الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      "يورو 2024".. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"
| مشاهدات : 356 | مشاركات: 0 | 2015-06-25 10:50:23 |

جدل تغيير النظام الى رئاسي!

جاسم الحلفي


 

لا يتزحزح موقف من يجد له مصلحة شخصية بتحويل النظام السياسي في العراق من برلماني الى رئاسي، مهما كانت المحاججة واقعية وصحيحة، لان من يستغل مصالح العراق وموارده ويجعلها مرتعا لمكاسبه الشخصية، ومجالا لتعظيم ثرواته، عبر التسلط، وبعد كل هذا الخراب الذي عم، يكون النقاش معه غير منتج، فتجده لا يتردد في الاصرار على طرح دعوته كلما اعتقد ان الوقت مناسب لتمريرها، لكن النقاش هو في غاية الضرورة مع المواطنين الذين يتطلعون الى بلد مستقر آمن لا إرهاب يعبث به ولا فساد يستنزف ثرواته، هؤلاء الذين تولدت عندهم قناعة من ان أزمة البلد تكمن في شكل النظام السياسي القائم، أي ان سبب ما يحصل عندنا هو لأن النظام برلماني كما يعتقدون!

من المعروف أن النظام السياسي هو الطريقة التي يتم بها توزيع السلطة، وتحديد العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، واستنادا الى هذا يصنف علماء السياسية جميع النظم السياسية في العالم الى ثلاثة رئيسية: الرئاسي كما في الولايات المتحدة، والبرلماني كما في بريطانيا، ونظام الجمعية كما في سويسرا، وفي حالة الأخذ ببعض ميزات النظام الرئاسي ومثيلاتها من النظام البرلماني فإن النظام الناتج يطلق عليه تسمية النظام شبه الرئاسي كما في فرنسا، ويتحدث علم السياسية انه ليس هناك نظام جيد ونظام سيء، وانما يتم تحديد شكل النظام وفقا  لطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية، وان لكل نظام من هذة الانظمة ايجابيات وسلبيات، وان نجاح النظام او فشله يخضع لعناصر عديدة، منها درجة التطور الحضاري في البلد، التعددية الاثنية والثقافية، الادارة الانتخابية وقانونها، القوى السياسية ودورها، التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والثقافية التي تواجه البلد، لذا لا تصح المفاضلة دون فهم مجمل هذه العناصر.

فالنظام السياسي البرلماني العراقي قد تم إقراره في الدستور، ولم تحصل معارضة جدية حوله، وذلك لاستحضار واضعو مسودة الدستور التجربة المريرة لفترة حكم النظام الرئاسي التي دامت لغاية التغيير عام 2003، اذ اتسمت بالقبضة الحديدة والتفرد ونزعة الدكتاتورية التي ما زلنا نعيش تداعيات ارثها المقيت، فان تغيير النظام من برلماني الى رئاسي يكون بحكم المستحيل دون إجراء تعديل دستوري، كما ان تعديل الدستور يتطلب جملة من الإجراءات يصعب تحقيقها من دون توافق سياسي واسع، وهذا واضح انه غير ممكن ضمن الأوضاع المعقدة التي نعيشها، فما هو مغزى طرح تغيير النظام الى رئاسي من قبل العارفين بكل هذه المعطيات ومآلاتها؟

يبدو ان الهدف من ذلك هو حرف أنظار المواطنين عن السبب الرئيس للازمة الحقيقة التي تدفع بالعراق الى المجهول، وبعد تصاعد النقمة على المسببين في تمكن قوى الإرهاب متمثلة بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) من السيطرة على قرابة ثلث مساحة العراق، وتفشي الفساد وتمترسه في مفاصل مؤسسات الدولة، وكذلك تأثير الأزمة المالية والاقتصادية على الحياة العامة والتي كشفت فشل الرؤية الاقتصادية التي تعتمد على مورد النفط تحديدا دون تنمية القطاعات الاقتصادية الانتاجية الاخرى.

يقينا هناك نقمة شعبية تتصاعد ضد النخب المتنفذة والمتحكمة بالاوضاع السياسية في البلد، ويتصل بها، الى جانب اسباب اخرى، ضعف اداء المؤسسات السياسية، ومنها مجلس النواب، وتواضع انجازه، يرافقها غياب الإرادة الوطنية، وفشل الادارة السياسية حتى الآن في اعتماد نمط ومنهج جديدين وعدم القدرة على ترتيب الاولويات، كل هذا، وغيره، يفرض الحاجة الى إصلاح النظام وإجراء تغيير في بنيته وطبيعته، عبر تخليصه من نظام المحاصصة المقيت واعتماد المواطنة، وهذا لا يتم بحصر السلطات بيد واحدة، انما  بتوسيع المشاركة، وتمكين المواطنين سياسيا، وتحسين طرق تمثيلهم بشكل حقيقي، وعدم تغييب أصحاب مشروع المواطنة، الداعين الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وتجسيد ذلك عبر تشريعات قانونية وتعديل ما هو نافذ من القوانين برؤية تعزيز المشاركة وتوسيعها، وليس حصرها بكتل متنفذة، هي سبب الازمة وادامتها، وخلق اجواء تمكن القوى الديمقراطية التي لم تتلطخ اياديها بدم العراقيين، ولم تتلوث بالفساد، بما يمكنها من ان تتمثل بحجمها الحقيقي، وهذا ممكن عبر اوسع مساهمة وطنية جدية، يسهم فيها المواطنون بوعي وحماس عال من اجل إجراء التغيير الممكن والمنشود.

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6170 ثانية