عشتار تيفي كوم – بيامنير/

شارك نیچیرڤان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان، مساء يوم السبت 24/1/2015، في مراسيم إحياء الذكرى السنوية لوفاة العالم والمرجع الشيعي الكبير آية الله محسن الحكيم، من قبل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، وبمشاركة كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كوردستان وممثلي عائلة الحكيم والمجلس الأعلى الإسلامي في العراق والإتحاد الوطني الكوردستاني، وعلماء السنة والمكونات المسيحية والأيزيدية، وذلك على قاعة الشهيد سعد عبدالله في العاصمة اربيل.
وفي كلمة قدمها بالمناسبة، وفضلاً عن الترحيب بالمشاركين في مراسيم حياء ذكرى شخصية عزيزة على الكورد ومحل تقديرنا، كما ثمًّن جهود المجلس الأعلى الإسلامي في العراق،في تنظيمه قي مثل هذه الظروف الحساسة والمهمة هذه المراسيم في إقليم كوردستان.

 كما تحدث عن أن أبناء كوردستان والمخلصين من معظم المناطق العراقية  يواجهون اليوم الإرهاب في حرب ضارية ويضحون منذ فترة وبشكل يومي دماء زكية كثيرة لتحرير المدن ومناطق العراق من إرهابيي داعش، ، عليه ومن هنا نوجه التحية للأرواح الطاهرة من شهداء البيشمركة والجيش العراقي والمتطوعين الذين ضحوا بارواحهم لدهر الإرهاب. كما ندعو من الله عز وجل الصبر والسلوان لعوائلهم والشفاء العاجل لجرحانا. وأضاف قائلاً:  "مرة أخرى تبيًّن أنه ينبغي علينا التعاون ودعم بعضنا البعض " .

 كما جدد التأكيد على أن الشعب الكوردي كان دوماً يستذكر بكل تقدير المواقف الوطنية والودية لعائلة (آية الله  محسن الحكيم) والمرجعية الشيعية في العراق تجاه الكورد، ولن ينسى تلك المواقف أبداً. كما أن إقليم كوردستان قيادةً وحكومةً يعتقد أن مواصلة تلك المواقف بين بعضنا البعض تصل بنا إلى حل جميع المشاكل بعيداً عن التصعيد والعنف. لذا فان احیاء هذه المناسبة في كوردستان والتذكیر بتلك المواقف الجلیلة، لیس تذكیرا للمواقف التاریخیة فحسب، بل یغدو دافعا كبیرا لبناء مواقف مماثلة جدیدة بین الكورد والشیعة وجمیع المكونات العراقیة الاخری.

وبهذا الصدد أيضاً، قال: "أن شعب كوردستان ینظر دوما بكل التقدیر والوفاء، الی مواقف المرحوم اية الله‌ السید محسن الحكیم، حین افتی في الخامس من تموز من عام 1965، ایام ثورة ایلول بتحریم القتال ضد الكورد، حيث افتى المغفور لە، بدون ادنی خوف من السلطات ومن منظور عقیدتە الاسلامیة والانسانیة، بتحريم هذا القتال، حين تفضل وقال: "ان الكورد والپیشمرگە هم أشقاؤنا، وهم یناضلون لدحر الظلم وفي سبیل حقوقهم المشروعة، لذا فان القتال ضدهم حرام".

 وأوضح أن  فتوی اية الله‌ السید محسن الحكیم كان موقفا نابعا من حكمتە وتعمقە الواسع في المعنی الحقیقي للدین والانسانیة، لان السید الحكیم كان عالما كبيرا ولە دور كبیر ومسجل في العلوم الاسلامیة في المنطقة، كما كان لە الفضل الكبیر في محو الامیة ونشر الثقافة في المنطقة.

 ان اية الله‌ السید محسن الحكیم كان عالما ومنورا بمعنی الكلمة، اذ بعدما اختير كمرجع اعلى للشیعة في النجف الاشرف، اسس منظومة اداریة للحوزة العلمیة في النجف، كما اسس (70) مكتبة عامة في العراق، فضلا عن تاسیس عدد كبیر من المدارس الدینیة في العراق.
وقد ادخل العلوم الحدیثة في منهاج الدراسة الاسلامیة واحدث تطورا وتقدما كبیرا في الدراسات الاسلامیة والشرعیة. نحن ننظر الی اية الله‌ السید محسن الحكیم كعلامة وشخصیة مناصرة للمظلومین، ویبقی دوما في ذاكرة شعب كوردستان.

  نیچیرڤان  بارزاني أكد أيضاً على ان القاعدة او الارضیة التي بناها اية الله‌ السید محسن الحكیم، داخل هذه العائلة الكریمة قد تواصلت واضحت اساسا لعلاقة متینة بین الكورد والشیعة، ونحن نعمل من جانبنا جاهدين ان تبقی هذه العلاقة علی متانتها للابد. ویاتي بعدە شهید المحراب، المرحوم السید محمد باقر الحكیم، حیث كان یٶكد دوما على قناعتە بضرورة رفع الظلم عن شعب كوردستان، وكعالم ثوري كان لە دورا كبیرا في لم شمل المعارضة العراقیة لاسقاط نظام صدام، ويعد(مٶتمر نصرة الشعب العراقي) عام 1986 في طهران احدی الامثلة علی عملە ونضالە ذاك، حیث كان للمرحوم (ادریس بارزاني) دور بارز مع المرحوم السید محمد باقر الحكیم في ذلك المٶتمر. وبعد سقوط نظام صدام، كنا والان ایضا بامس الحاجة الی المرحوم السید محمد باقر الحكیم، وذلك لضمان التعایش ولم الشمل بشكل افضل ،  ولكن مع الاسف  الشديد فقد اخذ الارهاب منا  هذا العالم الثوري الجلیل، حیث  استشهد بعد صلاة الجمعة في ضریح الامام علي (ر.ض) في النجف الأشرف عام 2003 بید الارهابیین.

 كما تحدث عن دور المرحوم السید عبدالعزيز الحكیم، حيث كانت لە علاقة ودیة وحمیمة مع القیادة الكوردیة. والیوم اخونا العزیز السید عمار الحكیم سائر علی نفس النهج لمواصلة هذه العلاقة ویعمل جاهدا علی نبذ الخلافات السیاسیة بین حكومة اقلیم كوردستان والحكومة العراقیة الفدرالیة.

 وفي محور آخر من كلمته إستذكر نیچیرڤان  بارزاني العلاقة بين  الزعيم الخالد الملا مصطفى بارزاني والمراجع الشيعية في العراق، ووصفها بانها كانت علاقات متينة ومبنية على الإحترام المتبادل،  كما ان مواصلة تلك العلاقة والمشاركة في النضال في وجە نظام صدام، أثمرعن نتائج مهمة، والیوم من الضروري جدا الحفاظ علی تلك العلاقة علی الشاكلة نفسها. ونحن نعتقد انها ستواصل دوما، لان تلك العلاقة قد بنیت علی ارضیة النضال المشترك ضد الظلم.

 وبخصوص المرجع الشيعي   علي السيستاني، قال نیچیرڤان  بارزاني: أن حكومة اقلیم كوردستانتؤمن بحكمة وخبرة ایة اللە السید علي السیستاني وعلماء الشیعة، حیث یلعبون دورا هاما في بناء علاقة وتعایش سلمي بین شتی مكونات الشعب العراقي، كما بمقدورهم ایضا ان یلعبوا دورا هاما في الحد من الخلافات السیاسیة والحث صوب الحلول.

مثلما قبل عامین، وبجهود السید عمار الحكیم، وصلت رسالة السید مسعود بارزاني رئیس اقلیم كوردستان الی علماء الشیعة ،. فمن بین العلماء الذین بعثوا بجوابهم، كان السید حسین اسماعیل الصدر، اذ تفضل سیادته قائلا: ستواصل علاقة الكورد والشیعة علی اساس فتوی كلا المرحومین السید محسن الحكیم والسید محمد باقر الصدر، حیث افتی كل منهما حینها بتحریم قتال الكورد. وعلى الرغم من ظهور اصوات غیر موالیة لتلك العلاقة التاریخیة بين حين وآخر،  الا اننا علی یقین بان تاریخ علاقاتنا ووعي الناس وحكمة علماء الشیعة والقادة من كلا الطرفین، لن یعطوا المجال لنمو وبقاء تلك الاصوات الغیر موالیة، التي ترید هدم تلك العلاقات.

 وبخصوص الإتفاق الأخير الذي تولت إليه حكومتي أربيل وبغداد، قال: توصلنا في نهاية العام الماضي إلى إتفاق مع حكومة العراق الإتحادية، ونحن كحكومة اقلیم كوردستان ملتزمون بتنفیذ هذه الاتفاقیة ونعمل جاهدين ان تكون العلاقة بین حكومة اقلیم كوردستان والحكومة العراقیة الفدرالیة امتن وافضل.  كلنا نعلم ان الشعب العراقي  يتعرض قبل منظمة داعش الارهابیة  الى هجمة ارهابیة كبیرة وواسعة، وقد تبین الان للعالم أجمع، أن تلك المنظمة تشكل خطرا علی العالم باجمعە. ونحن في هذه المنطقة نعلم، ان تلك المنظمة وقبل الجمیع تهدد العراق وبلدان المنطقة، لذلك نحن نعتقد بان علینا ان نجعل من واقع التعاون والتفاهم بین حكومة اقلیم كوردستان والحكومة العراقیة الفدرالیة افضل من اي وقت اخر، كي نتمكن سویا من مواجهة ودحر هذا التهدید. نحن نشعر بصعوبة الوضع الاقتصادي لكافة الشعب العراقي، ولكي نقدر علی تجاوز تلك الصعوبة ونٶمن احتیاجات مواطنینا ولكي تعم الرفاهیة العراق باجمعە،  علينا تقوية الاتفاق  الحاصل بین حكومة أقلیم كوردستان والحكومة العراقیة الفدرالیة وان ندیر العراق حسب مبدأ المشاركة والتوافق الحقیقیین، من اجل هذا، ندعم الحكومة العراقیة الجدیدة برئاسة السید حیدر العبادي في سبیل اعادة التوافق.

 وخلال هذه المراسيم أكد كل من ممثلي عائلة الحكيم والمجلس الأعلى الإسلامي في العراق والإتحاد الوطني الكوردستاني  وممثلي علماء السنة والمكونات المسيحية والأيزيدية على دور آية الله  محسن الحكيم في تعزيز أسس التعايش والوئام والأخوة بين الكورد والشيعة وكافة المكونات الإجتماعية في العراق، وعلى ضرورة الإستمرار في الإلتزام بتلك الأسس التي  وضعها، وتحدثوا بشكل خاص عن فتوى سيادته في تحريم القتال ضد البيشمركة والشعب الكوردي من  قبل الجيش العراقي،  حيث كان قد أصدر هذه الفتوى في منتصف الخمسينات من القرن الماضي خلال ثورة أيلول.

كما أُلقيت خلال هذه المراسيم العديد من الكلمات، تحدثوا فيها عن دور سماحة  محسن الحكيم ودور الكورد في العراق.