في الوقت الذي كانت تتجه الأنظار نحو نصر كبير قادم من الأنبار جاءت الأنباء بسقوط الرمادي بيد داعش ، في سيناريو مشابه لسقوط الموصل ، وقد كثر الحديث عن اسباب هذا الفشل ، الحكمة تقول انه من الغباء ان يسقط الشخص في الحفرة مرتين ، ولكن في العراق هناك امور لا تجد لها تفسير ، بسبب هذا الفساد الذي يشل كل تقدم من قبل الجيش او من قبل الحكومة ،فأذا كان عدد الفضائيين الذين يتقاضون رواتبهم وهم في بيوتهم اكثر خمسين الف من جندي وضابط ، وأذا كانت نصف عشائر الأنبار تقف مع داعش لأسباب سياسية وعشائرية وعنصرية ،اضافة الى العزف الطائفي الذي يمارسه السياسيون في تصريحاتهم الغبية التي تهدم اي جهد يساعد في توحيد الجهود من اجل دحر داعش ،ان الفوضى التي يعيشها العراق غير مسبوقة ،ان عدد القوات الأمنية التي تتقاضى رواتب من الجيش والشرطة كبيرجدا وتكلف الدولة كثيرا ولكن مقابل ذلك لا يوجد اي مردود بسبب غياب العقيدة الوطنية،وأحيانا بسبب الخيانة العظمى لبعض القادة والقطعات ، وهذا يتكرر ولكن لا نجد عقوبات رادعة بحق الخونة بسبب الطائفية والفساد وبسبب حجم دائرة الفاسدين ، فلا تكشف الشبكة الفاسدة لكون العديد من كبار المسؤولين في الدولة مشاركين في الفساد ،ان الفساد جعل كل مؤسسات الدولة غير فاعلة وغير كفوءة ، والآ كيف نفسر هذا التراجع في النواحي الأمنية والأقتصادية والأجتماعية في العراق ، ومن النقاط التي تؤشر في سقوط الرمادي هي ما يلي ؛
1- الخيانة،2- الفساد،3-غياب العقيدة العسكرية،4- غياب الحس الوطني،5- غياب الستراتجية العسكرية ،6- تصاعد التوتر الطائفي،7-عدم تعاون السياسيين مع الحكومة 8-منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الأنبار ،9 -اختراق الأجهزة الأمنية من قبل داعش 10-عدم مشاركة التحالف بصورة مكثفة بسبب هذا التناحر بين القوى السياسية.
ومع كل هذه السلبيات فأن داعش سوف ينتهي ولكن كيف نتغلب على كل هذه الأمراض التي تفتك بالبشر وبالأقتصاد في ظل هذا الفساد الذي ينخر جسد العراق كنظام وكدولة ، ان البلد سوف يتحرك كالسلحفات ليس بسبب قلة الموارد بل بسبب الفساد الفكري والأداري وبسبب المحاصصة الطائفية وسوف يظل المواطن يعاني من الفقر والجهل ومن غياب الخدمات بينما يزداد عدد اللصوص وتتضاعف ثرواتهم ، وليس لنا الا لنقول ليكن الله في عون العراقيين على هذا الواقع الاليم وعلى هذه المآسات التي لاتنتهي...