انها الذكرى 97 لاستشهادك يا قائد امتنا الاشورية وكنيستنا المشرقية كان يوم
استشهادك يوما حزينا أبكيت فيه السماء قبل الأرض وأبكيت الرجال قبل النساء
والأطفال وابكيت الحجر والشجر كنت غضباً لان حلمك القومي لم يتحقق أشعلت بشعبك
نارا مؤججة قوميا ودينيا وتاريخاً ونضالاً لا يستكين بنيت فيه حلماً قوميا كبيرا
وكبيرا تحرسه الاجيال جيل بعد جيل الى ان يرى النور انه حلمك المقدس في الكيان
القومي لامتنا .. فتبا للزمن الذي انت ليس فيه آه وألف آه إنها أنين ابناء وبنات
امتك آهات يطلقونها في كل دقيقة وثانية في ظروفهم العصيبة والقاسية جدا في بلاد ما
بين النهرين في ارضهم التاريخية ابتي مار بنيامين الظلم والكوارث والفواجع
والنكبات تلاحق ابناء امتك منذ استشهادك ولغاية اليوم ففي الايام القادمة تمر
الذكرى المئوية لمجازر سيفو 1915 وتمر الذكرى الثامنة لاستشهاد مثلث الرحمة
المطران ما بولس فرج رحو 2008 وكأن التاريخ يعيد نفسه
اين انت يا امير شهداء شعبنا وكنيستنا ؟ فما أحوجنا إليك ايها القائد العظيم فى
هذه الأيام الصعبة فلم يعد لنا من بعدك مرجعية وكبير يجمع ابناء الأمة تحت خيمته
ويلم الشمل فانحدر كياننا وجرحت كرامتنا وهدرت حقوقنا وهجرا ابناء أمتنا في العراق
وسوريا الى المجهول وتدبر لهم المكائد والمؤامرات لقلعهم من ارضهم التاريخية الارض
التي رويتها بدمك الطاهر وفديت لها روحك العزيزة فعندما نتذكر سيرتك الوضاءة
ايها الفارس الخالد تذكرنا في قدرتك على الصمود والثبات والاقدام والنصر على اعداء
الامة واليوم امتكم في أسوأ أيامها ومراحلها وتكاد تفقد بوصلتها إلى حيث شاطئ
الأمان إننا لا نجد ما يعزينا ونحن نعتبر حاضرنا الأسود سوى أن نتذكرك ونطلب من
الرب أن يعيد أمتنا التائهة إلى القيم والمبادئ القومية الاصيلة التى أرسيتها فى
ضمير ابناء الأمة لقد كنت قائدا ومعلما ملهما نادرا ورجلا من طراز خاص لا يتكرر فى
التاريخ
ايها القائد الفارس العظيم يا امير شهداء امتنا وكنيستنا من دون ارضنا التاريخية
في بلاد ما بين النهرين لن نستطيع ان نقف امام قامتك ولن نصل إليك ولن نفهم عليك
تلك هي وصيتك ولغتك التي أتقنتها لغة الامة ووجودها في ارضها ولغة الكنيسة في
مبادءها ولكنها كانت لغة واحدة بحيث لن ندع الذين راهنوا على ارهابنا وتهجيرنا من
ارضنا وتمزيق ابناء امتنا بغيابك يفرحون ولن نقبل بتحطيم بيتنا من داخله بل ستبقى
وصيتك شرفا ورمزاً لكرامة هذه الأمة ولن نخذلك ابدا
واقول حقا لو كان علم الجينات قد تطور في عقد العشرينات من القرن الماضي للدرجة
التي يمكن عنده استنساخ الانسان كما هو قدرة هذا العلم على فعل ذلك اليوم لكنا
اهتدينا يومها إلى استنساخ هامة قومية وكنسية وتاريخية وزعيم قلما ستلد النساء
مثيلا له على المدى المنظور وهو الشهيد الرمز الحي في ضميرنا وقلوبنا ووجداننا
الذي اغتالته أيادي الخسة والجبن في 3 - 3 - 1918 إذ لو تحقق لنا مثل هذا الحلم في
الاحتفاظ بنسخ من هذا القائد القومي الغيور الذي حمل المسؤولية القومية والدينية
والتاريخية لشعبنا وامتنا وهو في ريعان شبابه في الوقت الذي لم تقو حتى الجبال على
حملها لكان وضع شعبنا وقضيته القومية وحقوقه المشروعة في الوطن بوضع اخر تماما
وبهذه المناسبة المؤلمة نذكر ابناء شعبنا وامتنا الاشورية بعظمة وهيبة وعطاء هذا القائد
القومي والديني والتاريخي مار بنيامين شمعون
لماذا نحن اليوم في هذه الظروف القاهرة والمأساوية لشعبنا في سوريا والعراق بحاجة
الى شخصية مثل شخصية البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون لانها كانت تمتلك القدرة
على ابتكار واختلاق اساليب جديدة واتخاذ مواقف شجاعة ورؤية ستراتيجية بما يتلائم
مع طبيعة المواجهة وساحة المعركة دون الالتصاق بالتقليدية وملحقاتها لانه كان يقرأ
الاحداث والمتغيرات السياسية والعسكرية الدولية والاقليمية والمحلية المحيطة
بشعبنا انذلك بدقة وذكاء قل نظيره وبنظرة ثاقبة بملامح الشجاعة والصرامة والايمان
والمبدئية والثقة بالمستقبل وعدم الركوع والخضوع والاستسلام مهما تكن الحوالك
والتحديات والصعوبات رغم ما قدمت له من اغراءات وامتيازات للتنازل عن قضية وحقوق
شعبنا وامتنا وكنيستنا لكنه ابى ورفضها بشدة وشجاعة ومبدئية لا تلين
ان هذا الموقف الشجاع والصريح لقداسته اثبتت الايام صحته حيث لم يفكر ابدا في يوم
من الايام لحياته الشخصية ورغدها والبحث عن الذات العائلية والاسرية حيث كان شغله
الشاغل حلمه القومي في تشكيل كيان لامته والحفاظ على مبادىء ورسالة كنيسته السامية
ان هذه المواقف القومية والمبدئية الشجاعة والصفات القيادية الفريدة والمكانة
المتميزة التي كان يتمتع ويتميز بها شهيد وقمر الأمة والكنيسة البطريرك مار
بينامين شمعون هي التي زادت من سعير الحقد والكراهية والدسائس من لدن بعض
المتطرفين والحاقدين عليه وعلى شعبنا ودفع حياته قربانا من اجل امته وكنيسته
المجد والخلود لامير وقمر شهداء شعبنا البطريرك مار بنيامين شمعون ابد الدهر
المجد والخلود لكل شهداء شعبنا وامتنا
المجد والخلود لكل شهداء الوطن