عشتار تيفي كوم - رووداو/

اضطرت العديد من الاسر الموصلية إلى مغادرة ميدنتها بطرق مختلفة، خشية بدء عملية عسكرية على الموصل بالاضافة إلى تصرفات داعش مع الاهالي في المدينة، ويقول قائمقامها إن 150 اسرة تفر يوميا منها.

وتوجه بعض تلك الاسر إلى بغداد، بينما توجه البعض الآخر إلى اقليم كوردستان، فيما ذهب بعضها إلى سوريا، ليدخلوا تركيا من هناك، ومن ثم يدخلون اقليم كوردستان.

وقال قائمقام الموصل حسين علي، لشبكة رووداو إن "اهالي الموصل سلكوا عدة سبل للخلاص من يد داعش، غالبيتهم يصلون تركيا عبر سوريا، والذين يفرون هم من ميسوري الحال".

وأوضح علي أن "الذين يفرون من الموصل يستأجرون مركبة بـ2500 دولار لتقلهم إلى سوريا، ومن هناك يتسللون إلى الاراضي التركية، ثم يعود بعضهم إلى اقليم كوردستان، في حين يبقى البعض الآخر منهم في تركيا، بينما يلجأ بعضهم إلى الدول الاوروبية"، وأضاف أن "انتقال اسرة مؤلفة من ثلاثة أشخاص إلى كوردستان بهذه الطريقة يكلف ستة آلاف دولار".

وهناك طرق اخرى للفرار من الموصل، وذكر علي أن "بعض الاهالي ينسقون من المؤسسات الامنية في كوردستان والشيوخ العرب السنة، ويدخلون المناطق المحاذية لمناطق تواجد البيشمركة، ثم يقضون 10 ساعات سيرا على الاقدام لدخول الاقليم، ويذهب بعضهم إلى الحويجة ليتم تهريبهم من هناك إلى كركوك بمبلغ 200 دولار".

وحول عدد سكان الموصل، قال قائمقامها، إن "هناك نحو اربعة ملايين و500 ألف ساكن في الموصل، لكن مليونا ونصف المليون فقط منهم من الاهالي الاصليين للمدينة، أما البقية فقد جاءوا بعد الهجمات على مدينة تكريت والرمادي".

وتابع أن "98% من سكان الموصل من العرب حاليا، وبقي قسم قليل جدا من الكورد فيها، بينما يعد المسيحيون على عدد اصابع اليد".

واردف قائلا إن "مسلحي داعش شعروا بفرار اهالي الموصل منها، لذا قاموا بتشديد الاجراءات الامنية في نقاط التفتيش التي تقع على مخارج المدينة، ولدينا معلومات بأنهم جمعوا الاهالي في مساجد الموصل قبل ثلاثة ايام وجمعوا التواقيع لمبايعة خليفة داعش وطلبوا منهم حمل السلاح في جبهات القتال، على أن يكون القتل مصير كل من يعارض القرار".

وطريق الوصول إلى بر الامان بالنسبة لتلك الاسر محفوف بالمخاطر، ففي الاسبوع الماضي حاولت اسرة موصلية الفرار من يد داعش، لكن عبوة ناسفة انفجرت عليها في الطريق نحو اقليم كوردستان، ما أدى إلى اصابة اربعة من أفرادها بجروح.

وأكد مصدر في دائرة صحة دهوك النبأ، وقال لرووداو إن "اثنين من الجرحى كانوا أطفالا، أغلبهم احترقت وجوههم، وقد تم تسليمهم لاسايش دهوك بعد تلقيهم العلاج اللازم".

ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة الموصل منذ العاشر من حزيران يونيو من العام الماضي، وكان عدد سكانها الاصليين يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، لكن بعد مجيء داعش فر نحو مليون ونصف المليون إلى اقليم كوردستان وعدد من الدول الجوار.

وتبعد هذه المدينة مسافة 80 كيلومترا عن دهوك، لكن الاعمال المتطرفة التي يرتكبها داعش دفع بالسكان إلى قطع مئات الكيلومترات وصرف مبالغ كبيرة للوصل إلى مناطق آمنة مثل محافظة دهوك، وعلى الرغم من مصاعب الطريق، مازال العديد من اهالي الموصل يصلون اقليم كوردستان، وخاصة دهوك.

وقال مصدر في اسايش زاخو لرووداو إنه "قبل قبل هجمة تكريت، كان عدد العرب الذين يفرون من الموصل إلى تركيا ثم الى اقليم كوردستان قليلا، لكن العدد إزداد الآن، ويأتي يوميا عدد كبير من المواطنين عبر هذه الطريقة".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "الذين يحملون هوية الموصل نعلم أنهم جاءوا من تركيا، ومنها إلى اقليم كوردستان، لكننا نطالبهم بكفيل من كوردستان، ولا نسمح بدخول أي شخص إلى اقليم كوردستان مالم يكن لديه كفيل من الاقليم".

وعلى الرغم من عدم توفر احصائية دقيقة لدى المصدر المذكور، إلا أنه قال إن الناس يدخلون اقليم كوردستان يوميا عبر منفذ ابراهيم الخليل الحدودي.

وقال رئيس كتلة التآخي والتعايش في مجلس محافظة نينوى، سيدو سنجاري إن غالبية تلك الاسر "تلجأ إلى اقاربها الذين هم نازحين في الاساس (في اقليم كوردستان)، أما الذين لا احد لهم هنا فيتوجب عليهم ايجاد من يكفلهم ليتم بعدها السماح لهم بالسكن في مخيمات النزوح أو تأجير مسكن لهم".