في هذا الليل الطويل
وهذا البرد الشديد القارس
وصوت قطرات المطر
في الخارج وعلى الأسطح
تجعلك مرتبك مشلول عابس
خائف قلق حائر يائس
مخنوق محبوس ناعس بائس
في هذا الليل المخيف القاتل
أسمع صوت الريح وهي
تتلاعب بأوراق الشجر ......
وصراع الأرض في ابتلاع االمطر
.............
ما أصعب الليل الطويل
وصوت تساقط المطر
عندما تكون حزيناً ..... وحيداً
وقلبك مجروح يسكنه ... القهر
وأنت في بلداً غريب ... وبعيد
خاف ... حائر ..... شارد الفكر
.............
الأفكار في رأسي تتلاعب
والهموم في قلبي تتدافع
وأحزاني القديمة تعود وتتكرر
والدموع مثل المطر
في عيوني تزداد وتنحدر
أحاول السكوت والنسيان
لكن صوت المطر يجعلني أتذكر
................
أتحرك في غرفتي الحزينة
وعلى ضوء الشمعة اليتيمة
أشعل سيكارتي الأخيرة
أضع نظارتي القديمة
ومن النافذة الوحيدة أنظر
الشوارع فارغة والدنيا مظلمة
لا حركة لا أضواء ولا بشر
وأبقى لوحدي مع سيكارتي
أسهر مع الليل حتى الفجر
أسمع وأشاهد المطر ينهمر
أشرب الشاي وأستسلم للقدر
جان يلدا خوشابا
طهران ـ ايران
١٩٨٥