صدر حديثاً كتاب بعنوان: بهرا للأديبين يونان هوزايا وأندريوس يوحنا وهو بمثابة قاموس عربي- سرياني بحجم كبير يقع الكتاب في (308) صفحة الطبعة الأولى للقاموس كانت في أربيل 1998 والطبعة الثانية في شيكاغو- أميركا عام 1999 والطبعة الثالثة الحالية والأخيرة كانت من نصيب مطبعة وزارة التربية- حكومة إقليم كوردستان- أربيل 2014. قدّم الباحثان جهوداً إستثنائية لإخراج هذا القاموس بحلّته الجميلة، حيث إستهلّت الصفحة الرابعة بمقدّمة عن الطبعة الثالثة باللغة العربية والسريانية للمؤلفين. بداية الصفحات كانت حسب الحروف الأبجدية للغة السريانية التي عدد حروفها (22) حرف واللغة العربية عدد حروفها (28) حرف تكاد بعض الحروف متقدمة عن الأخرى لأمور ترتيبية وصيغ موضوعية إتبعها المؤلفان. الكتاب ثمين ومشروع كبير ومهم لحاجتنا الماسة إليه سواء من قبل الدارسين والأدباء والكتّاب واللغويين أو حتى دارسي اللغة السريانية ومن السهولة الحصول على أيّة معلومة أو كلمة بهذا القاموس مثلاً نريدُ كلمة بطارية بالسريانية نرجع إلى باب الحرف (ب) نرى الكلمة باللغة العربية" بطارية" و يقابلها باللغة السريانية المعنى المراد له.
حقيقة تعتبر أسهل وأسرع طريقة لكي ينهل منها العديد من المهتمين بشأن اللغة السريانية ولكن يبقى شيئاً واحداً ألا وهو كل ما نريدهُ لا نستطيع الحصول عليه هنا كون القاموس إعتمد الكلمات والمفردات المتعامل بها واللغة اليومية حصراً ومثال على ذلك كلمة أجنبي أراها غير موجودة في باب الألف وكلمات أخرى كثيرة. لقد شمل القاموس على الأسماء والنباتات والمعادن والحيوانات والحشرات والجماد والصفات وكل ما يتعلّق بحياة الإنسان وما يعيشه ضمن طبيعة بيئته. هذا الكتاب مرغوبٌ ويطلب من قبل المتلقّي وخاصة في مجال التعليم السرياني بلغة الأم.
وكحدّ قولهم في وصف مقدّمة الكتاب بأنّه الظهير الساند للعناصر الرئيسية في العملية التعليمية. ولهذا الكتاب حضوة كبيرة لدى المثقفين لأنّه خرج من أيادي كتّاب وأدباء مبدعين ومعروفين على الساحة الأدبية والمشهد الثقافي. وكل طبعة تجرى لهُ نراهُ ينال فيها دافع التجديد من مفردات ومعاني وإستخدامات رمزية ومجازات حيث يصبح أكثرُ إثراءاً ومنفعة للمتلقي. ويظهر للعيان بأنّ باب حرف( الألف) قد أخذ حصّة الأسد فيه لزخم وكثرة معانيه ومفرداته عن بقية الأبواب الأخرى. وهذا يظهر من خلال تسليط الباحثين الضوء على هذا الباب أكثر من بقية الأبواب في معظم الأحيان ولا أعلم ما هو السبب؟. هناك مرادفات كثيرة لبعض الكلمات فلم يذكروا غير إثنتان أو ثلاثة لغرض الفائدة والتنوّع مثال: بيت الحكمة،دار العجزة. وحبذا لو أدخلا اللغة الغربية مع اللغة الشرقية لأنّهما صنوان لكان وقع القاموس أجزل وأكثر أثراً اًو تداولاً عند القارىء وهذا مجرّد رأي. لقد جربتُ البحث داخل القاموس عن كلمة ديناميت في باب الحرف (د) فلم أجدها وتظهر معاني بعض المفردات في معظم الأبواب على شاكلة لغة الكرشوني وفي بعض الأحيان يلامس لفظها باللغة العربية بعيداً عن لغة الأم الأصلية.
وهذا يعني من خلال بحثهم إقتصر على جذور الكلمات ومعانيها كونها إمّا نادرة أو المصادر التي تم الإعتماد عليها قليلة أو غير متوفرة لكي تسعف مادة بحثهم العلمية للقاموس. أرى هناك إبتعاداً نوعاً ما عن المصطلحات الفلسفية والدراية في إستخدام الحكم والأمثال والأحجية بالإضافة إلى الإسطورة والتراث والقيم والعادات والتقاليد لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري. لقد تم تجريد القاموس من جدول المحتويات كون إذا شاء المرء البحث أو إخراج أي مفردة من أيّ باب كان قد يلقى صعوبة في ذلك بسبب عدم جدولة القاموس لمحتوياته ومراجعه ومصادره المعتمد عليها. ورغم ذلك يبقى القاموس"بهرا" منارة لطلاب العلم وجهداً رصيناً يحمد لهُ لأنّه يحمل بطياته مفخرة العصر الحديث ولا يسعني في هذا المجال سوى أن أقدّم لهما الشكر والعرفان بما أجادت قريحتهما من جهد وما أقدما عليه ودائماً إلى أمام في مجال الخلق والتأليف والإبداع وأتمنّى لهما العمر المديد.