بداية اكن جزيل الاحترام والمحبة الصادقة للصديق العزيز ضياء بطرس وأعتز به بشكل شخصي ، وارجو منه ان يسامحني على صراحتي بما سأتناوله في هذه الاسطر، حيث هكذا تربيت وهكذا سوف ابقى (اتمنى ذلك ) حتى وان استلمت حصتي من النفظ ان كان عبارة عن كرسيا هنا او هناك ، ارجو مرة اخرى ان تسامحني صديقي العزيز

دعي السيد ضياء بطرس لمؤتمر برعاية عدد من البرلمانيين الاوربيين من الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في البرلمان الاوربي الى جانب شخصيات اخرى كالنائب وسكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية الاستاذ يونادم كنا والخوري عمانوئيل يوخنا مدير منظمة كابني الخيرية للمساعدات والاستاذ ناهر ارسلان  من الناشطين من ابناء شعبنا في بلجيكا وكذلك شخصيات ايزدية وشبكية وارمنية وكاكائية وبهائية كما شارك ممثل عن السفارة العراقية وممثل حكومة اقليم كورستان العراق في الاتحاد الاوربي

كل الذين تحدثوا عن اوضاعهم ومستقبلهم في العراق كانوا حريصين ان تبدأ كلمتهم بلغة الام للتعبير عن ثقافتهم اعتزازا  بها وللتعريف بهويتهم القومية ، هكذا بدأو  الكورد الايزيديين وهكذا ايضا ابتدأ الحديث الاستاذ يونادم كنا ، ألا الاستاذ ضياء بطرس الذي اعتذر شديد الاعتذار بأنه سوف لايتمكن بألقاء كلمته التي حضرها مسبقا باللغة الكوردية ( لغة الأم ) لعدم وجود مترجم  في غرفة المترجمين لذا سوف يتلوها باللغة العربية ( حقيقة انا لا ادري لماذا يعتذر منا نحن المشاركين ومعظم الحاضرين اجانب ومن قوميات مختلفة ولا ادري ماهي الرسالة التي يود ان يوصلها من جراء الاعتذار داخل القاعة ام خارجها  بأنه سوف لايمكنه التحدث بالكوردية..!!) عموما

 بدأ الاستاذ ضياء رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان العراق "محاضرته" بسرد وشرح بتواريخ وارقام الصادرة والواردة  لمواد حقوق الانسان والمواثيق الدولية والتوصيات  وكأنه يلقي محاضرة لطلبة او شباب في احد الاماكن (مع كل الاحترام والتقدير للطلبة والشباب)   ، بالرغم ان الساعة المخصصة كانت عن ملف المسيحيين ومستقبلهم حاليا ، ويبدو انه كان محرجا كثيرا في تناول اوضاع شعبنا في كوردستان وهذا الذي جعله في اسهاب وتكرار معلومات بديهية لكل الحاضرين في قضايا حقوق الانسان من الناحية النظرية وهو يعرف ان المشاركين لهم دراية كبيرة وذوي اختصاص في هذا المجال !!ا

فأن كان مدعوا بأسمه الحكومي كرئيس للهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان كان عليه ان يقدم شرحا وافيا عن اوضاع المسيحيين في اقليم كوردستان ويبدو ومن كلامه الذي كان كله يدور في فلك انتقاد حكومة المركز  لا غير دون الاشارة الى اوضاع المسيحيين في اقليم كوردستان كان هدفا من حضوره  ، فلم يعر اي اهمية لسياسة التهميش والاقصاء والتجاوزات  التي تطال ابناء شعبنا ، على سبيل المثال لا للحصر تهميشنا في عضوية المفوضية العليا للانتخابات في الاقليم وملف التجاوزات على قرى وعقارات شعبنا .  

خلال الاستراحة استفسرت منه عن كلمته التي تجاهلت فيها اوضاع شعبنا ومستقبله بدت اجابته بصوت عالي لا مبرر له ، قاطعته بأن يجيبني بصوت منخفض لكي اسمعه حيث برر ذلك بأن دعوته جاءت رسمية كرئيس للهيئة المستقلة لحقوق الانسان ولا يتمكن ان يتحدث عن شعبنا لانه "محايد" وتارة اخرى حاول ان يبرر بانه قد كتب في كلمته كل الذي تطرقت اليه من تجاوزات واقصاء لابناء شعبنا الا ان الوقت لم يكن كافيا ، وللاسف الشديد كانت مبرراته ليست في محلها اطلاقا ، فبالنسبة للوقت فالسيدة رئيسة الجلسة في ملف المسيحيين حاولت ولعدة مرات ان تؤكد له بأنه قد تجاوز الوقت المحدد له وان حديثه ليس له علاقه بأوضاع المسيحيين ولكن مع هذا استمر في استرساله في "القاء محاضرته العصماء" وعندما طلبت منه برجاء انهاء كلمته او تلخيص ما يريد اجاب انه قد انهى كلمته بالتمام والكمال !!! هذا من جانب الوقت اما كونه قد تم دعوته بشكل رسمي ادرج هنا بعض الملاحظات

اولا: لقد تم اختياره لهذا المنصب كممثل عن شعبنا وليس لانه اكاديمي او متفقه في قضايا حقوق الانسان ، ولهذا تم ترك مقعده الحزبي ليباشر اعماله في الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان العراق

ثانيا: ان كانت دعوته بصفته الرسمية !! هل هذا يمنع التحدث عن اوضاع شعبنا في اقليم كوردستان العراق ؟؟؟ سؤال يحتاج الاجابة من ابناء شعبنا ، وان كان كذلك فما فائدة وجود هكذا هيئة تنعت نفسها بأنها تعنى بقضايا حقوق الانسان وهي وكما يبدو واجهة حكومية عندما لا تقوم بواجباتها اتجاه مكونات كوردستان وعليه وكما يبدو انها عملها ليس له علاقة في الرقابة في تطبيق المعايير الدولية بخصوص حقوق الانسان والاقليات في اقليم كوردستان

ثالثا: حتى وان كانت دعوته رسمية هل الاقليم اسمه اقليم الكورد ام اقليم كوردستان وهل احترام الخصوصية الثقافية لشعبنا سوف تتقاطع مع منصب السيد ضياء بطرس رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان ؟؟

رابعا: ان عدم التحدث بمصداقية حول حقوق الانسان والاقليات في اقليم كوردستان تعد هذه رسالة سلبية وذات مردود سلبي على تجربة كوردستان ، كان الاحرى ان يتحدث وان يقيم حالة حقوق الانسان والاقليات في كوردستان حينئذ يعكس التعايش السلمي بين مكونات الشعب الكوردستاني وكذلك فسحة المساحة الديمقراطية التي تتحلى فيها كوردستان وان طرح الامور بهذا الشكل يعكس بان هناك مشكلة حقيقية حول اسلوب التعامل مع قضايا الشعوب الكوردستانية من جانب المسؤوليين الذين يشاركون في المؤتمرات الدولية ، علما ان المعلومات الصحيحة في عالم ثورة الاتصالات يمكن الوصول اليها بكل سهولة ويسر ، فلا تفيد تلك المعالجات في غض النظر عن تلك الحقائق  !!!!ا انها رسالة سلبية ، وبأعتقادي ان كان يتحدث بمصداقية بأوضاع شعبنا في كوردستان سوف يكون محل احترام وتقدير عند ابناء شعبنا وعند قيادة وشعب كوردستان ايضا

خامسا : كل الذين استلموا وظائف في حكومة المركز واقليم كوردستان لم يتخلوا عن مطالبات شعبهم وعن تمثيله في قضايا التي تهم شعوبهم او حتى اهداف حزبهم  او  الجهة التي رشحته بشكل او بآخر الا ان هذه القاعدة لا تشمل السيد ضياء بطرس فلم نسمع منه يوما انه تحدث عن امور تخص اوضاع شعبنا ومستقبله ومطاليبه في اقليم كوردستان

كلمة اخيرة

ان اداء السيد ضياء بطرس لايرقى ابدا بما يتحدث ويجاهر به كجهة محايدة ، كما ان انصهار خصوصية شعوب كوردستان في بودقة الكوردية ليست حلا لمشاكل كوردستان بل ستزيد في الامر تعقيدا ، ولا علم لي ان كانت هذه هي اهداف  القيادة الكوردية لبناء كوردستان كدولة في المستقبل .