موقف ودور غبطة البطريرك مار ساكو جزيل الاحترام منذ استلامه السدة البطريركية عام
2013 اي قبل اكثر من سنتين مشرف وشجاع وفعال ومشهود له بالكفاءة والجدية
والنشاط والعمل الدؤوب فيما يخص قضية شعبنا وظروفه وحقوقه وكذلك على الساحة
الوطنية والاقليمية والدولية وان اغلب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري
وتنظيماته ومؤسساته في الوطن والمهجر ممتنين لغبطته كثيرا وهذا لا يعني ان خطواته
ومواقفه تخلو من النواقص والاخطاء والسلبيات لانه بشر مثلنا وليس معصوما من الخطأ
وعلى هذا الاساس ارجو ان يسمح لي غبطته ان اناقش واطرح بعض الملاحظات والايضاحات
وحتى الانتقادات لبعض هذه الخطوات والمواقف تماشيا مع التقاليد الديمقراطية
وحرية الرأي والرأي الاخر وطبعا وفقا لوجهة نظري الشخصية وبعيدا عن الدرجة
الكهنوتية (درخا) التي يحملها غبطته ونكن لها كل الاحترام والتقدير وكما يلي :
1 - منذ استلام غبطته السدة البطريركية الكلدانية التقى في بغداد عدة مرات بالسادة
رئيس الجمهورية العراقية (جلال الطالباني وفؤاد معصوم) ورئيس الوزراء العراقي
(نوري المالكي وحيدر العبادي) ورئيس البرلمان (اسامة النجيفي وسليم الجبوري) كذلك
التقى غبطته في اربيل عدة مرات خلال السنتين الماضيتين بالسيد (مسعود البرزاني)
رئيس اقليم كوردستان والسيد (نيجرفان البرزاني) رئيس حكومة الاقليم طبعا هذا
التحرك جيد وايجابي جدا لانه من اجل مطاليب وقضية وحقوق شعبنا في الوطن وقضية
النازحين وهمومهم ايضا وكذلك من اجل رفع الظلم والتهميش والاقصاء الواقع على شعبنا
طيب السؤال الذي يطرح نفسه ؟ ماذا تحقق لشعبنا فعليا على الارض بعد هذه اللقاءات
والزيارات مع قمة الهرم في الدولة العراقية والاقليم ؟ جوابي الشخصي :
لم يتحقق على الارض في الوطن لشعبنا الا الشىء القليل حيث لم يتم ترجمة الاقوال
والوعود الى افعال او اعمال الا بشكل محدود جدا وكانت اخر زيارة لغبطته الى السيد
حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي بتاريخ 11 - 4 - 2015 للاطلاع الرابط
الاول ادناه ويمكن للقارىء الكريم ان يقرأ كلمات التضامن المعسولة والوعود الوردية
والتطمينات في حديث رئيس الوزراء العراقي والتي شبع منها شعبنا حد التخمة رغم
ظروفه الصعبة والمعقدة يبدو ان المسؤوليين العراقيين غير مؤمنون وغير
مقتنعون بأننا شركاء في الوطن وشركاء في العملية السياسية وكذلك غير مقتنعين
ومؤمنين بوجودنا القومي والديني وحقوقنا المشروعة في ارض الاباء والاجداد حيث
اصبحنا شعب بلا حقوق !! والا ما نفسر عدم استجابتهم لتنفيذ وعودهم وتطميناتهم !!
نريد افعالا واعمالا وليس اقولا يا غبطة مار ساكو لاننا فقدنا الثقة ونخاف من
المجهول !!
2 - غبطته اطلق العديد من المبادرات الوطنية والاجتماعية المسؤولة على طاولة
المسؤولين العراقيين الذين التقى بهم والتي تنم عن الشعور العالي بالمسؤولية
الوطنية والتاريخية تجاه كافة اطياف الشعب العراقي دون تميز ومنها مبادرة
المصالحة الوطنية بين الكتل والاحزاب السياسية والبرلمانية في العراق ومبادرة
اطلاق سراح المعتقلين الذين لم تتلوث ايديهم بدماء العراقيين مما يعزز المصالحة
ويطمئن الشارع العراقي ومبادرة اشاعة ثقافة الألفة والمحبة والسلام بين
اوساط الشعب العراقي ومبادرة تنقية الاجواء وتجاوز الخلافات بين الاطراف
السياسية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة طبعا اغلب بل
كافة المبادرات الطيبة انفة الذكر اعلاه والتي اطلقها غبطته لم تلاقي استجابة
وتفاعل وتفهم من المسؤوليين العراقيين بل استقبلت بأذن من طين واخرى
من عجين !! كأن مبادرات غبطته لا قيمة لها ولا تهمهم لانها جاءت من جهة
المكونات الصغيرة !! كنوع من الاستخفاف حسب رأي يا غبطة مار ساكو لا حاجة مستقبلا
لطرح هكذا مبادرات وطنية طالما لا تلقي استجابة وتفاعل.
3 - يا غبطة مار ساكو انت كبيرنا وحكيمنا وابا للجميع وها قد كررت الخطأ معذرة !!
فعند حضوركم لجلسة مجلس الامن الدولي بتاريخ 27 - 3 - 2015 الرابط الثاني ادناه
كان برفقتكم اثنين من اساقفة الكنيسة الكلدانية فقط !! مع جل احترامنا
وتقديرنا لهما وكذلك نجد عند زيارتكم الاخيرة للسيد حيدر العبادي رئيس الوزراء
العراقي الرابط الاول ادناه كان بصحبتكم اثنين من اساقفة الكنيسة الكلدانية فقط
مرة اخرى دون الاكتراث للرأي الاخر !! الم يكن الافضل ان يكون معك بعض رؤساء
الطوائف المسيحية في العراق او عدد من اساقفة كنائس شعبنا الاخرى في الوطن وفي
مقدمتها اسقف من كنيسة المشرق الاشورية او اسقف من كنيسة السريان الارذودكسية او
اسقف من كنيسة السريان الكاثوليكية وغيرها وعدم حصر التمثيل بأساقفة الكنيسة
الكلدانية فقط !! من اجل وحدة الصف وتوحيد الخطاب والمطاليب يا غبطة مار ساكو ليس
الا.
4 - رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي رجل سياسة والسياسة مفسدة للدين وانت
يا غبطة مار ساكو رجل دين ورجل رسالة نبيلة السؤال الذي يطرح نفسه ؟ الم يكن من
المفروض ان يرافقك عدد من نواب شعبنا او وزرائنا او قادة احزابنا في الوطن من خلال
التنسيق معهم بهدف الأتفاق على صيغة الطروحات والحقوق والمطاليب الدينية والوطنية
والقومية والانسانية امام المسؤوليين العراقيين وهنا اهمس في اذن غبطته واقول ارجو
العلم ان الكثير من ابناء شعبنا في الوطن والمهجر يقولون ان غبطة مار ساكو سحب
البساط من تحت اقدام سياسي وبرلماني شعبنا !! واصبح هو البديل عنهم !! علما ان
النائب يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية زوعا قال في احدى
لقاءاته الاعلامية مؤخرا ان غبطة مار ساكو عند حضوره جلسة مجلس الامن الدولي لم
ينسق مع احزابنا ونوابنا في الوطن !! اي بمعنى اخر ان غبطته ينفرد في الساحة.
ثم يا غبطة مار ساكو في مقابلة خاصة اجراها معك مدير موقع عشتار
الموقر الاخ الاعلامي المتميز نشوان جورج يتاريخ 13 - 3 - 2013 اي بعد
استلامك السدة البطريركية بفترة قصيرة قلت له الاتي : (سوف التقي بسياسيي شعبنا
المسيحي لتوحيد المواقف والخطابات خدمة لشعبنا وللعراقيين) انتهى الاقتباس
للاطلاع الرابط الثالث ادناه لكن مع الاسف بعد مرور سنتين على هذا التصريح واللقاء
لم تلتقي بأحزاب وسياسي وبرلماني شعبنا في الوطن من اجل توحيد المواقف والخطاب
والمطاليب هذا يعني هناك خلل !! ومن يتحمل المسؤولية الدينية والقومية والوطنية
والتاريخية في هذا الضعف والخلل ؟ انها مسؤولية مشتركة وجماعية يتحملها الجميع.
5 - المطلوب في المرحلة القادمة يا غبطة مار ساكو ان تتحمل (كنائسنا وتنظيماتنا
ومؤسساتنا وشعبنا في الوطن والمهجر) المسؤولية القومية والوطنية والتاريخية تجاه
قضية شعبنا وامتنا على المستوى الوطني والاقليمي والدولي وذلك بالتحرك الفعال
والجدي بشكل موحد وجماعي وتشكيل لوبي ضاغط وبطريقة واسلوب غير كلاسيكي وقديم
وبروحية قومية ودينية شجاعة وجديدة مختلفة لتفادي اخطاء الماضي وتتناسب مع حجم
محنتنا وحجم تحدياتنا ومخاوف شعبنا من المستقبل وذلك بتشكيل فريق عمل او هيئة
قيادية من (البرلمانين العشرة وقادة احزابنا ومؤسساتنا ورؤساء كنائس شعبنا)
بالتنسيق مع كنائسنا ومؤسساتنا في المهجر مخولة للتحرك معا بخطة مدروسة نحو حكومتي
العراق الفيدرالي واقليم كوردستان ودول الجوار واعضاء مجلس الامن الدولي والاتحاد
والبرلمان الاوربي وكندا واستراليا وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي
كما فعل اليهود من قبلنا.
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=777563.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776245.0.html
http://www.ishtartv.com/viewarticle,46990.html
انطوان الصنا