أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 948 | مشاركات: 0 | 2015-04-16 11:57:31 |

قصّة قصيرة... الحلم المعلّق

كريم إينا



على أوراق الشجر المرتجفة برياح الجو، كانت سيما متلثمة الوجه تحلم بالزواج وهي تجرّ عربتها الخشبية المنمنمة نحو الأفق، بين خيوط الشمس المنفردة تشبه أصابع المعكرونة الطويلة بلا نهاية، وكلب نائم متخدّر من جوعه إلى اليسار، تبدو ساقية تخرخرُ ماءها نحو واحات الخضار وأعشاب البرسيم والجت الحار العشن، كانت أوراق اللهانة المزهرة تخفي لونها المتعرنش، تنغمر الفتاة بضحكة جادة أمام بستان الكروم المتعنقد،وكالصمّاء كانت لا تسمعُ أصواتاً غير خرير المياه المنحدرة من الضفة الأخرى، ترشّح في تلك اللحظة كسرات شعاع الشمس لأغصان متدلية تغسلُ دبقها بحنّاء السكون ذي الحيوات المتربّصة، إنهمرت أدخنة  ملتهبة كأنّها تدورُ في تنّور الغياب تعكسُ جبهتها ببقعة ثابتة غير بعيدة عن الساقية، ظهرت سيما غائرة الهندام وهي تنظرُ من بعيد دونَ أن تشنّف مسمعها بكلمة واحدة.

 كانت حركة الفراشات ترسمُ ظلّها في الماء وهي تبوحُ لها برسالة عن حبيبها الذي تحلم به، عبرت منحدر الطريق وهي تراقبُ بعينيها الذابلتين سكون الهواء، تركت عربتها الخشبية مغموسة بالطين المتعربد،مدّت راحتيها المكوّرتين وهي تنصتُ لأقدام خافتة إقتربت منها، إرتجفت متخيلة فكي تمساح يعترضا أسلاك البستان الشائكة، تذكرت بغتة أمّها وكم تمنّت أن تكون معها هذه الساعة لتحضنها إلى صدرها لدرء الخطر المحدق بها، وفجأة ظهر راكب دراجة نارية فأخذت تلوّحُ بيديها طالبة النجدة منه فحملها معهُ، بدت المشاهد التي تمرّ أمام ناظريها كأسماك ملونة قافزة في النهر، كصفائح التنك اللمّاعة عندما تعكسُ أشعة الشمس بها،وأثناء عبورهما الجسر شاهدت سرباً من الحمام الزاجل يتجه نحوها كانت تنظرُ صوبها لعلّ من أحدها رسالة من حبيبها.

 في غفلة لامعة طلبت من صاحب الدراجة التوقف، نزلت من الدراجة بإبتسامة وادعة إلى أن تلاشت من أمام ناظريه، وهي في طريقها سائرة في البستان رأت بطيخة صفراء أطفأت بها نار غليلها، في تلك اللحظة كانت قطرات المطر تترجرجُ عليها ممّا جعلت نبضات قلبها المشتعل من الحر الشديد تزدادُ خفقاناً، كان شعرها يتلاطم على وجنتيها بفعل الهواء العليل، راودتها أفكار عن صورة حبيبها الموعود، وكم تمنّت في هذه اللحظات السارحة أن يظهر حبيبها الذي رسمتهُ في مخيلتها، وهي متشوقة لرؤيتها ممَا حال الرؤية إنكسار الظلال نحوها، سائلة نفسها متى يعطفُ عليّ الزمن وأرجعُ إلى الذي يحبّني؟، في تلك اللحظة راودتها ثانية زخات المطر الباردة كادت تثلجُ صدرها وهي تموّه نظرها نحو رماد الجرف الذي يمسّ قاع النهر،مرددة مع نفسها كلمات خافتة: تيار.ثمار.قطرات.بطيخة.

مسافرة بأفكارها كالباخرة التي تشقّ عباب البحر، فرأت صورة غريبة يؤرجحها حبيبها الآتي من بعيد وهي في حضنه متلهفة تشبه حقيبة خرساء معلّقة على جدار الهواء، بعد هنيهة من الوقت هزّتها رغبة ساخنة بإنتظاره وهي تحلّق بإرجوحة نسجت حبالها من الحرير الناعم، إعترفت بحبّها للدخان الصادرة من كوّة محرقة مهجورة بأنّها ما زالت داخل حقيبة مقفلة تنتظرُ حلمها المعلّق كي يأتي ويدخل إليها بمفتاحه، ولكنّ الأشياء سارت عكس تعويذتها المتيمة وهي تقولُ لها: واصلي السير إلى الأمام وبينما هي تسير أصبحت تسبح في الفضاء الفسيح بين النجوم، وفي لحظة من الزمن أحسّت بأنّها قد هوت في نفق مظلم تدفّق منهُ سربٌ من الغربان، بعد برهة من سقوطها صحت من إغمائها فتحت عينيها وإذا أمامها دهليز ضيق يسع لشخص واحد.

 سارت فيه لمدة ربع ساعة حتى وصلت إلى قبّة مشعّة تخرج منها رائحة المسك، قالت: في نفسها يا ترى هل أنا في حلم؟. تهيأ أمامها رجل قصير يعتمر قبّعة ووشاحاً أبيضاً قال لها: تعالي ورائي لكي أوصلك بسيدي. تراءت في نفسها وهي حائرة بقولها: هل أنا ألس في بلد العجائب؟. قادتها قدماها نحو سيد القزم وهي ترى أشياءً مرصّعة غير مألوفة تفوقُ عالم الخيال كاللآلىء والمجوهرات والذهب، أصبحت عطشة ممّا دفعها الفضول لتعرف المزيد عن هذه الدنيا الغريبة. أشّر لها القزم بأن تذهب مع إحدى الجواري لإستقبال ملك الجن. سارت في طرقات مستقيمة وملتوية، غريبة... جميلة... وساحرة.

 إلتقت بأناس يختلفون كثيراً عن النماذج الإنسانية التي تألفهم في الخارج. وقف أمامها شاب بكامل أناقته وتألّقه مبتسماً لها بإبتسامة عريضة. بدأت الوساوس تنهشُ في براكين أحلامها تمالكت نفسها لوضع حد فاصل بينها وبينهُ لتخترق حدودهُ اللامرئية، لكن منظرهُ كان يهدهدُ في عينيها كالبرق المنهمر. حاول لمس راحة يديها وهي تستنشقُ منه رائحة مسك فوّاح لم تستطع تحمّل الوقوف تمايلت بين ذراعيه كأنّ الشهوة تملّكتها، غفت لعدة أيام بعتمتها الوردية وهي سابحة بأفكارها حول مراسيم الزواج إنبعث صوت بائع الفرارات مدوّياً يعرضُ بضاعتهُ للناس ممّا جعلها تستفيقُ من نومها، لقد كان كلّ ذلك سراباً ووهماً أوّاه..أوّاه لذلك النعيم الذي كانت تعيشهُ!، إذ كان كلّ ذلك نتيجة التعويذة المعلّقة في رقبتها. لم يكن هناك قزمٌ، ولا ملك الجن، وإنّما كانت مجرّد أوهام عذبة عاشتها على عربتها الخشبية وسط بستان الكروم لكنّها لحدّ الآن تحلم بفارس أحلامها.    

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6151 ثانية