مائة عام والسيف لم يرتوِ من دماء شعبنا

عشتارتيفي كوم/

تمر علينا هذه الأيام الذكرى المئوية الاولى لأبشع إبادة جماعية تعرَّضت لها الشعوب المسيحية على يد الدولة العثمانية عام ١٩١٥، حيث سلَّطت الدولة العثمانية سيفها الحاقد على رقاب الشعب الكلداني السرياني الآشوري والأرمني واليوناني وأبادت أكثر من ثلاثة ملايين انسان بريء اعزل، من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال.

وتتزامن الذكرى المئوية مع واقع سياسي وأمني مرير يعيشه شعبنا في الوطن حيث هجر من مناطقه التاريخية في مدينة الموصل وسهل نينوى في العراق وحوض الخابور في سوريا على يد تنظيم داعش الإرهابي في اعادة لتراجيديا الابادة الجماعية ومذابح سيفو التي نعيش اليوم ذكراها المئوية.

ان ما تعرَّض له شعبنا اليوم هو إعادة لذلك السيناريو الإجرامي البشع، وإن كان بأدوات مختلفة ولكنها ليست بعيدة عن نفس تلك السياسة وذلك الفكر والموروث الديني والقومي الذي قتل شعبنا وهجره وإستولى على أراضيه، واليوم إذ نستلهم العبر والدروس وننحني أمام عظمة التضحيات التي قدَّمها شعبنا عبر تاريخه المليء بالمفاخر والإنجازات الحضارية التي ساهمت في رقي العالم وتمدُّنه.

وفي الوقت الذي نشكر ونثمن عالياً مواقف العديد من الدول التي إعترفت بالإبادة الجماعية، فاننا ندعو المجتمع الدولي الى صحوة ضمير حقيقية بعيدة عن المصالح والحسابات السياسية، ينطلق من القيم الانسانية للإعتراف بالإبادة الجماعية وإدانتها، وندعو تركيا وريثة الدولة العثمانية للاعتراف بها وتحمُّل المسؤولية الاخلاقية والمعنوية تجاه أحفاد الذين تعرضوا للإبادة. وفي ذات السياق على تركيا المعاصرة القبول بماضيها والتعايش معه والإعتذار عن المأسي والجروح الغائرة التي سببتها في ضمير الانسانية، من أجل غد يسع الكل ومستقبل افضل للجميع.

واليوم إذ نحيِّي أبناء شعبنا في الوطن وعبر العالم الذين خرجوا في الذكرى المئوية للإبادة، منددين بها ومستذكرين عظمة التضحيات التي قدمها شعبنا، داعين المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرَّض شعبنا له اليوم ايضاً، فإننا نؤكد تواصلنا في مسيرة النضال والتضحية من أجل حقوق شعبنا المشروعة والعادلة في الوطن ولن نستكين في مساعينا من اجل ذلك مهما كانت الصعوبات وغلت التضحيات، مؤكِّدين لشعبنا اننا على اتم الاستعداد في  المشاركة ومسك الارض مع جميع القوات المسلحة التي ستكلف بتحرير مناطقنا المحتلة من قبل عصابات داعش.

إن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا اليوم يفرض علينا التمُّسك بالأرض والبقاء في الوطن والصمود والمقاومة والدفاع عن النفس، وعدم إتاحة الفرصة للأجندات المعادية والرامية لتهجير شعبنا ومحوه من التاريخ.

ونعبِّر في هذه المناسبة الأليمة عن عمق التمسك بثوابتنا القومية والوطنية والدفاع عن حق شعبنا في وطنه وتحقيق أهدافه المشروعة، وفي المقدمة منها توفير منطقة آمنة برعاية دولية في سهل نينوى ليمارس شعبنا حقوقه السياسية والثقافية والإدارية، وندعو الشركاء في الوطن إلى دعم ومساندة شعبنا وبقية المكونات القومية ومشاركتهم في صنع القرار السياسي .

وفي الختام فان جراح الماضي لا تطيب ولا تندمل اذا لم تعالج بالصورة الصحيحة، وهي الإعتراف الكامل بالإبادة الجماعية دولياً وتحمُّل تركيا للمسؤولية التاريخية في جانبها الإنساني والاخلاقي، كما نعلن تضامننا مع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والأرمن في تركيا، لإستعادة اراضيهم ونيل كافة حقوقهم المشروعة.

المجد والخلود لشهداء سيفو وشهداء الابادات الجماعية

المجد والخلود لشهداء شعبنا وشهداء الحرية

والنصر لقضية شعبنا.

                                                            تجمع التنظيمات السياسية

                                                            الكلدانية السريانية الآشورية

                                                            24 نيسان 2015