض تمويل مشبوهة وخطيرة وتسربت وثائق تعود للبابا السابق (بندكتس
السادس عشر) من داخل مكتبه في الفاتيكان تفضح الفساد المالي وتؤكد وجود صراع قوي
على السلطة في الدوائر العليا لدولة الفاتيكان بين الاصلاحيين من جهة واقطاب
الفساد والشر من جهة اخرى
ومن المشاكل الاخرى عدم مواكبة دولة الفاتيكان للعصر الحديث والتطورات
السريعة في المجال العلمي الرصين بحيث أصبحت الفاتيكان أكثر تزمتاً وخاصة فيما
يتعلق بفرضية الحقائق العلمية حيث لكل زمان ومكان معيار عالمي للقياس وأن هذه
الفرضية خلفت اعتراضات كثيرة في الفاتيكان لأنها تصر على أن المبادئ والقيم
الكاثوليكية غير قابلة للنقاش !! وتنطبق على كافة المجتمعات والسياسات بالتساوي !!
ان مثل هذا الموقف يدل على انغلاق الكنيسة الكاثوليكية تجاه العالم الآخر والحقائق
العلمية المستجدة
هذه بعض العوامل والاسباب الحقيقية للاستقالة المفاجئة وغير المتوقعة
لقداسة بابا الفاتيكان السابق (بندكتس السادس عشر) وهذه الاسباب تكشف حجم التحديات
والفساد والملفات المعقدة والكبيرة المتراكمة والتي لم يستطع قداسته الاستمرار في
مهامه وانحنى امام ثقل حمله الكبير السؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون قداسة البابا
فرنسيس الاول قادرا على حمل هذا الحمل الثقيل ؟ خاصة بعد تصريحاته الجريئة المشار
اليها اعلاه ام ينحني امامها !! ومن المؤكد ان اقطاب الفساد والشر في ادارة
الفاتيكان سيحاولون ارغام البابا فرنسيس على الانحناء اذا تأخر وتمادى في اتخاذ
اجراءات واصلاحات وتغيرات جذرية لتطهير ادارة الفاتيكان فهل يستطيع البابا فرنسيس من تحقيقها ؟
نترك الجواب للزمن وان غدا لناظره قريب
2 - ما علاقة الفساد المالي والاداري المستشري في الكنيسة الكلدانية
بملفات ومشاكل وفساد ادارة الفاتيكان ؟ الجواب : لان الكنيسة الكلدانية استظلت
وتشابكت في شراكة لاهوتية طقسية مع استراتيجيات الفاتيكان واصبحت لها تبعية إدارية
وتنظيمية شبه مطلقة ومقيدة فتقرر الفاتيكان من روما تحديد سياسة ومواقف وتوجهات
الكنيسة الكلدانية في العراق والشرق والعالم !! نعم !! دون الرجوع الى قيادة
الكنيسة الكلدانية احيانا وهذا ادى اى فقدان استقلاليتها وارادتها الحرة في اتخاذ
اي قرار او تنصيب اي اسقف او مطران دون الرجوع الى الفاتيكان حتى ان قرارات مجمع
السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية لا تعتبر نافذة الا بعد مصادقة الفاتيكان عليها
!! وهذا مؤلم وغير مقبول وبهذه التبعية والولاء المطلق تم نقل الامراض الادارية
التي تعصف بأدارة الفاتيكان الى الكنيسة الكلدانية
خاصة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تدار شؤونها المهمة والحاسمة
والاساسية اليوم من قبل الفاتيكان من روما !! نعم من قبل الفاتيكان من روما !!
وليس من قبل بطريركها أو من قبل مجمع السينودس المقدس من الوطن والضعف مستشري في
إدارة هذه الكنيسة منذ مئات السنين وغبطة البطريرك مار ساكو ومنذ توليه السدة
البطريركية عام 2013 شخص الخلل والخطأ وكشف الكثير من ملفات الفساد المالي
والاداري المتراكمة داخل الكنيسة الكلدانية بكل شجاعة وموضوعية وحاول ويحاول
معالجتها بنزاهة وجدية وصدق لكن حمله ثقيل وثقيل ويحتاج الى بعض الوقت والتعاون من
الجميع في ظل ظروف شعبنا المهجر قسرا من الموصل وسهل نينوى العصيبة والمأساوية
فمثلا لا زال موضوع تحدي وتمرد المطران سرهد جمو على البطريركية
الكلدانية احد المواضيع الحساسة التي تشغل شارع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
المسيحي في الوطن والمهجر بسبب تدخلات ووصاية ادارة الفاتيكان على الكنيسة
الكلدانية حيث لم يستطع غبطة مار ساكو رغم رسائله المتعددة من معالجة الموضوع
والسبب ادارة الفاتيكان !! لان البطريرك مار ساكو لا يملك أي سلطة أدارية وتنظيمية
مباشرة على أي من المطارنة والكهنة الكلدان في أوربا والأمريكيتين وأستراليا وكندا
!! حيث تنحصر صلاحياته الادارية على الوطن العراق ودول الشرق الاوسط فقط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,762849.0.html
http://www.elaph.com/Web/News/2014/12/968309.html
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2014/07/140713_pope_francis_paedophilia_vatican
antwanprince@yahoo.com