أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1381 | مشاركات: 0 | 2015-10-03 10:02:45 |

الجالية العراقية بألمانيا وحقوق الإنسان

د. كاظم حبيب


يبلغ عدد العراقيات والعراقيين بألمانيا حوالي 90000 نسمة، وهم موزعون على غالبية المدن الألمانية الكبيرة والصغيرة. وحصة برلين تتراوح بين 3500-4000 نسمة. عدد مهم من قدامى العراقيين والعراقيات يحمل الجنسية الألمانية، في حين إن المهاجرين واللاجئين الجدد ومنذ سنوات ما زالوا يحملون الجنسية العراقية. غالبية هذه المجموعة الكبيرة مستقلة عن الأحزاب السياسية العراقية، ونادراً من يشارك منهم في الحياة السياسية الألمانية، وجزء قليل منهم يعمل في منظمات مجتمع مدني عراقية أو ألمانية. ولكن جميعهم يحملون معهم همّ الشعب العراقي ومشكلاته. في فترات سابقة كانت نسبة غير قليلة منهم تشارك في فعاليات العراقيين في مدنها أو حين تقام ببرلين من جانب تنظيمات سياسية أو منظمات مجتمع مدني عراقية، وخاصة في فترة حكم الدكتاتورية الغاشمة.

وحين سقطت الدكتاتورية ارتفع مزاج الكثير من أفراد الجالية وشاركوا في فعاليات غير قليلة، وكان أملهم في أن يتطور الوضع بالعراق لصالح الحريات الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعب. ولكن وجهة التطور بالعراق اتخذت مسارا آخر غير مدني وغير ديمقراطي وغير عقلاني، إذ دفعت قوات الاحتلال الحكم بالعراق باتجاه إقامة نظام سياسي طائفي يستند إلى قاعدة المحاصصة الطائفية التي شقت وحدة الصف الوطني ومزقت نسيجه بسبب ممارسات الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية وهيمنتها على السلطة، وكأن البلاد ملك للأحزاب الشيعية والسنية العربية والكردية وليس لكل الشعب العراقي بعربه وكرده وقومياته الأخرى أو أتباع دياناته غير المنتمية للأحزاب السياسية العراقية والتي تشكل أكثر من 99% من سكان العراق. المشكلات والصراعات والقتل على الهوية التي ميزت وما تزال تميز الوضع بالعراق خلقت إحباطاً شديداً في نفوس نسبة عالية جداً من بنات وأبناء العراق بالخارج، ومنها ألمانيا، وأدت إلى نشوء خلافات في ما بين الجماعات القاطنة بالدول الأجنبية وتقلص عدد المشاركين بالفعاليات السياسية أو الاجتماعية، إذ فقد الكثير منهم الأمل بحصول تغيير لصالح الحياة الديمقراطية، رغم إن هذا الوضع السيئ بالعراق كان وما يزال يتطلب المزيد من العمل لصالح تأمين التضامن من شعوب العالم مع العراق للخلاص من الطائفية ومحاصصاتها المذلة للمواطنة والمواطن بالبلاد. فمنظمات حقوق الإنسان، التي تزداد الحاجة إليها في المرحلة الراهنة بسبب الانتهاكات الفظة التي يتعرض لها الإنسان في إرادته وحقوقه ومصالحه وثروته الوطنية، تعاني من شحة حضور نشاطاتها ومؤتمراتها لا لأن العراقيات والعراقيين لا يؤيدون حقوق الإنسان أو لا يدافعون عنها ضد من يتجاوز عليها بالعراق ومن أجل دعم المهاجرين بالبلدان التي يعيشون فيها، ومنها ألمانيا، بل لأن قناعتهم بعدم قدرة هذه المنظمات وفعالياتها على المساهمة في تغيير الوضع المتردي بالبلاد، وبسبب خلافات ذاتية تدمر العمل الاجتماعي والتضامن الإنساني المنشود.

هذه الظواهر ليست جديدة بل برزت في فترات سابقة أيضاً. وهي شديدة الأثر في الوقت الحاضر. ويمكن أن يعود بعض هذه الأسباب إلى أن العاملين في هذه المنظمات كبار السن وعاجزين عن إيجاد السبل المناسبة للوصول إلى الشبيبة والتعبير عن مشاكلهم ومصالحهم ورغباتهم، وضعف التنظيم في هذه المنظمات، ولكن المشكلة المركزية تكمن في أوضاع العراق التي ترسل وتنشر خيباتها إلى الجاليات العراقية بالخارج. ففي عام 2012 عقد مؤتمر منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق /أومرك وحضرها 12 شخصاً فقط, وفي يوم 26/9/2015 عقد مؤتمرها الجديد وحضره 16 شخصاً فقط (امرأة واحدة و15 رجلاً) من مجموع 90 ألف إنسان عراقي وهو أمر محزن حقاً. وكما يبدو ليست هناك رغبة في حضور الاجتماعات والاستماع إلى تقارير طويلة وإصدار توصيات وقرارات لا طائلة منها ولا يمكن تنفيذها.

إن هذا الواقع يجبر العاملين في هذه المجالات الإنسانية على التفكير الجاد بالتحري عن أساليب عمل أقرب إلى الاجتماعات العامة المفتوحة التي يهيأ لها جيداً وتتضمن فعاليات متنوعة ومتداخلة مع قضايا حقوق الإنسان التي يمكن أن تعبئ الكثير من العراقيات والعراقيين القدامى والجدد وكذلك المهاجرين واللاجئين الجدد. لقد نجحنا مثلاً بعقد لقاء حضره 145 شخصاً من العراق وألمانيا ودول أوروبية عديدة وكندا واستراليا ببرلين، للتضامن مع ضحايا عصابات داعش بالموصل وسنجار وسمار وتلكيف وعموم سهل نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، وكذلك مع ضحايا المدن العراقية الأخرى وضحايا القوات العراقية والبيشمركة والمتطوعين. وقد وصلت أصوات التضامن إلى دول كثيرة بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ..الخ, وقد شخص المؤتمر بوضوح كبير إن النظم السياسية الطائفية والأثنية ومحاصصاتها المذلة وسياسات الاستبداد الفردي والتمييز القومي والديني والمذهبي وعدم الفصل بين الدين والدولة والفصل بين السلطات الثلاث والهيمنة على القضاء بسبب ضعف العاملين فيه أو رئيسهم من أهم الأسباب في مصادرة حقوق الإنسان وتفتيت وحدة الشعب والفساد والإرهاب والخراب والموت.

إن هذا يدعونا جميعاً للعمل من أجل عقد مثل هذه المؤتمرات لصالح الإنسان العراقي ومن أجل إنقاذه من الجرائم الذي ترتكب بحقه منذ عقود ومن أجل أن يستعيد عافيته وإرادته ويتحكم بمستقبله وبناء دولته الوطنية الديمقراطية ومجتمعه المدني الديمقراطي الحديث.            

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6268 ثانية