الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024.      صور.. رتبة غسل أقدام التلاميذ - كنيسة الصليب المقدس للأرمن الأرثوذكس/ عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس خميس الفصح ورتبة غسل أقدام التلاميذ في كنيسة عذراء فاتيما، جونيه – كسروان، لبنان      البطريرك ساكو في قداس الفصح في قرية هزارجوت: غسل الارجل يرمز الى غسل القلوب      المديرية العامة للدراسة السريانية تفتتح معرضا للرسم والخط والزخرفة باللغة السريانية في محافظة البصرة      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      "يورو 2024".. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين      البابا فرنسيس: لنطلب من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة      الإبداع والتميز مع الشابة العراقيّة فبيانا فارس      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"
| مشاهدات : 1332 | مشاركات: 0 | 2015-07-28 09:48:49 |

الأسباب الكامنة وراء كوارث العراق وأبشعها اجتياح الموصل

د. كاظم حبيب


(4-5)

منذ سقوط الدكتاتورية البعثية الفاشية الغاشمة ببغداد واحتلال العراق كله من قبل التحالف الدولي خارج قرارات مجلس الأمن الدولي وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرض نظام سياسي طائفي مقيت ومحاصة طائفية وأثنية على الشعب العراقي عاش العراق وما يزال في دوامة رهيبة ومرعبة دون انقطاع من الكوارث الرهيبة والزلازل السياسية والاجتماعية المدمرة التي تسببت بموت وجرح وتعويق مئات ألوف البشر، إضافة إلى تفاقم الهجرة إلى خارج البلاد بحيث بلغت أكثر من 4,5 مليون إنسان، ونزوح داخلي متواصل صوب إقليم كردستان العراق أو صوب بعض مدن الوسط مثل كربلاء والنجف، وتدمير البنية التحتية وخراب الاقتصاد الوطني، وأكثر من قبل بدء الحرب الخليجية الثالثة والأخيرة حتى الآن، وعلى امتداد 12 سنة. فما هي العوامل الكامنة وراء هذا الواقع المرير؟

يختلف العراقيون والعراقيات حول الحرب الخارجية التي شنها التحالف الدولي للإطاحة بنظام العار والدكتاتورية، نظام البعث خارج قرارات الأمم المتحدة وانفراد الولايات المتحدة وبريطانيا بقيادة الحرب وبعيداً عن أي دور فعلي وحقيقي للمعارضة العراقية في المعارك التي دارت مع النظام وانتهت بسقوطه. وبالتالي انفردت الولايات المتحدة برسم مستقبل العراق من خلال ممثل الإدارة الأمريكية بول بريمر باعتبار أن الإدارة الأمريكية هي المنقذ وهي التي ترسم المستقبل للشعب العراقي. وفي الوقت ذاته لا يختلف اثنان من العراقيات والعراقيين من أن فرض الاحتلال على الشعب العراقي ومن خلال الأمم المتحدة وبوصاية الولايات المتحدة وبريطانيا قد أجج كل الصراعات وعمق الخلاف في الأوساط العراقية وساهم في خلق الفوضى المدمرة التي أحرقت الأخضر واليابس في آن حين بدأ النهب والسلب والفرهود العام بالعراق وتدمير وسرقة المتاحف ودور السكن والاراضي والاموال وكل شيء بالعراق.

وجاء الأمر الأسوأ حين قررت الإدارة الأمريكية المحتلة للعراق إقامة نظام سياسي طائفي ومحاصصة طائفية تستند إلى سياسة التمييز بين المواطنين والمواطنات على أساس القومية والدين والمذهب، فساهمت بعمق في تشويه الحياة السياسية والاجتماعية وأشاعت التناقضات والصراعات بين الأحزاب الإسلامية السياسية والتي تم نقلها تدريجياً إلى المجتمع العراقي بأسره فمزقت النسيج الوطني لهذا المجتمع المتعدد القوميات والديانات والمذاهب. ولم تكن هذه السياسة عفوية وطارئة بل كانت سياسة استعمارية هادفة ومبرمجة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والتي وجدت التأييد والدعم من الدولة الإسلامية الإيرانية وبالاتفاق مع الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية والأحزاب القومية الكردستانية في آن واحد، والتي ساهمت كلها بما هو فيه العراق حالياً، وساهمت بشكل خاص في شق وحدة العرب سنة وشيعة!  

إن نشوء نظام سياسي طائفي ومحاصصة طائفية وأثنية في دولة ريعية كالعراق قد فسح في المجال وسمح لبروز رؤساء وزارات تميزوا بالنهج الطائفي المتطرف والاستبدادي وعمقوا الخلافات والتناقضات والصراعات على السلطة السياسية وعلى أموال العراق والنفوذ الاجتماعي ونقلوا تلك الصراعات إلى أبناء الشعب الواحد وبين أبناء القوميات بالوطن الواحد وساعدوا بقوة في مصادرة حقوق الإنسان والحريات العامة ووفروا مستلزمات النزاعات الدموية والإرهاب.

فقد مارس رؤساء الوزارات والوزارات سياسات التمييز إزاء أتباع القوميات والديانات والمذاهب وكذلك التهميش لدورهم في الحياة السلطة والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووفر أرضية انعدام الثقة بين الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية ونقلها إلى أبناء وبنات الشعب من مختلف القوميات والديانات والمذاهب، ولم يتصد لهذا النهج القاتل سوى الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية والتقدمية.

كما تعمق الخلاف والصراع بين رئيس الحكومة السابقة من جهة، ورئيس إقليم كردستان من جهة أخرى، الصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في مواقفه الطائفية المتطرفة التي قادت بدورها إلى ردود فعل متشنجة ساهمت كلها في نشوء حالة من عدم الثقة بين الحكومتين والشعبين العربي والكُردي والتي لم ينجح صدام حسين في الوصول إليها. وإذا كانت السياسات المركزية التي مارسها نوري المالكي طائفية وتقسيمية، فأن سياسة رئاسة وحكومة الإقليم هي الأخرى كانت بعيدة عن الواقع العراقي والإقليمي والدولي، وبشكل خاص التهديد الدائم بالانفصال، مع إدراك رئيس الإقليم أكثر من غيره بأن هذا المطلب لا يمكن تحقيقه في المرحلة الراهنة وأنه يثير من المشكلات أكثر مما يساعد على التفاهم وحل المعضلات، إضافة إلى أن الموقف الكردي الداخلي ذاته ليس موحداً بهذا الخصوص.

لا شك في أن تجربة الفيدرالية جديدة على الجميع وكان لا بد من إصدار القوانين المحددة لصلاحيات الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وواجباتها وسبل معالجة الخلافات التي تحصل بين الحكومتين والذي لم يصدر بشأنها أي قانون ملزم. كما إن الطموح بممارسة صلاحيات تتجاوز حدود الدستور العراقي قاد بدوره إلى بروز مشكلات جديدة مثل قضية النفط التي حددت في الدستور العراقي في كونها تعود لكل الشعب العراقي وبالتالي التصرف به يفترض أن يكون مركزياً وبالتنسيق مع حكومة الإقليم وليس بخلاف ذلك.    

الفساد العام الذي ساد العراق كله وعلى امتداد السنين المنصرمة وساهم رئيس وزراء النظام في تنشيطه بمختلف السبل ووصل إلى القوات المسلحة بمختلف صنوفها وإلى كل مفاصل وسلطات الدولة والمجتمع وتشابكت مع الإرهاب وقواه وأصبحا وجهان لعملة واحدة.

الدور الكبير والمدمر الذي مارسته قوى الإرهاب المتطرفة السنية مثل القاعدة وأنصار السنة والجهاديين وهيئة علماء السنة بالعراق ومن احتضنها من جهة، والمليشيات الطائفية الشيعية المسلحة ومن احتضنها من الأحزاب والقوى الإسلامية السياسية الشيعية، في صراعاتها وفي قتل البشر العراقي وبشكل خاص ضد أتباع الديانات الأخرى، ومن ثم القتل على الهوية الشيعية والسنية 

أتبع رئيس الوزراء العراقي السابق سياسة تبلورت في أن وجود القوات المسلحة العراقية المعسكرة في محافظة نينوى لم يكن موجهاً ضد عدو خارجي محتمل، بل كان موجهاً لتحقيق هدفين مدمرين حقاً وهما:

اضطهاد أهل الموصل وإذلالهم بمختلف السبل من منطلق طائفي مقيت، إضافة على ممارسة قادة القوات المسلحة أبشع أشكال الفساد المالي وفي فرض الإتاوات على الناس وعلى الجنود والتصرف الكيفي بالأسلحة.

وضد إقليم كردستان وقوات الپیشمرگة في حالة أي تحرك للاستقلال من منطلق شوفيني مناهض لحق تقرير المصير من جهة أخرى. لهذا وبسبب الفساد والرشوة لم يقف الجيش بوجه داعش وعصابته المجرمة. 

إن سياسات رأس النظام الطائفي وممارساته اليومية ومواقفه المتطرفة إزاء أبناء شعبنا من أتباع المذهب السني ومن الشعب الكردي بعدم حل المشكلات العالقة بما فيها المناطق المتنازع عليها على وفق المادة 140 والنفط وعدم دفع الرواتب ...الخ خلق حواضن مهمة لعصابات داعش ساهمت في اجتياح العراق من بوابة الموصل الحدباء.

ولا شك في أن العراق ومكوناته القومية والدينية قد تعرضت لمؤامرة دولية وإقليمية ومحلية قذرة أرادت وما تزال تريد النيل منه وتمزيقه.

وأخيرا وليس آخراً فأن النظام السياسي الطائفي حرم الشعب من حقوقه وحرياته الأساسية وقاد إلى الكارثة العظمى التي يعاني منها الشعب عموما وخاصة شعبنا من المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان.

ولا شك في أن دول الإقليم وخاصة المملكة العربية السعودية وقطر وسوريا وكذلك إيران بإيديولوجياتها الدينية والمذهبية المتخلفة وسياساتها الطائفية وصراعاتها على نطاق المنطقة وبالعراق قد ساعدت على تعميق المشكلات بالبلاد والسماح لهذه القوى بالولوج والاجتياح والاستباحة وممارسة الإبادة الجماعية.

ولا نبتعد كثيراً عن الحقيقة حين نحمل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية ما يلي:

أ. إن الولايات المتحدة والسعودية وباكستان والعديد من دول الخليج كانت الدول التي ساعدت على بروز تنظيم القاعدة منذ الحرب في أفغانستان، وهي التي مدته بكل ما هو ضروري للنهوض. كما إن السعودية وتركيا وقطر هي التي ساعدت على بروز واحتضان تنظيم الدول الإسلامية (داعش) وعلى علم كامل وسكوت أو حتى تأييد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. كما إن الولايات المتحدة كانت تدرك الخطط التي يعمل بها تنظيم داعش والتي وضعت بالتنسيق مع الدول الثلاث وبسكوت فعلي على اقل تقدير من جانب الولايات المتحدة. 

ب. مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية بفرض نظام سياسي طائفي وأثني متخلف بالعراق بعد إسقاط الدكتاتورية البعثية الغاشمة قاد إلى ما هو عليه العراق من تمزيق الوحدة الوطنية واجتياحات واستباحات مريرة من جهة، وإلى سكوتها المطبق على السياسات الخاطئة والمدمرة التي مارستها حكومة المالكي التي قادت إلى الوضع الراهن رغم وجود اتفاقية أمن مشتركة أخلت بها الولايات المتحدة الأمريكية. كما إنها لم تسع إلى تقديم الاستشارة والنصح الضروريين والمفيدين إلى القيادة الكردية بالإقليم بما يفترض أن تمارسه من سياسات داخلية في الظروف المعقدة التي كان وما يزال يمر بها العراق منذ سنوات. إن وعي طبيعة المرحلة وإدراك المهمات التي تواجه العراق، بما فيه إقليم كردستان العراق، يتطلب استخدام التحليل العلمي والموضوعي الذي في مقدوره المساهمة والمساعدة في تقليص المشكلات التي ظهرت على سطح الأحداث خلال الفترة المنصرمة والتي تتحمل الحكومة الاتحادية أكثر من غيرها، ولكن ليس إقليم كردستان العراق بمعزل عن تحمل مسؤوليته أيضاً في ما جرى ويجري للعراق خلال الأعوام التي أعقبت إسقاط الدكتاتورية البعثية الصدَّامية، ومنها القبول بوجود نظام طائفي أثني ومحاصصة طائفية أثنية مدمرة وقاتلة لوحدة الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه ومعتقداته. إن ضيق الأفق القومي لا يساعد على تحقيق الأهداف والطموحات ما لم ترتبط بوعي الواقع وبلورة المهمات الآنية وذات المدى البعيد وتشخيص إمكانيات التحرك والقدرة على تنفيذها في إطار الواقع الإقليمي والدولي المحيط بالعراق وإقليم كردستان العراق.

  

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6773 ثانية