من حرائق نينوى
تناثرت حبات البذور
الى الجبال والوديان والسهول
الى الجبال العاصية في (هكاري) و (اورميا)
وضفاف نهر (خابور)
والى جبال اشور في العراق
ونمت ما بين شقوق الصخور
الزهور الملونة لتصدح
لذكرى الشهداء الذي سقوا تربة بلاد اشور
بدماءهم الذكية الحمراء كالنجوم
لتكون شاهد عيان للاحفاد
وتنير دربهم كالبروق
لتحرير بلداتهم من لصوص والذئاب
ونبض القلب يتفجر كالبركان
والقلم يدون الذاكرة كالاشرعة
التي تنبض في اعماق التاريخ
وتضيء العقل كالمشاعل النيرة
عن المسيرة الطويلة والمريرة
لامتنا في القرن الحادي والعشرون
وتدور عجلة الحياة ..........
وتبدا الحروب لكي تكنس احلامنا القديمة
بولادة وطن في ارض الاجداد.......
وتبدأ مجاذر سيفو عام1915
بعد تمزيق الامة الى المذاهب والطوائف
من قبل المبشرين الاوربيين
وسقطت الاف من الجثث في الطرقات
والجبال والانهار كالشلالات
هكاري تستغيث واورميا تبكي
وجبال اشور تلطم الخدود الخضراء
والخابور يجري كعادته الى المصب القديم
والانكليز وامريكا وروسيا
صامتون كاصنام والقبور
وخيام بعقوبة البيضاء تحتضن المشردين
والنصب التذكاري وشم في ذاكرة الزمن
بانتظار القطيع المتشرد عن الراعي الحكيم
واغا بطرس ينتفض كالاسد الجريح
ويتسلق مع مقاتليه الجبال ويتحدى الثلوج
يفكر عن طريق خلاص شعبه
الذي شردته الحروب الطويلة
وخيانة الحلفاء والانكليز لهم
ولكن دون جدوى
والانكليز يتفاوضون عن الحقوق القومية
وتعطى هكاري الى تركيا
وولاية الموصل للعراق
لكي تكون اقليما اشوريا
ولكن النفط وسياسة المستعمرين
وحكام العراق الجدد
حالت دون تحقيق الوعود
وتم تفريقهم الى سوريا وشمال العراق
في قرى بعيدة حالت دون توحيدهم مستقبلا
ولكن الدماء تبخرت في الاعماق كالبركان
وقررت حمل السلاح لانقاذ الامة المشردة
وتحقيق الامنيات........
فكانت مذبحة (سميل )
في العراق( 7 اب )1933
التي ازحقت الارواح البريئة
من الشيوخ والاطفال والنساء
في اقسى مجزرة في التاريخ ضد شعب مسالم
يطالب بالحرية لشعبه في ارض الاجداد...
ويتشرد شعب الحضارات من جديد
الى قرى متفرقة ما بين الجبال شمال العراق
وشمال سوريا في خابور والى امريكا واوروبا.....
وتدور عجلة الزمن من جديد
في حزيران واب 2014
بعد فشل القوات العراقية وبيش ماركة
من حماية ابناء الموصل وبلدات سهل نينوى
الذئاب البشرية كالجراد الاصفر
ترفع اعلامها السوداء باتجاه الموصل
ويبدا التهجير الى الجبال
والوديان والسهول
والعالم كالاصنام صامتون
ماذا يكون مصيرهم وهم لا يصدقون
بوعود الجيران......
والقادة السياسيون متشتتون
بلا هدف يمضون
ويبصمون على الاوراق وهم نائمون
والامة تصرخ فيهم
استيقظوا يا احفاد اشور بانيبال
فقد اشرقت الشمس الذهبية
وحمل الفلاح منجله الى الحقل
والعامل مطرقته ليدق فوق رؤوس الاوغاد
ليصنع وطنا من بقايا الرماد
والكاتب الى مصنع الكلمة
ليصوغ ملحمة الارض والانسان الجديدة
ويشدو باغانيه لتصدح كبروق اشور
عبر الاثير....
عائدون..كالنسور الى اعشاشنا القديمة.
في المثلث الاشوري رغم انف الاعداء.
15 ايار 2015