رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      سنتكوم: الولايات المتحدة لم تشن ضربات جوية في العراق      الكونغرس الأمريكي يوافق على تمديد برنامج التنصت على مواطني دول أخرى      هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟      بوكيتينو وغوارديولا.. حديث عن "تعويذة تشلسي" يشعل الأجواء      البابا يستقبل أعضاء "الشبكة الوطنية لمدارس السلام"      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب
| مشاهدات : 4358 | مشاركات: 0 | 2015-03-30 15:34:42 |

وحدة العراق ليست اغلى من دماء ابنائه

كوهر يوحنان عوديش

 


من اجمل الشعارات الرنانة والعبارات المنمقة التي سمعناها ولا زلنا نسمعها بين الحين والاخر، سواء من قادة العراق القدماء او الجدد او من رؤساء الدول الاقليمية، هي وحدة الاراضي العراقية وسلامة امنه الوطني ورفاهية ابنائه وكأن الوطن وما فيه من حياة وخيرات يختزل بهذه الكلمات وهذه الوحدة القسرية، دون حسبان ما حدث ويحدث للشعب والوطن منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حتى يومنا هذا من قتل وتدمير وتشريد لابناء هذا الوطن وتهدير لخيراته بسبب رفع مثل هكذا شعارات صعبة او بالاحرى مستحيلة التحقيق، لان هذه الشعارات لم تكن سوى وسيلة لتسلق المناصب واحتكار السلطة عن طريق التلاعب بالمشاعر والعواطف الدينية والقومية، لذلك كان ولا يزال العراق يتخبط في مشاكل لا بداية لها ولا نهاية.

 

نعرف جميعا ان الشعب العراقي يتكون من قوميات واديان ومذاهب مختلفة عن بعضها البعض، وان الفرد العراقي حسب تنشئته، بسبب غياب التوعية والتربية الوطنية الصحيحة من المناهج الدراسية والحزبية، يعطي الاولوية للانتماء الديني والمذهبي والقومي بدلا اعطاء هذه الاولوية للانتماء الى الوطن، لذلك نلاحظ ان الروح الوطنية اصبحت ضعيفة وهزيلة او بالاحرى متوفية في نفس الفرد العراقي، واصبح الوطن ( العراق ) اسما نتشدق به دون ان نحس برابطة الانتماء اليه، وخير مثال ودليل واثبات على ما نقول هو الحالة المزرية التي وصل اليها العراق شعبا ووطنا، فمنذ اسقاط النظام العراق السابق ودخول العراق حقبة الديمقراطية! والتجديد! والاوضاع تسير من سيء الى اسوأ، فالاقليات هجرت قسرا والتناحر الطائفي بلغ ذروته والانتقام، بسبب الاحقاد القديمة، لا يمكن وصفه، والاغلبية تتغذى على الاقلية وتلهو بعذابها، والحكومة المشكلة على الاساس الطائفي ليست سوى هيئة صورية لادارة البلاد، فلا هي تستطيع فرض الامن والقانون، ولا هي تستطيع توفير لقمة خبز هنيئة لشعب ينام على الخيرات، ولا هي قادرة او حتى مستعدة لملاحقة الفاسدين والمفسدين.

 

خارطة العراق الجديد بعد 2003 تختلف كثيرا عن خارطة ما قبل هذا التاريخ، وما دام الزمن يتقدم ويسير نحو الامام فمن المستحيل ارجاعه الى الوراء، فالعراق الجديد مقسم شئنا ام ابينا وهذا معروف لدى جميع ابناء الشعب العراقي من سياسيين وقادة احزاب ومسؤولي دولة والبسطاء من عامة الشعب....... فالاقليم الكوردستاني قائم منذ بداية تسعينات القرن الماضي والمحافظات السنية خارجة عن سلطة الحكومة وحتى المحافظات التي تسكنها الغالبية الشيعية تخطو نحو الاقلمة، اذا العراق مقسم فعليا لكن ظاهريا هو دولة واحدة!.

 

المركزية والتعصب القومي والتطرف الفكري وتهميش المقابل كانت من اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى عدم استقرار العراق منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، لذلك كان على ساسة وقادة العراق الجديد العمل على اقلمة العراق وتوزيع سلطاته المركزية على هذه الاقاليم بدلا من الاحتفاظ بها بيد شخص واحد او فئة واحدة او حزب واحد، لارضاء كافة الاطراف واشعارهم بوجودهم واهميتهم في ادارة البلد، لكن الذي حدث كان عكس ذلك تماما فانشغل ابناء الطوائف بالتناحر وتصفية الاخر واهتم القادة بالسلب والنهب وتكديس المليارات على حساب معاناة العشب وعذاباته.

 

كان يمكن للعراق الجديد ان يكون احلى واجمل واهدأ واكثر تطورا لو انشغلت كل طائفة ببناء منطقتها والاهتمام برفاهية ابنائها بدل الانشغال بمحاربة الاخر واستباحة دمه وعرضه وماله، لذلك على الساسة والقادة وكل المؤثرين على الساحة السياسية في العراق الحالي الاستفادة من اخطاء الانظمة السابقة وعدم تكرارها، فالاستقرار وبناء الوطن لا يتم بتغيير نظام معين او شخص محدد بل بتغيير الفكر والاسلوب والنهج المتبع في ادارة البلد، واذا كانت وحدة العراق سببا في اراقة دماء ابنائه وتهدير خيراته ( وهذه هي الحقيقة ) فمن الافضل التفكير مليا في ما حدث حتى الان وما سيحدث مستقبلا من دمار بسبب هذه الوحدة القسرية التي اصبحت تثقل كاهل الشعب العراقي اكثر من اي وقت مضى.  

 

همسة:- العراق كوطن واحد لم يبقى له من وجود واقلمته هو الحل الوحيد لمعالجة مشاكله، فهل يتجرأ الماسكين بزمام الامور من قادة وسياسيين ومرجعيات دينية فعل ذلك منعا لسفك الاكثر من دماء ابناء هذا الشعب وحبا بهذا الوطن الذي يغتصب كل يوم؟.

 

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6622 ثانية