تقول المنظمة الدولية أن أكثر من 3500 شخصا ً قضوا غرقاً لعبور البحر الأبيض المتوسط خلال عام ، ويقول المراسل جويل سليمان أن معدل وفاة المهاجرين هي 10 أفراد غرقاً في اليوم للوصول إلى سواحل جنوب أوروبا كاليونان وإيطاليا واسبانيا ، وخفر السواحل الإيطالية أنقذوا 4400 في قناة صقلية خلال يومين ، وهي أكبر عملية إنقاذ في التاريخ ، مما دفع مفوضية الأمم المتحدة أن تعرب عن قلقلها البالغ إزاء هذه الكارثة الإنسانية .
ويقول ميليسا فليمنغ أن هناك 10 الآف لاجىء قد وصلوا إلى صربيا عابرين الحدود اليونانية المقدونية ، وهناك الآن في جزيرة كوس 12 ألف لاجىء قادمين أغلبهم من سوريا والبقية موزعة من العراق وأفغانستان وإيران وبنغلادش وباكستان ، للبحث عن حياة آمنة ومستقبل أفضل واكثر الجزر المستقبلة لهم هي : كوس وميتيلتي وسامو وكاليمنوس ، وتقول المنظمة الدولية للهجرة أن 3573 غرقوا حتى 28 آب الجاري ، وتعتبر اليونان الدولة الأكثر إستقبالاً للمهاجرين الفارين من أوطانها عبر جزرها البحرية الواسعة المتناثرة في البحر المتوسط وبحر إيجه ، وقد دخل 110 آلاف إلى المجر ، حيث المهاجر لا يحتاج إلى جواز سفر للتنقل فيها في طريقه إلى الدول الغنية كالنمسا وألمانيا والسويد ، ويقول روسكي أن حوالي 2000 شخصاً يعبرون الحدود يوميا ً ،وهناك سور عالٍ يجري تشييده بعلو 4 أمتار للحد من زخم الهجرة ، وتقول الإحصاءات أن حتى 28 آب المنصرم وصل 160 ألفا ً لليونان و104 ألفا ً لإيطاليا منذ كانون الثاني ، ويعبر إلى غيفيليا 3000 مهاجر يوميا ،ًوفي مقدونيا يستقلون القطارات والحافلات إلى الحدود الشمالية ، وأبرز نقاط العبور : صقلية بين سالونيك وكاكافيا إلى اليونان ومقدونيا ومورافيا وكيليبيا وكرواتيا ، والمآساة مستمرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ولجاجة ، ما الذي يدفع بالمهاجرين للمخاطرة بحياتهم للوصول إلى بلدان الكفر والإلحاد كما يقول بعض المنافقين والمغالطين للواقع المرّ الذي تعيشه شعوب الدول العربية والإسلامية ؟ والتي تقامر بحياتها وتعلم بمخاطر الموت ، ومع ذلك تركب موجة المجازفة .
الجواب البسيط الذي لا يخفى للقاصي والداني ، أن الواقع المزري للحكومات الدكتاتورية التي ليس لكرامة الإنسان وحريته مكانة في حساباتها ، بالإضافة إلى الواقع الإقتصادي المؤلم الذي يؤرق كاهل الفقراء ، فالحكومات درجت على النهب والسلب للعيش في بحبوحة هي وحاشياتها وغالبية السكان ترزح تحت خط الفقر ، ومن إفرازاته الجهل والمرض والمعاناة الجسدية والنفسية .
أما بالنسبة إلى الهجرة الداخلية فنظرة إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان والصومال فنرى الملايين يسكنون الخيم وبعضهم في العراء ، والمحصلة هي الموت غرقا ً في البحار أو يقعوا فريسة لسماسرة الهجرة ، لدفع كل ما يملكون للخلاص من جحيم حكوماتهم التي لا ترحم عوائلهم وأطفالهم ، فمتى تنتهي هذه الكارثة الآنسانية التي هي في إزدياد وتوسع ؟ ونظرة إلى الصور التلفزيونية ومنافذ التواصل الإجتماعي والدمار للبنية التحتية في مناطق القتال الدامي ، فهي صور محزنة حقا ً لهول المآساة .
والحل : على دول العالم التكاتف والتعاون لوضع حلّ عادل وفق مبادىء الأمم المتحدة التي من أبجدياتها حق الإنسان في الحرية والكرامة والإختيار ووفق خطة شاملة لإستقبال الفارين من المناطق الحربية المنكوبة وخاصة الأقليات العرقية والدينية التي ليس لها ميليشيات تحميها من ظلم المتشددين الإسلاميين ، مثل داعش وجبهة النصرة والقاعدة ومن لفّ لفهم من عشرات المنظمات الإرهابية التي تعيث في الإرض فسادا ً وتخريبا ً للبنى التحتية ونفسية الإنسان ، فهل يفيق المجتمع الدولي برمته على هول المآساة والسبل الناجعة لمعالجتها ؟ كلنا أمل ورجاء ....