في منطقة الشرق الأوسط الكثير من الناس يؤمنون بنظرية المؤامرة او يستخدموها لكي يبرروا فشلهم في بلدانهم سواء كانت في ادارة الشؤون الداخلية او في السياسة الخارجية ،وهذا ما نلاحظه في الدول العربية والأسلامية ، فلو اخذنا العراق مثالا نجد ان الحكومات خلال عشرات العقود فشلت في النهوض بالبلاد برغم من وجود عوامل النهوض الأقتصادية والبشرية والمناخية ،وخلال اربعة عقود مضت والنظام الصدامي السابق الذي ادخل البلاد في دوامة الحروب وجعل العراقيين من افقر الشعوب بسبب السياسة الرعناء التي تصرف بها وكانت الحكومة والسائرين في فلكها يضعون اللوم على الأستعمار وعلى الغرب وأسرئيل ، وعندما فشل العراقيون في اسقاط صدام ذهبت المعارضة تطالب الغرب بالتدخل والمساعدة في التخلص من صدام ، وعندما تدخل الغرب واسقط صدام راحت اصوات بعض السياسيين تطالب برحيل القوات الأجنبية وتقول ان عدم الأستقرار هو بسبب وجود تلك القوات وأخذت تبيع الوطنيات لأسباب مصلحية لكل يتسنى ان تسرق وتقتل بحرية دون رقيب او حسيب ، وعندما رحلت القوات الأجنبية في نهاية 2011 دون ان تتلقى كلمة شكر واحدة لتلك القوات التي قدمت التضحيات البشرية والاقتصادية لأجل حرية شعب العراق ومن اجل السلم العالمي.ثم بدأت مسلسلات الفساد والقتل وبدأ الملف الأمني بالتراجع حتى وصل الأمر ان تأتي بضعة مئات من تنظيم داعش وتحتل الموصل والأنبار وصلاح الدين بمساعدة الخونة وأزلام النظام السابق ، وبعد الفشل في المواجهة مع التنظيم بسبب الفساد الذي نخر المؤسسات العسكرية والأمنية طالب السياسيون في العراق الولايات المتحدة التدخل وحماية البلاد من السقوط بيد داعش ، وقد لبت النداء وألفت تحالفا دوليا من اجل دحر داعش وأخواتها وقدمت جهدا جويا كبيرا لأيقاف تنظيم داعش وقدمت وسوف تقدم للعراق المساعدات العسكرية وألأقتصادية ، لمساعدته في التصدي للأرهاب الذي يهدد العراقيين والمنطقة اولا والسلم العالمي ثانيا ،لذلك نقول ان المشكلة في ثقافتنا الغير وطنية والغير مخلصة وهي سبب فشلنا المستمر ، وان اصحاب نظرية المؤامرة لديهم اجندات سياسية ، وأقل ما يقال لهم انهم ناكرين للجميل ويريدون ابقاء البلاد في الفوضى لكي يتسنى لهم سرقة اموال العراق .اما المخلصين من ابناء العراق يجب ان يقدموا الشكر والعرفان للدول التي تقدم العون المادي والعسكري لشعب العراق الذي يمر بمحنة خطيرة ويجب ان لا ننسى من قدم ويقدم المساعدة للعراق في هذا الظرف العصيب وفي ظل التهديد الوجودي لأرض وشعب العراق. والله من وراء القصد ...